جدل عويص حول النظام الانتخابى لم ينته بعد، ونظنه لن ينتهى؛ وذلك لسبب عويص أيضا، وهو أن هناك شيئا (ما) يجعل إمكان انضباط قوانين الانتخابات دستوريا
من الصعوبة بمكان. هذا الشىء ربما يتجسد فى بنية الواقع المصرى الذى يعانى من علل وأمراض مزمنة، وهو ما (...)
الحقيقة أن جوهر المنطق الاستراتيجى المراد تطبيقه على الحياة السياسية هو: هل تستطيع الدولة أن تركز على المستقبل دون أن تحصر نفسها فى بديل واحد يقيد من خياراتها عندما تتغير الظروف ... وهى لابد أن تتغير؟ وهل يمكن لها أن تعظم من الفرص وتتحاشى المخاطر (...)
لم يكن للتخطيط الاستراتيجى وجود فى المجال السياسى حتى وقت قريب ، فقد كان مجاله الأثير هو القطاع الخاص، وذلك إلى جانب المجالات العسكرية التى تعد موطنه الأصلى. والحقيقة أن القطاع الخاص عرفه متأخرا جدا
عرفه فى الستينيات والسبعينيات ، وسرعان ما لحق به (...)
فى ظل التغيرات الحادة والسريعة والمتلاحقة ، وفى ظل حالة الغموض وانعدام اليقين حول ما يمكن أن يحدث ، ومع تكاثر التحديات وتنوعها وتشابكها ، أصبح من غير الممكن إدراة شئون الدولة دون رؤية استراتيجية .
لقد أضحى انتهاج المنحى الاستراتيجى ضرورة حتمية أومن (...)
ماحدث في30 يونيو هو فصل جديد من فصول25 يناير, لكنه ليس الأخير; فسوف تتلوه فصول أخري حتي تكتمل هذه الثورة المجيدة, سوف تتلوه فصول أخري ليس بالضرورة علي نفس الشاكلة, ولكنها باليقين لن تكون أقل دراماتيكية عما سبق أن شهدناه في غضون الفترة السابقة.
سوف (...)
تشترك الحكومة مع خبراء الاقتصاد في تحديد أعراض الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر الآن, وربما يشترك الطرفان في تشخيص هذه الأزمة بأنها أزمة سياسية بمعني أن أسبابها سياسية وعلاجها في صيدلية السياسة- إن صح التعبير.
برغم ذلك يختلف الطرفان في وصف العلاج; (...)
في المراحل الانتقالية وعقب الثورات الشعبية, هناك مساحة تسبق العمل السياسي.. مساحة زمنية وموضوعية تدار فيها الأ مور بمنطق الوطنية لا بمنطق السياسة,
فيها تعلو المواقف الوطنية علي الاتجاهات السياسية, ويتقدم الصالح الوطني العام علي المصالح السياسية (...)
تنمية الثقافة السياسية أو تطويرها قضية مهمة لبناء أي نظام ديمقراطي, وهي أكثر أهمية في مراحل التحول. وإذا أردنا أن نوجه هذه العملية أو نتحكم فيها علينا أن نفهم مكنون العوامل التي تؤثر فيها إن سلبا أو إيجابا; فنعظم ماله دور إيجابي ونقلص من سطوة (...)
لاشك أننا نريد أولا نظاما انتخابيا لاتشوبه شبهة عدم الدستورية. ونريد ثانيا نظاما بسيطا يفهمه المواطن العادي , وتلك مسألة جوهرية وليست شكلية; ونريد ثالثا دعم الحياة الحزبية وتقوية الأحزاب, وفي الوقت نفسه لا نرغب في سيطرة الأحزاب علي عملية الترشح (...)
سبق أن كتبت مقترحا لاهمية المشروع الوطني الذي يجب أن نتوافق عليه , ثم عن ضوابطه, وذلك باعتباره يتوخي تحقيق التنمية المنشودة. ومن منظورهذا المقترح يمكن معالجة قضية الدعم بوصفها مطروحة للنقاش من ناحية, وبصفتها تعد نموذجا تطبيقيا لهذا المقترح من ناحية (...)
في مقال سابق تحدثت عن مقترح للمشروع الوطني المأمول بوصفه المشترك الجامع الذي يمثل الحد الأدني من الاتفاق الوطني العام, وبصفته يعني تحقيق التنمية كغاية كبري. وأتحدث- هنا- عن مجموعتين من الضوابط أو الشروط, أتحدث عنهما بلغة المسافات التي قد نتمكن (...)
