رئيس الأركان يتفقد إحدى وحدات إعداد وتأهيل المجندين    محافظ شمال سيناء يسلم أجهزة تعويضية لذوي الإعاقة    بدء قبول التظلمات على نتائج الثانوية والرسوم 300 جنيه للمادة    مؤشرات تنسيق الكليات 2024.. القائمة الكاملة لكليات الشعبة الأدبية تقبل من مجموع 50%    «لدواع احترازية»| سويلم: لا تهاون مع مخالفات استخدام الآبار الجوفية    تيسيرات لتعزيز الشراكات فى الطيران المدنى    جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة لمناطق بغزة دمّرها في بداية الحرب    الخارجية الصينية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية شأن داخلي ولا تعليق لبكين عليها    ألمانيا: مقاتلاتنا تحلق لأول مرة في سماء الهند في تدريبات جوية متعددة الأطراف    ميكالي: سأقاتل للتتويج ببرونزية الأولمبياد مع مصر    ضبط شخص لسرقته مسكن أجنبي بقصر النيل    محافظ الشرقية يُهنئ أوائل الثانوية العامة    مصادرة 250 بطاقة تموينية بكفر الشيخ    14 عرضا بالدورة ال14 لمهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي    حملة «100 يوم صحة».. 9 ملايين خدمة مجانية خلال 6 أيام    الأزهر يدين «اعتداءات اليمين المتطرف الإنجليزي» للمسلمين واستهدافه للمساجد    مزايدة علنية لتأجير مبنى صيدناوى في طهطا بسوهاج    تكثيف التدريبات للاعبي مركز كابيتانو مصر في المنيا    مراسل CBC: مهرجان العلمين أصبح أكبر حدث ترفيهى فى مصر والشرق الأوسط وفعالياته وصلت ل300    توقعات الأبراج، حظك اليوم الأربعاء 7-8-2024 ل "الميزان والعقرب والقوس"    الأمم المتحدة: وفاة 15 شخصا في تعز اليمنية جراء الأمطار والسيول    نوبة صرع في المياه.. غرق شاب أثناء السباحة داخل مصرف بقنا    "يويفا" يعاقب نجمى منتخب إسبانيا بسبب أغنية جبل طارق    مدينة الأبحاث تُنظم مدرسة صيفية حول "تقنيات مُعالجة اللغة العربية بالذكاء الاصطناعي"    الين يهبط بعد استبعاد مسئول في بنك اليابان رفع الفائدة    الدكتور جنيدي يفوز بجائزة أكاديمية البحث العلمي بمجال الحاسبات    تنظيم ورش حكي ومسرح عرائس وعروض للموهوبين في فرع ثقافة شمال سيناء    هشام ماجد يحتفل بإيرادات «x مراتي» .. كم حقق الفيلم في أسبوعين؟    نقيب المهندسين: بدء الإجراءات التنفيذية للمنصة الرقمية الموحدة.. وتقديم الخدمات عن بُعد    بالأسماء.. تعليم شمال سيناء تعلن نتيجة الثانوية العامة بنسبة نجاح 95.6%    مانشستر سيتي يستهدف نجم ريال مدريد    الاتحاد الدولي للخماسي الحديث يعقد مؤتمرا صحفيا قبل انطلاق المنافسات الأولمبية    شيرين عبد الوهاب تستعد للعودة للساحة الفنية بأغنيتين | التفاصيل    إسرائيل تخشى الاعتراف بالفشل الذي وقعت فيه منظومتها السياسية والعسكرية    هيئة الرعاية الصحية تكشف نتائج حملة «اطمن على ابنك» للعام الدراسي 2024/2025    محافظ القليوبية يتفقد عيادة الكشف على المواطنين بأسعار رمزية    وزير الصحة والسكان يناقش تحويل أحد المباني بمعهد ناصر إلى مستشفى تخصصي للأطفال    يونايتد يعرض راتبا مغريا على نجم بيرنلي    السادس "علمى رياضة" بالثانوية العامة: يجب تنظيم الوقت مع تحديد الأولويات    بعد فيديو الغش الجماعي.. إعادة امتحان الكيمياء لطلاب مجمع مدارس بالدقهلية    "الدكتور قالي مش هتخلف".. الورداني يكشف عن