منتخب مصر لكرة اليد يخسر أمام إسبانيا ويودع أولمبياد باريس 2024    عاجل.. إعادة امتحان الكيمياء لطلاب الثانوية العامة بهذه اللجنة| كلهم سقطوا    توافق سياسي جديد.. نجاحات الحوار الوطني في معالجة الملفات الشائكة    وزارة العمل: 320 فرصة عمل بشركتين للقطاع الخاص لشباب الإسكندرية    رئيس الأركان يتفقد إحدى وحدات التدريب الأساسى لإعداد وتأهيل المجندين    عيار 21 ب 3330 جنيهًا.. سعر الذهب فى مصر يخسر 40 جنيهًا    مساعد وزير المالية: نتجه لصياغة الاتفاقية الإطارية للضرائب الدولية التابعة للأمم المتحدة    وزير الطيران المدني يستقبل السفير اليابانى لتعزيز الشراكات بين مصر واليابان    البنك المركزي: ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج إلى 2.6 مليار دولار    نقابة المهندسين: بدء الإجراءات التنفيذية لإنشاء المنصة الرقمية الموحدة    رئيس جامعة سوهاج يشارك في ورشة عمل عن التدويل بالجامعات    المشاط: حوكمة الهيئات الاقتصادية ورفع مستويات كفاءة العمل داخلها يُحسن الأداء المالي والاقتصادي للدولة    المجلس الأعلى للأمن السيبراني يبحث خطط مواجهة الأعطال التقنية    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإيرانى احتواء التصعيد فى المنطقة    «وفا»: حصيلة شهداء غزة جراء الحرب الإسرائيلية تصل إلى 39677    وزير الإعلام اللبناني: اجتياح إسرائيل للبنان سيكلفها أكثر من حرب 2006    306 أيام من الحرب.. إسرائيل تواصل حشد قواتها وتوقعات برد إيراني    مفوض أونروا يدعو للتسليم السريع والآمن للقاحات شلل الأطفال في غزة    تنسيق الجامعات 2024.. 82 ألف طالب يسجلون باختبارات القدرات للثانوية العامة    أحمد الجندي: أخوض أولمبياد باريس بهدف التتويج بميدالية    بركلات الترجيح.. ميلان يهزم برشلونة وديا    رئيس دمياط الجديدة يتفقد أعمال إحلال وإعادة تأهيل المرافق بالمنطقة الصناعية    ضبط 3 أشخاص بدائرة قسم السلام لسرقتهم أجزاء من أعمدة الإنارة    كشف ملابسات واقعة اختطاف طفل بقنا وضبط مرتكبي الواقعة    الإدارة العامة للمرور:ضبط 39342 مخالفة مرورية متنوعة    إنقاذ مواطن احتجز داخل مصعد بعقار في الفيوم    التعليم تتيح نتيجة الثانوية العامة داخل المدارس.. اليوم    تعرف على العروض المختارة لمهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي "مسرح بلا إنتاج"    أحمد فايق: مدينة كان الفرنسية لا يوجد بها ربع جمال مدينة العلمين الجديدة    محمد صبحي: قدمت شخصيات عديدة من الواقع ورفضت تكرارها وأتمنى تقديم أعمال لسعد الدين وهبه    الجمهور يعيد تداول مقطع فيديو لرضوى الشربيني بعد تصريحات شيرين الأخيرة    دعم ذوي الهمم ومعرض فني للموهوبين ضمن الأنشطة الصيفية بثقافة الدقهلية    تعرف على موعد حفل نجوى كرم في دمشق    وزارة الصحة: الأدوية المصرية بجودة عالمية وتحسن في توافرها بالسوق المحلي    تحرير (138) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    انطلاق قافلة طبية مجانية في مدينة الحسنة بوسط سيناء ضمن مبادرة "حياة كريمة"    جولة مفاجئة.. محافظ أسيوط يزور مستشفى الغنايم المركزي ويحيل ممرضين للتحقيق    «تمنع تشكيل الحصوات».. ما تأثير تناول المانجو على مرضى الكلى؟    «الطفولة والأمومة» يحبط زواج طفلة تبلغ من العمر 15 عاما في كفر الشيخ    محافظ جنوب سيناء يصدق على الحد الأدنى للمرحلة الثانية لتنسيق الثانوي العام والفني    وزيرة التضامن تلتقي ممثل «يونيسف» في مصر لبحث سبل التعاون المشترك    خالد محمود يكتب: بعد تسهيل إجراءات تصوير الأفلام العالمية بمصر .. نقطة ضوء وجب البناء عليها    إحالة تشكيل تخصص في سرقة السيارات بالمرج لمحكمة الجنايات    ب14 مليون جنيه.. ضبط قضايا اتجار غير مشروع في النقد الأجنبي    بلومبرج: المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تربطه صلات قوية بالصين    الصين تحذر من انهيارات طينية وفيضانات محتملة بسبب الأمطار الغزيرة    رئيس الحكومة المؤقتة ببنجلاديش: نحتاج إلى خارطة طريق لإجراء انتخابات جديدة    طارق سليمان: كل لاعبي المنتخب جاهزون لمواجهة المغرب باستثناء واحد    منافسات منتظرة    موعد مباراة منتخب مصر وإسبانيا في كرة اليد بربع نهائي أولمبياد باريس والقنوات الناقلة    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 7-8-2024 أبراج السرطان والأسد والعذراء    أسامة قابيل: الاستعراض بالممتلكات على السوشيال يضيع النعمة    تقارير فرنسية: الأهلي يرغب في ضم مدافع باريس سان جيرمان السابق    هل يجوز ضرب الأبناء للمواظبة على الصلاة؟ أمين الفتوى يجيب    المصري وبيراميدز يستهدفان ضم نجم الزمالك    للسيدات.. هل يجوز المسح على الأكمام عند الوضوء خارج المنزل؟ الإفتاء توضح    «الدكتور قالي مش هتخلف».. هل يجب إخبار خطيبتي؟ أمين الفتوى يرد (فيديو)    "لا يجوز حتى في الطهارة".. الإفتاء توضح حكم الإفراط في استعمال الماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبل الخريطة الحزبية فى مصر بعد الثورة

شئ مهم أن نعرف شيئا عن الخريطة الحزبية فى المرحلة المقبلة.. نتوقعها أو نرسم معالمها إن استطعنا. قبل الثورة كانت أهم ملامح هذه الخريطة تتمثل فى تعددية مزيفة، ونظام حزبى مريض: بنيويا وأيدولوجيا. كانت تعددية مزيفة لأن الأحزاب التى كان مرخصا لها بالعمل لم تشمل كل التنظيمات السياسية العاملة فعلا، فقد ظلت جماعة الإخوان وعدد من الأحزاب التى لم تنل موافقة لجنة الأحزاب خارج السياق. وكانت كل هذه التنظيمات المرخص لها بالعمل وغير المرخص أقل من حقيقة التعددية السياسية الناشطة، ومن ثم ظل هناك المستقلون الذين لم يجدوا تمثيلا لهم فى هذه التنظيمات. وكذلك كانت التعددية السياسية الناشطة بكل أطيافها المذكورة أقل من التعددية السياسية الموجودة فى المجتمع، وعليه ظلت الأغلبية الصامتة خارج منظومة العمل السياسى.
وبعبارة أخرى فقد تم اختزال التعددية السياسية عدة مرات حتى باتت لا تعبر إلا عن قلة قليلة، الآن بعد فتح الباب لحرية تكوين الأحزاب المفترض ألا تعود هذه المشكلة مرة أخرى، ونأمل جميعا أن تكون الخريطة الحزبية الجديدة ممثلة فعلا لكل القوى والتيارات الموجودة فى المجتمع. لكن ثمة تخوفات مشروعة يبديها البعض، تتمثل فى أن قانون الأحزاب الجديد قد بالغ فى اشتراطه لعدد خمسة آلاف عضو لتأسيس حزب مما يعرقل قيام الأحزاب من وجهة نظرهم، وفى رأيهم أنه ليس هناك ما يمنع أى فئة مهما كان عددها قليلا من تكوين حزب، فربما يكون لديها مبادرة أو توجه معين.
وأعتقد أن هذا الفهم لحرية تكوين الأحزاب فهم خاطئ، وأن ما يقولونه وارد وضرورى فى مجال حرية التعبير، أما فيما يتعلق بحرية تكوين الأحزاب فلابد من ضوابط من أهمها ضمان الجدية. والجدية التى أقصدها هى ضرورة تعبير الحزب عن شريحة عريضة من المجتمع بحكم أن مهمة الحزب هى تجميع المصالح، ثم ضرورة أن يمتلك الحزب رؤية متكاملة لإدارة شئون البلاد وليس مجرد أفكار، ذلك لأن الحزب يسعى الى السلطة وهذا شرط أساسى فى تعريفه، وعليه لابد أن يطرح على الجماهير ما سيفعله إذا ما وصل السلطة وهذا شرط أساسى فى تعريفه، وعليه لابد أن يطرح على الجماهير ما سيفعله اذا ما وصل الى السلطة أو حصل عليها وفى قانون الأحزاب الجديد ما يثير التساؤل حقا، قد نفهم منطقية منع تكوين الأحزاب على الأحزاب على أسس تقليدية كالعرق والدين واللون والجنس، ولكن ما هى العبرة من منع تكوين الأحزاب على أساس طبقى؟ ولماذا لا يكون للكادحين أو للفلاحين أو العمال أو حتى الأغنياء أحزابهم، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى نخشى أن تستطيع بعض القوى التى تستخدم الدين فى العمل السياسى تجنيد أعداد كبيرة دون أن تكون هى بالضرورة الممثل الحقيقى لهم. بعبارة أخرى فى ظل الظروف الحالية يستخدم البعض الرموز الدينية فى جذب المؤيدين لا سيما أنهم يصورون المواقف السياسية على أنها نصرة للدين الإسلامى، وسوف يشوه ذلك حقيقة التعددية. لكن الأمر الأهم هو أننا قد نعود الى نظام حزبى مريض كالسابق.
ما يمكن أن نتوقعه فى الخريطة الحزبية الجديدة هو هيمنة التيار الدينى على النظام الحزبى من ناحية، وعودة الاستقطاب الذى سوف يظل هذا التيار طرفا أساسيا فيه ضد التيار الليبرالى وقد يكون معه اليسار من ناحية أخرى. وفى هذه الحالة يصبح لدينا خريطة حزبية قد لا تختلف كثيرا فى جوهرها عن الخريطة السابقة على الثورة. وفى كل الأحوال فإن توظيف الدين فى العمل السياسى مسألة خطيرة سواء بالنسبة للتعددية التى نريدها حقيقية أو بالنسبة للنظام الحزبى الذى نأمله صحيحا لا معتلا.
وفى تقديرى أن الحل بسيط بقدر ما هو لازم ومطلوب.. بسيط اذا ما عرفنا «العلة» وهى غياب «الاتفاق العام» consensus، الذى يجب أن يتوافر عليه أى مجتمع، فهو بمثابة الخطوط العريضة والمبادئ الأساسية التى تشكل الغايات الكبرى للأمة، وبالتالى المصالح العليا للوطن ومن ثم التوجهات الأساسية للدولة، وعودة الى الحياة الحزبية قبل الثورة كان غياب هذا الاتفاق يعنى الاختلاف الجذرى بين الأحزاب فى المرجعيات، وبالتالى فى الأسس العريضة، ورغم ذلك وللغرابة والدهشة كان الجميع يتفق فى التفاصيل والسياسات.
ومعنى ذلك أنه لابد من الاتفاق العام أولا، وبالمناسبة فقد نادى به كثيرون تحت مسميات مختلفة «وثيقة أو مشروع وطنى أو ميثاق أو رؤية وطنية أو قومية..».
هذا المشروع الوطنى يعد بمثابة المرجعية الأساسية لكل القوى السياسية والتى يجب ألا تخرج عنها برامج الأحزاب، وفى إطاره وداخل حدوده تتباين برامج الأحزاب وتتنافس فى كيفية تحقيق الغايات الكبرى للوطن بما تقدمه من سياسات. وأظن أن إقامة حياة حزبية دون وجود هذا الاتفاق العام، وبالتالى دون حسم التوجهات الأساسية سوف يعيدنا الى سابق العهد قبل الثورة وربما أسوأ.
المزيد من مقالات د.صلاح سالم زرنوقة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.