"لقجع" يرصد مكافأة خرافية في حال فوز المغرب على مصر الأولمبي    وزير الشئون النيابية والقانونية يجري اتصالاً هاتفياً مع البابا تواضروس الثاني    للثانوي والأزهر ومدارس "ستيم".. تفاصيل 232 منحة للمتفوقين في 27 محافظة    التموين: 1350 محلا يشارك في الأوكازيون الصيفي حتى الآن    صعوبات تمويل مشروعات الطاقة الشمسية في سؤال برلماني ل 3 وزراء    الموجة 23.. تنفيذ 57 قرار إزالة لتعديات على أراضي الدولة في الإسكندرية- صور    نقيب المهندسين: بدء الإجراءات التنفيذية للمنصة الرقمية الموحدة.. وتقديم الخدمات عن بُعد    مدينة الأبحاث تُنظم مدرسة صيفية حول "تقنيات مُعالجة اللغة العربية بالذكاء الاصطناعي"    الين يهبط بعد استبعاد مسئول في بنك اليابان رفع الفائدة    لبحث تجنب الإقليم ويلات الحرب، وزير الخارجية يجري اتصالًا هاتفيًا مع نظيره المغربي    برلمانية: الانتخابات الأمريكية 2024 تجرى في ظل أوضاع غير مستقرة    تنسيق الجامعات 2024| لطلاب الثانوية الفرصة الأخيرة لاختبارات القدرات    "يويفا" يعاقب نجمى منتخب إسبانيا بسبب أغنية جبل طارق    ضبط مالك مركز تعليمي في القاهرة بحوزته 1279 كتابًا مُقلدًا    حملة أمنية مكبرة بمنطقة المنشية في الإسكندرية لإزالة الإشغالات والمخالفات    وقف الملاحة الجوية والنهرية وغلق طرق.. ماذا يحدث في أسوان؟ (فيديو وصور)    وزيرة التنمية المحلية: مدينة العلمين تمتلك مقومات السياحة العالمية    مكتبة الإسكندرية تستضيف ملكات جمال مصر للسياحة والبيئة    الدكتور جنيدي يفوز بجائزة أكاديمية البحث العلمي بمجال الحاسبات    تنظيم ورش حكي ومسرح عرائس وعروض للموهوبين في فرع ثقافة شمال سيناء    هشام ماجد يحتفل بإيرادات «x مراتي» .. كم حقق الفيلم في أسبوعين؟    حملة «100 يوم صحة» تقدم 9 ملايين و54 ألف خدمة مجانية للمواطنين    بالأسماء.. تعليم شمال سيناء تعلن نتيجة الثانوية العامة بنسبة نجاح 95.6%    مانشستر سيتي يستهدف نجم ريال مدريد    الاتحاد الدولي للخماسي الحديث يعقد مؤتمرا صحفيا قبل انطلاق المنافسات الأولمبية    الشباب والرياضة تعلن إنشاء وحدة للطب الرياضي بمحافظة مطروح    الشرطة البريطانية تتأهب لمواجهة مزيد من أعمال الشغب اليوم    إسرائيل تخشى الاعتراف بالفشل الذي وقعت فيه منظومتها السياسية والعسكرية    شيرين عبد الوهاب تستعد للعودة للساحة الفنية بأغنيتين | التفاصيل    أضرار كبيرة جراء فيضانات في غربي اليمن    هيئة الرعاية الصحية تكشف نتائج حملة «اطمن على ابنك» للعام الدراسي 2024/2025    محافظ القليوبية يتفقد عيادة الكشف على المواطنين بأسعار رمزية    وزير الصحة والسكان يناقش تحويل أحد المباني بمعهد ناصر إلى مستشفى تخصصي للأطفال    الأونروا: أعطينا اللقاحات لنحو 80% من أطفال غزة منذ بدء الحرب    البورصة تقرر شطب شركة ثقة لإدارة الأعمال إجباريًّا    السادس "علمى رياضة" بالثانوية العامة: يجب تنظيم الوقت مع تحديد الأولويات    "الدكتور قالي مش هتخلف".. الورداني يكشف عن أمراض لا يجوز إخفاؤها قبل الزواج    حكم ترك حضور صلاة الجمعة لموظف الأمن    بعد فيديو الغش الجماعي.. إعادة امتحان الكيمياء لطلاب مجمع مدارس بالدقهلية    يونايتد يعرض راتبا مغريا على نجم بيرنلي    «فولكس فاجن» تستعد لإطلاق سيارتها الخدمية T7 