لا يشك المرء بأن الولاياتالمتحدة هي أقوى وأغنى دولة في العالم، بيد أن هذه الحقيقة يمكن أن تعمي العيون إذا ما استغرقت الشعب الأميركي ونخبه وإعلامه أكثر مما ينبغي، ذلك أن الأمر قد يقود إلى خيالات ومبالغات وشعور معقد بالتفوق لأن مثل هذا الشعور بالتفوق superiority complex في علم النفس لا يختلف عن الشعور بالنقص inferiority complex. لقد انعكست هذه العقد "الأميركية" ليس فقط في السياسة الخارجية وفي الثقافة الشائعة، ولكن كذلك في الإعلام الذي يطلق العنان للخيال أعلاه بلا ضوابط. الأميركان يطمحون إلى الاختلاف، تأسيساً على مفهوم "العالم الجديد" New World، بمعنى أنهم يرومون أن يلقنوا أوروبا وآسيا وإفريقيا دروساً في أنها تتفوق عليهم مجتمعين، كتلة واحدة. إن من يدرس تواريخ الحضارات المتفوقة والإمبراطوريات في التاريخ لا يمكن أن يفلت من الشعور بأن هذه هي من الأمراض النفسية الجمعية التي فتكت بهذه الحضارات على نحو أمراض داخلية، لا تلبث وأن تطفو على سطح بشرة تلك الحضارات عاكسة أسباب اضمحلالها.العقل الأميركي يرنو لأن يؤسس لتاريخ أميركي جديد ولجغرافية جديدة ولتقاليد ثقافية جديدة ولكل شيء جديد، لاهثاً وراء فكرة التفوق غير المسبوق، وعلى المرء أن يمسك بهذا العقل ليقدم له رجة وعي فيحذره من مخاطر الاندفاع وعدم التريث. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا