أدرك بعض منظمي فعاليات المؤتمر حقيقة مفادها أن هناك العديد من المؤتمرين يأتون من أجل التسوق، فالشقيقة الكويت معروفة بأسواقها الغنية منذ زمن طويل، لذا أحال هؤلاء المنظمون بعض قاعات وصالات المؤتمر إلى أسواق تمور بما تشتهي الأنفس من ساعات وقطع ذهبية (...)
"لست أدعي قط أن هناك خللا في لغة العرب العظيمة، ذلك أن عظمتها كانت دائماً وراء الميل العربي للفظي، ومن ثم للافتتان بالمبالغ به والمكرر. بيد أن للمرء أن يدعي أن الإشكال في هذه الحال يتلخص في أن علينا، عرباً، العمل على إيجاد وسائل اتصال لغوية خالية من (...)
إن معضلة انفلات قدرات الأجهزة الاستخبارية من سيطرة الإدارة، إدارتها أي الإدارة الأميركية عامة، غدت معضلة مرعبة بعد إعلان عضوة لجنة الاستخبارات في الكونجرس عن اكتشاف تجسس الCIA وكالة المخابرات المركزية الأميركية على أعضاء الكونجرس، على الرغم من أن (...)
إن العقل الأميركي، الغربي، هو الآخر يعاني من عقدة غيمية معنى لفظ "شرق"، Orient لأنه لا يميز بين شرقين، هما: الشرق الأقصى الذي يسمونه Oceania وشرقنا العربي الإسلامي الذي يسمونه Orienda، حسب اصطلاح الروائي الأميركي هرمان ميلفل Melville.
والطريف هو أن (...)
ها هي الأقوام التي تشكل الشعب العراقي تدفع، بمرارة وألم مبرح، أثمان أخطاء الإمبراطورية البريطانية بحقها مجتمعة. لذا يتبلور السؤال الأكثر أهمية اللحظة، وهو: هل يبقى العراق قائماً متماسكاً، وهو سؤال مؤرق ليس لهذه الأقوام من عرب وكرد وأقليات إثنية (...)
لقد بالغ بعض المتحدثين عبر الإعلام الأميركي في انتقاد الرئيس اوباما، درجة أنهم راحوا يتندرون بقوله إن "روسيا ستدفع ثمناً إذا ما تدخلت عسكريًّا"، بمعنى: ما هو هذا الثمن الذي يخيف الرئيس بوتن ويجعله يتراجع "مذعوراً" من توعد أوباما؟ لقد عد أحد المعلقين (...)
إذا كان قرن العربي بالإسلامي يعود إلى التراث الأموي تاريخيًّا، بسبب اعتزازهم بالولاء القومي وتحاملهم على "الموالي"، فإنه لم يخل من الآثار المهمة تاريخيًّا بقدر تعلق الأمر بالصراعات والجدالات السياسية الإسلامية، الأمر الذي مهد الطريق لظهور ما يسمى (...)
إن رواسب ثقافة البداوة لم تزل موجودة في قعر العقل العربي في ليبيا وسوريا وسواهما من بلدان الشرق الأوسط، وهي تتجلى من آن لآخر في خروج بعض الجماعات عن أنماط السلوك الرسمية أو المعتمدة، لتعمد إلى فرض إراداتها بالطريقة التي تريد وبالانتقائية الاعتباطية (...)
يبدو أن السلطة القومية الشوفينية التمركز تصنع موجة جارفة عامة ترنو إلى التعريب القسري، بدليل أن الأنظمة الشمولية التي توالت على حكم العراق المتنوع الإثنيات والأديان، رأت أن أفضل الطرق للقضاء على حركات التمرد والثورات القومية يتلخص بتعريب الكردي (...)
لم أتمالك نفسي، فانفجرت ضاحكاً بصوت عال لفت انتباه زوجتي وأبنائي عندما شاهدت فيلماً قصيراً جداً لعملية المخابرات المركزية الأميركية لاعتقال الإرهابي أبو أنس الليبي التي تمت خلال بضع دقائق، وخلال بضع دقائق أخرى وجد هذا "المسكين" نفسه على ظهر بارجة (...)
لقد كان على العالم العربي والغربي أن يحاولا تكريس نزوع الجماعة إلى التقاليد الديمقراطية وإلى الأنشطة الاقتصادية الحرة بدلاً عن لجمها واضطرارها إلى "سلة الإرهاب" دفعة واحدة، لتجد الجماعة نفسها في ذات الصنف مع القاعدة وداعش وسواهما من المنظمات (...)
إن ما حققته أغلب دولنا إنما كان الاستقلال السياسي ذلك الإنجاز الذي تمتد بينه وبين الحرية طريق كأداء طويلة تتطلب الكفاح والنضال والاستنارة والثقافة والصناعة والزراعة كي نتمكن من سلوكها لبلوغ الحرية. بلى، حققت أغلب دولنا الاستقلال، بيد أنها بالتأكيد، (...)