في غياب مشروع وطني لا يمكن أن نتوقع حلولا لمشاكلنا العويصة والمتراكمة, ولايمكن أن نتوقع بناء نظام جديد علي النحو المأمول, ولايمكن تحقيق أهداف الثورة ولا مطالب الجماهير, ولا إنجاز النهضة أو التنمية المنشودة. أعني بذلك أن المشروع الوطني هو (...)
العدالة الاجتماعية قضية حيوية وخطيرة, بوصفها أحد أهداف ثورة25 يناير المجيدة, ثم بصفتها أهم وظائف النظام السياسي; فأحد تعريفات علم السياسة أنه علم التخصيص السلطوي للقيم والتخصيص يشير في معناه البسيط إلي التوزيع, والقيم تعني الفرص والخدمات (...)
بين انتقال السلطة والتغير في السياسة الخارجية علاقة تبدو وثيقة; ذلك أن انتقال السلطة يعني حرفيا تغير شخص الحاكم, ومن ثم فمن المتوقع أن تتغير السياسات مع تغير هذا الحاكم. هذا الافتراض صحيح مبدئيا... يجد سنده في الواقع, وتؤيده المقولات (...)
من حق أي أحد أن يعطي صوته لمن يريد من مرشحي الرئاسة, بل ومن حقه أيضا أن يمارس له دعاية انتخابية بشكل أو بآخر في حدود القانون. لكن ليس من حق أحد أن يضلل الرأي العام, لاسيما إذا كان هذا الذي يفعل ذلك يعد من رموز النخبة في مصر... هنا أتحدث عن بعض (...)
برامج مرشحي الرئاسة مسألة فيها قولان, فيها قول مفاده أن تقديم المرشحين لبرامجهم يعد ضروريا حتي يتسني للناخبين المفاضلة بينهم ومعرفة ماذا سيفعل الرئيس القادم, وهذا هو الطبيعي في كل الانتخابات في مختلف دول العالم. وفيها قول آخر يتحفظ علي هذا (...)
في انتخابات الرئاسة ظواهر غريبة وأخري مستغربة; والظواهر الغريبة هي تلك التي لم تكن مألوفة في نظم الانتخابات الرئاسية في مختلف دول العالم. أما المستغربة فهي تلك التي لا تتسق مع روح الثورة ومنطقها وبالتالي لاتلائم طبيعة المرحلة. من الغريب أن تكون (...)
لقد اكتملت الآن أدلة إدارة المرحلة الانتقالية بعد الثورة بمنطق الصراع بين القوي السياسية علي المصالح الخاصة, وليس بمنطق الثورة ولا علي أساس استلهام المصلحة العليا للوطن. وإذا كانت أول مآسي هذا الصراع هي تقديم الانتخابات البرلمانية علي الدستور (...)
أكدت انتخابات المرحلة الثانية عدة ملامح سبق أن تحددت في المرحلة الأولي; منها ارتفاع معدلات الإقبال علي التصويت في الجولة الأولي وانخفاضها في الجولة الثانية. ومنها تقدم التيار الديني في مقابل تراجع التيارات المدنية, ومنها كثرة الشوائب التي علقت (...)
لسببين اثنين تورع كثيرون عن نقد العملية الانتخابية, السبب الاول هو ان الجميع انبهر بالمشهد ولم يكن مقبولا أن يفسد أحد هذه الفرحة أو يشوه ما اعتبره كثيرون عرسا. والثاني هو أن الجهات المسئولة اعتبرت ذلك نجاحا يضاف الي شرعيتها او يضيف الي هذه (...)
ورد في جريدة الأهرام 13/8/2011 أن الدكتور علي السلمي قد أرجع سبب عدم تلبية مطلب الأحزاب المتعلق بقصر النظام الانتخابي علي القائمة النسبية إلي وجود عائق دستوري يتمثل في صعوبة تشكيل المستقلين بقوائم حزبية. والواقع أنه لايوجد مانع دستوري إذا كانت (...)
شئ مهم أن نعرف شيئا عن الخريطة الحزبية فى المرحلة المقبلة.. نتوقعها أو نرسم معالمها إن استطعنا. قبل الثورة كانت أهم ملامح هذه الخريطة تتمثل فى تعددية مزيفة، ونظام حزبى مريض: بنيويا وأيدولوجيا. كانت تعددية مزيفة لأن الأحزاب التى كان مرخصا لها بالعمل (...)
يري البعض أن نظرية المؤامرة قد صارت نمطا للتفكير عند العرب, وأنها أصبحت وباء استشري في كل الأوساط, سواء في قطاعات المثقفين أو بين أقسام الرأي العام. ويصفون هذا التفكير بأنه ارتداد عن قيم الحداثة, ويصمونه بالتفكير التآمري أو هكذا يسمونه, (...)