أمراض لا يجوز إخفاؤها قبل الزواج    حكم ترك حضور صلاة الجمعة لموظف الأمن    مديرية العمل بالإسكندرية تعلن عن 320 فرصة عمل للشباب (تفاصيل)    البورصة تقرر شطب شركة ثقة لإدارة الأعمال إجباريًّا    الأونروا: أعطينا اللقاحات لنحو 80% من أطفال غزة منذ بدء الحرب    «فولكس فاجن» تستعد لإطلاق سيارتها الخدمية T7 الجديدة بحلول 2025    الصحة تطمئن مرضى السكر: «جاري ضخ كميات كبيرة من الأنسولين في الصيدليات»    محافظ الجيزة : تخفيض القبول بالثانوي العام إلى 220 درجة    306 أيام من الحرب.. إسرائيل تواصل حشد قواتها وتوقعات برد إيراني    محمد صبحي: قدمت شخصيات عديدة من الواقع ورفضت تكرارها وأتمنى تقديم أعمال لسعد الدين وهبه    وزير الإعلام اللبناني: اجتياح إسرائيل للبنان سيكلفها أكثر من حرب 2006    السجن المشدد 5 سنوات للأقارب الأربعة بتهمة الشروع في قتل شخص بالقليوبية    وزيرة التضامن تبحث مع «اليونيسف» سبل تعزيز التعاون المشترك    منافسات منتظرة    موعد مباراة منتخب مصر وإسبانيا في كرة اليد بربع نهائي أولمبياد باريس والقنوات الناقلة    أسامة قابيل: الاستعراض بالممتلكات على السوشيال يضيع النعمة    هل يجوز ضرب الأبناء للمواظبة على الصلاة؟ أمين الفتوى يجيب    للسيدات.. هل يجوز المسح على الأكمام عند الوضوء خارج المنزل؟ الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التخطيط الإستراتيجى فى المجال السياسى

لم يكن للتخطيط الاستراتيجى وجود فى المجال السياسى حتى وقت قريب ، فقد كان مجاله الأثير هو القطاع الخاص، وذلك إلى جانب المجالات العسكرية التى تعد موطنه الأصلى. والحقيقة أن القطاع الخاص عرفه متأخرا جدا
عرفه فى الستينيات والسبعينيات ، وسرعان ما لحق به القطاع العام فى الثمانينيات، وكان ذلك بداية ولوج التخطيط الاستراتيجى إلى الحقل السياسى. لقد استعان القطاع العام بالإدارة الاستراتيجية فى تنظيم هياكله الداخلية، أو فى تغيير أساليب تقديم الخدمات، أو فى البحث عن مصادر للتمويل. وكان ذلك مدعاة للفت النظر إلى وجود تباينات بين القطاع العام والقطاع الخاص، ومن هنا ظهرت أدبيات تركز على الطبيعة المختلفة للتخطيط الاستراتيجى فى منظمات القطاع العام والخصائص التى تسمه . من منظور استراتيجى تعتبرالوظيفة الأساسية لأى منظمة فى القطاع العام هى الربط بين الخطوات المؤسسية التى تسعى إلى تحقيق التوازن بين الأهداف من ناحية، والظروف الحالية والمتغيرات المستقبلية من ناحية أخرى . ولما كانت منظمات القطاع العام تعمل فى الإطار الحكومى فإن خياراتها الاستراتيجية تنبثق من عوامل أخرى غير المنافسة على الأسواق التى تشكل خيارات القطاع الخاص . ففى القطاع العام هناك قيود دستورية وترتيبات قانونية واجراءات تنظيمية رسمية، وهناك قيود أيضا على الموارد، كما أن السياق السياسى يفرض عليها قيودا، أضف إلى ذلك التحديد الصارم لنطاق تعاملها، والتمدد الهائل فى نوعية عملائها الذين قد يكونون كل الجماهير. ومعنى ذلك أن خيارات القطاع العام تخضع بدرجة كبيرة لضغوط البيئة الخارجية - قياسا إلى القطاع الخاص ؛ ومن ثم فإن أبجديات التخطيط الاستراتيجى فى القطاع العام تبدأ بالربط بين أهداف المنظمة وطريقة عملها من ناحية وبين القيود والمطالب الخارجية فى حاضرها والمستقبل من ناحية أخرى.
هناك أربعة أنماط استراتيجية، هى : الاستراتيجية التنموية وتتوخى تعظيم قدرات المنظمة ومكانتها ومواردها وإيجاد وضع جديد أفضل فى المستقبل. والاستراتيجية الوقائية وتبحث عن ترويض المؤثرات الخارجية مع الحفاظ على الوضع الراهن للمنظمة، وذلك عندما تكون هناك تهديدات خارجية قوية حالية أومتوقعة مع قدرات محدودة للمنظمة. واستراتيجية التحول وهى التى تأخذ على عاتقها اجراء تغييرات جذرية فى المنظمة ، وغالبا ما يكون الاتجاه الاستراتيجى فيها منبثقا من الاستجابة للمؤثرات الخارجية التى تفرضها البيئة المحيطة والتى يكون تأثيرها أقوى من قدرة المنظمة على المقاومة . والاستراتيجية السياسية وتكون فيها المنظمة إما أداة لتحقيق التوازن بين المؤثرات الخارجية والضغوط الداخلية التى تدفع إلى التحول، وإما أن تكون أداة للسياسة الحزبية ووسيلة لمكافأة المؤيدين السياسيين .
يبدو من هذا التطور التركيز الواضح على أهمية البيئة الاستراتيجية والنظرة المستقبلية بالنسبة لمنظمات القطاع العام، وأن هناك توجهات استراتيجية تختلف فيها عن القطاع الخاص؛ فقد تتبنى توجهات وقائية تحافظ فيها المنظمة على بقائها فى مواجهة الضغوط الخارجية، أو توجهات تنموية وهى تختلف فيها عن التوجهات التنموية فى القطاع الخاص ، أو توجهات سياسية سواء لخلق نوع من توازن الضغوط بين الداخل والخارج أو كأداة لأغراض سياسية .
فى تطور آخرانتقل التخطيط الاستراتيجى إلى الحكومات ، حيث بدأ ينتشر فى القطاعات الحكومية تحت مفهوم «إعادة اختراع الحكومة» . وكانت مقدمات استخدام التخطيط الاستراتيجى فى الحكومة فى أمريكا وبريطانيا نتيجة لتأثير عملية الانتشار ، وكانت منقولة عن القطاع الخاص.
التخطيط الاستراتيجى فى المجال السياسى إذ يرادف قيادة السفينة - أو الشفرة الجينية - فإنه لا يعنى مجرد وضع خطة، لكنه يعنى طرح العديد من البدائل ، والاختيار بينها، وتقييمها ، ثم تعديلها إذا وجب الأمر، وذلك لتحقيق أهداف جوهرية . ومعنى ذلك أن التخطيط الاستراتيجى فى الحكومة أو على مستوى الدولة يستلزم توافر شرطين: الأول هو توقع المستقبل والاستعداد لكل احتمالاته وبدائله. والشرط الثانى هو وجود حد أدنى من المشترك الثقافى، أو ما يعرف بالاتفاق العام. وفى هذا يختلف الوضع فى الحكومة عنه فى القطاع الخاص؛ فالمنتفعون فى حالة الدولة كثيرون جدا لاتجوز مقارنتهم مع نظائرهم فى القطاع الخاص، وما لم تتغلغل ثقافة التخطيط الاستراتيجى - بوصفها التجسيد العملى للاتفاق العام - فى ثنايا المنظمة وفى تضاعيف المجتمع فسوف يفشل التخطيط الاستراتيجى. والاتفاق العام - أونظرية القيمة العامة كما يسميها البعض، هو الذى يجعل كل فرد فى المنظمة أو فى المجتمع يسكب مبادراته الخاصة بما يخدم الاستراتيجية أو يستقيم معها، وأن يتصرف مع الفرص ومع التحديات بشكل ينسجم مع توجهات الاستراتيجية، وذلك من تلقاء نفسه ودون توجيه من أحد.
لمزيد من مقالات د.صلاح سالم زرنوقة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.