عندما يبتئس المرء للحساسية المفرطة عند العقل العربي حيال اي نقد مهما بلغ حجمه، فإنه لا يريد جرح "الرومانسية" العربية. وإذا كانت هذه الرومانسية من الميزات الحميدة، فإنها لا يمكن أن تقلب إلى عصبية وشوفينية لا معنى لها في عصرنا الراهن. فعندما ينتقد (...)
إن أهم مثالب الحروب الدينية والطائفية هي أنها غالباً ما تكون حروب ثأرية الطبيعة أي أنها تطلق سلسلة حوافز واستجابات لها بداية ولكن ليس لها نهاية قط، ما دام الثأر والانتقام لا يمكن محوهما وإيقاف آثارهما على نحو بسيط، خاصة لدى الشعوب التي لم تزل ترضخ (...)
لا يشك المرء بأن الولايات المتحدة هي أقوى وأغنى دولة في العالم، بيد أن هذه الحقيقة يمكن أن تعمي العيون إذا ما استغرقت الشعب الأميركي ونخبه وإعلامه أكثر مما ينبغي، ذلك أن الأمر قد يقود إلى خيالات ومبالغات وشعور معقد بالتفوق لأن مثل هذا الشعور بالتفوق (...)
إن ظاهرة "الدونجوانية" قد تجلت في تاريخنا الحديث بعدد لا بأس به من الحالات بين الأسر المتنفذة أو الثرية في مجتمعاتنا الشرق أوسطية حيث تطلق هذه الأسر أيدي ابنائها والمتعاونين معها على سبيل إستغلال الحرية المنبعثة من إختلال التوازن أعلاه، درجة أنهم (...)
إن حقيقة تطلع مجتمعاتنا في الشرق الأوسط إلى إيجاد موطئ قدم في ركب التقدم العالمي يحتم على أولي الأمر وأصحاب الرأي نوعاً من "التدخل" التوجيهي في مجال الانتقاء والتطوير الثقافي والانتخاب المعرفي بما يضمن لنا ما نحتاج إليه على نحو واقعي دون الانزلاق (...)
إن الذي حققته سلطنة عمان عبر عدد محدود من العقود يفوق ما حققته العديد من الدول عبر إقليمنا الشرق أوسطي المتنوع. ومرد ذلك يتجسد في القيادة الرشيدة بعيدة النظر التي عملت على تجنب اسباب الانكفاء والتراجع، الأمر الذي قاد إلى حركة تقدم متواترة مشهود لها (...)
صحيح أن الولايات المتحدة الأميركية هي أغنى وأقوى دولة في العالم، بيد أن هذه الحقيقة لا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن تبرر ميل العقل الأميركي المفرط إلى المبالغة و "الغلو"، لو كان هذا اللفظ مقبولاً في سياق كهذا، أي عندما ينعكس هذا الخيلاء عبر الثقافة (...)
إن خيلاء النفس العربية حيال الأجنبي يستحق الرصد والتحليل كذلك، إذ خصت العرب الفرد الأجنبي بلفظ ال"عجمة" ومشتقاته. والعجمة اصلاً، كما يبدو تعني الخرس، بمعنى أن العرب عندما احتكوا بالأعاجم تاريخيًّا، خصوا الأخيرين بلفظ يمور بالمعاني الدونية، ومثقل (...)
إن أية متابعة لتاريخ الثقافة العربية ولتاريخ الأفكار فيها لا تخفق قط في إماطة اللثام عن ثمة تحامل مضاد للمؤنث، بدليل أن الفحولة تعد امتيازاً يرفع المرء درجة أعلى عن الأنوثة، برغم ما تحمله الأخيرة من معان مثقلة جمالاً ورقة، حباً وخصبا! عندما يصف (...)
عندما يلح الأوروبيون أو العرب أو الاسيويون بالاعتراض أو التبرم والاحتجاج، فإن الإجابة الأميركية لن تكون عصية على الصياغة، إذ إنهم سيجيبون أن الولايات المتحدة الأميركية تقبع على رأس العالم الوحيد القطبية، اي أنها تمتلك اليد العليا في صياغته وترتيب (...)
الثقافة والحرية صنوان لا يفترقان، خاصة عندما ترنو الأولى إلى دور اجتماعي من العيار الثقيل، اي العيار الذي يوازي ما تؤديه مؤسسات غائرة في القِدم، مؤسسات لم تزل تتشبث "بحلم الأسلاف" الذي قد لا يكون. لذا تفتح الحريات آفاقاً واسعة للعقل المبدع كي يجرب (...)
إذ كانت الولادات الثقافية صعبة المخاض وبحاجة دائمة للرعاية الطبية المركزة الباهضة الأثمان، بينما بقيت الثقافات العربية المكافئة في المجتمعات الأدنى مستوى إقتصادي قادرة على ولادات ثقافية قوية، قادرة على البقاء ومقاومة للأمراض المهلكة لأنها نبعت من (...)
إن هذا النوع من عمليات انتقاء الأهداف الإرهابية القيادية المنتخبة كان قد سبق الإسرائيليون الأميركان إليه، إذ نفذ الإسرائيليون مثل هذه العمليات لمرات عدة، البعض منها كان في بيروت والبعض الآخر حدث بتونس عندما جرت عمليات غاية في السرية لاغتيال قيادات (...)