الجديدة بحلول 2025    مديرية العمل بالإسكندرية تعلن عن 320 فرصة عمل للشباب (تفاصيل)    الصحة تطمئن مرضى السكر: «جاري ضخ كميات كبيرة من الأنسولين في الصيدليات»    الحماية المدنية بالفيوم تنجح فى إنقاذ شخص احتجز داخل مصعد    «خسائر مالية».. توقعات برج الحوت غدًا الخميس 8 أغسطس 2024 (تفاصيل)    محافظ الجيزة : تخفيض القبول بالثانوي العام إلى 220 درجة    محمد صبحي: قدمت شخصيات عديدة من الواقع ورفضت تكرارها وأتمنى تقديم أعمال لسعد الدين وهبه    306 أيام من الحرب.. إسرائيل تواصل حشد قواتها وتوقعات برد إيراني    توافق سياسي جديد.. نجاحات الحوار الوطني في معالجة الملفات الشائكة    وزير الإعلام اللبناني: اجتياح إسرائيل للبنان سيكلفها أكثر من حرب 2006    السجن المشدد 5 سنوات للأقارب الأربعة بتهمة الشروع في قتل شخص بالقليوبية    رئيس الحكومة المؤقتة ببنجلاديش: نحتاج إلى خارطة طريق لإجراء انتخابات جديدة    وزيرة التضامن تبحث مع «اليونيسف» سبل تعزيز التعاون المشترك    منافسات منتظرة    موعد مباراة منتخب مصر وإسبانيا في كرة اليد بربع نهائي أولمبياد باريس والقنوات الناقلة    أسامة قابيل: الاستعراض بالممتلكات على السوشيال يضيع النعمة    هل يجوز ضرب الأبناء للمواظبة على الصلاة؟ أمين الفتوى يجيب    للسيدات.. هل يجوز المسح على الأكمام عند الوضوء خارج المنزل؟ الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في قضية الدستور الجديد

لقد اكتملت الآن أدلة إدارة المرحلة الانتقالية بعد الثورة بمنطق الصراع بين القوي السياسية علي المصالح الخاصة‏,‏ وليس بمنطق الثورة ولا علي أساس استلهام المصلحة العليا للوطن‏.‏ وإذا كانت أول مآسي هذا الصراع هي تقديم الانتخابات البرلمانية علي الدستور حيث كان العكس هو الصحيح, فإن الصراع حول قضية اعداد الدستور الجديد قد لايكون آخرها, وحتي يمكن التخفيف من كوارث هذا الصراع هناك ثلاثة أمور, أولها أن نتشبث بضرورة صياغة الدستور قبل انتخابات الرئاسة, وذلك لاسباب سردها الزميل د. وحيد عبدالمجيد في هذه الصفحة( أهرام2102/1/2). وثانيها يتعلق باللجنة التأسيسية المناط بها إعداد الدستور, وثالثها يرتبط بمضمون الدستور ذاته.
فيما يتعلق باللجنة التأسيسية ثمة اشكالية تبدو محسومة, وهي ان الدستور الجديد لابد ان يكون من صنع التوافق الوطني وليس من صناعة الاغلبية مهما يكن مدي تعبيرها عن الشعب. ومعني ذلك وفي ظل تركيبة البرلمان المقبل أنه لا مناص من أن تكون هذه اللجنة من خارج اعضاء البرلمان, ومعناه كذلك ألا تخرج تركيبتها عن النواميس الراسخة في هذا الشأن, فعلي سبيل المثال قد يري البعض أن فقهاء القانون الدستوري هم الذين يناط بهم إعداد الدستور, وهذا غير صحيح لأن دورهم يقتصر فقط علي صياغة الدستور أو إعداده, وعليه فإن صنع الدستور بمعني تحديد نصوصه من حيث مضمونها وما تشمله من أحكام يحب ان تشارك فيه كل القوي التي تعبر عن مختلف أطياف المجتمع والتي تمثل مصالحه وتوجهاته المتباينة. كذلك لابد ان تشارك فيه كل التخصصات الموضوعية المطلوبة لصناعة دستور ينظم مختلف شئون الدولة والمجتمع, ومن ثم لا يمكن الاستغناء عن أهل الاقتصاد والسياسة والقانون والاجتماع والبيئة والزراعة والصناعة والتجارة والمالية والصحة والتعليم.. إلي غير ذلك من المجالات.
أما بخصوص مضمون الدستور فهناك ثوابت لايجوز الخروج عليها في مواده ونصوصه. هذه الثوابت كثر عنها الحديث بلغات خاطئة في اغلبها.. لو نتذكر تلك هي التي اطلق عليها البعض مبادئ فوق دستورية أو مبادئ حاكمة للدستور, وكلاهما لم يكن موفقا, والصحيح أنها اعراف دستورية أو مبادئ دستورية عامة, استطيع ان اضعها في سلتين, الأولي هي مجموعة المبادئ التي لاقت قبولا في كل المجتمعات والتي لايخلو منها دستور علي وجه الارض والتي تمثل ثمرة كفاح البشر من اجل الحرية والتي تعكس ما توصلت إليه مسيرة الحضارة الانسانية والتي باتت كامنة في ضمائر كل الشعوب وعششت في وجدان كل الامم. تلك المبادئ تتمثل في الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص ومجمل حقوق الانسان, وتحقيق الفصل بين السلطات وضمان التوازن بينها واستقلالية مؤسسات الدولة فهل يختلف احد علي ذلك؟ أما السلة الاخري فأقصد بها ثوابتنا الوطنية, وهي تلك التي تتعلق بهوية الدولة والمجتمع. وهي ايضا نتاج تراث حضاري صنعته مصر عبر تاريخها الطويل وعلي اسس ثابتة من جغرافيتها المتفردة ونسيجها الاجتماعي المتميز.
في المستوي الأول من الثوابت لايجوز الافتئات أو الالتفاف علي الحقوق الأساسية أو علي الحريات العامة, بمثل ما إنه لا يجوز ان تعطي مؤسسة من مؤسسات الدولة سلطة اعلي من سلطة الدولة أو امتيازات تخل بمبدأ التوازن ولايجوز كذلك ان يمنح احد مزايا تخل بمبدأ تكافؤ الفرص. وفي المستوي الثاني لا يجوز ان نضع هوية الدولة علي المحك أو أن نعيد صكها من جديد, فالدولة لم تسقط وإنما الذي سقط بفعل الثورة هو النظام والفارق بينهما كبير. وحتي لو تصور البعض ان كثيرا من اجهزة الدولة بحاجة الي تغيير, وهذا وارد ومطلوب لان بشاعة النظام المتردي قد اختزلت الدولة في النظام, فالحديث هنا عن وظائف الدولة وليس هويتها.
ولعله من العبث ان يتحدث البعض عن دولة دينية او عسكرية, فهذه مفردات لا وجود لها لا في الواقع ولا في التاريخ ولا في العلم النظري. ذلك ان الدولة القومية الحديثة مدنية بطبيعتها, ومن ثم فالحديث عن مدنيتها هو من قبيل وصف الماء بالماء.. لقد نهضت فكرة الدولة القومية علي حقيقة حكم القانون وليس الدين ولا التقاليد العسكرية ولا الأحكام العرفية, نهضت لتكون بوتقة تنصهر فيها كل الاطياف حيث تتراجع أمامها الولاءات التقليدية سواء كانت عرقية او دينية او جهوية. ولايستطيع احد ان يتخيل وجود دولة دينية او عسكرية, هذا وان كان هناك سلطة من هذا النوع أو ذاك وكلاهما مرفوض بالطبع.
إذا كان ذلك كذلك وهو كذلك بالفعل فإنه ليس هناك فصيل يستطيع أو يملك الخروج علي هذه الضوابط, كما ان اوجه الخلاف علي الدستور يجب ان تنصرف الي مسائل محددة أهمها طبيعة النظام السياسي الذي نريده وحدود العلاقات بين السلطات واختصاصات رئيس الدولة ونظم الاقتصاد والتعليم والتجارة وغيرها من القضايا الفرعية الأخري.
المزيد من مقالات د.صلاح سالم زرنوقة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.