عندما يلح الأوروبيون أو العرب أو الاسيويون بالاعتراض أو التبرم والاحتجاج، فإن الإجابة الأميركية لن تكون عصية على الصياغة، إذ إنهم سيجيبون أن الولاياتالمتحدة الأميركية تقبع على رأس العالم الوحيد القطبية، اي أنها تمتلك اليد العليا في صياغته وترتيب شؤونه على النحو الذي يخدم أمنها ومصالحها ورؤيتها. هذا ما يؤهلها لجمع المعلومات الضرورية لكل ما من شأنه إدامة "قيادتها" للعالم وإشرافها على تنظيم مستقبله حسب المعايير التي تريدها هي، أي تلك المعايير التي تطلق عليها عنوان "القيم الأميركية"، من وجهة نظرها. بل أفترض في هذا السياق ان حرج الرئيس أوباما سيضعف ثم يتلاشى عندما تقدم له وكالة الأمن القومي الأميركي NSA التقارير الكافية التي تبرهن على أن الدول الأوروبية ذاتها من روسيا إلى بريطانيا، زيادة على بقية دول العالم إنما تحاول بدورها الحصول على معلومات عن أميركا وسياستها، باعتبار ذات القاعدة التي تبرر "التجسس" على الآخر. وبذلك يمكن أن يجيب أوباما على المستشارة الألمانية أو الرئيس الفرنسي بما يلي: "لماذا الانزعاج إذا كنا قد أمسكنا بعدة جواسيس ألمان وفرنسيين يجهزون برلين وباريس بما تحتاجان إليه من معلومات عن أميركا؟ إذاً، لا داعي للانفعال، يا أصدقائي الأعزاء! إنها قواعد اللعبة". إذا كان إدوارد سنودن المنشق الأميركي الذي لجأ إلى موسكو يريد أن يبطل سحر التحالف الأطلسي عن طريق إماطة اللثام عن هذه المعلومات البالغة الحساسية، فإنه ربما سيتفاجأ بأنه مرصود من المخابرات البريطانية أو الفرنسية أو الروسية أو الألمانية من لحظة تأمل فكرة الهروب بما يملك من "أقراص مدمجة" إلى خارج الولاياتالمتحدة! وهكذا يغدو التجسس من معطيات ومظاهر الأمن القومي والوجود الوطني عبر العالم. لذا أتنصت لمكالماتك كما تتنصت لمكالماتي. والمسامح كريم. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا