استنكر حزب "التوحيد العربي" – تجت التأسيس - رد فعل المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة الدكتور عصام شرف من الهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد ضابط وأربعة جنود مصريين على الحدود مع إسرائيل الخميس الماضي، في أعقاب هجمات إيلات التي أسفرت عن مقتل ثمانية إسرائيليين. وقال الحزب - المنشق عن حزب "العمل" - في بيان أرسل إلى "المصريون" نسخة منه، إن رد فعل المجلس العسكري وحكومته على الهجوم الذي فجر موجة غضب واسعة في مصر "لا يتناسب مع حجم العدوان ونواياه، ولا علاقة له بالثورة ولا بكرامة المصريين"، ووصفه بأنه "رد فعل باهت ضعيف". واعتبر الموقف الرسمي في مصر من الحادث "نسخة مكررة مكروهة من ردود مبارك على الاعتداءات الصهيونية، إنه باسم الواقعية والحكمة يستنسخون مواقف النظام الذي أسقطته الثورة، فبدلاً من إسقاط معاهدة السلام (كامب ديفيد) و(اتفاقية) الكويز والوقف الفوري لتصدير الغاز وقطع العلاقات وسحب الاعتراف استجابة لمطالب الثورة، يطالبون بالاعتذار والتحقيق المشترك". وكانت إسرائيل قررت إجراء تحقيق مشترك مع مصر بشأن ملابسات الحادث الذي تسبب في أسوأ أزمة في العلاقات المصرية – الإسرائيلية منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك. لكن مصر قررت أن الرد الإسرائيلي لا يتناسب مع جسامة الحادث وحالة الغضب المصرى من التصرفات الإسرائيلية. فيما اتسم الموقف المصري بالتضارب بعد نفي أنباء عن استدعاء السفير المصري من تل أبيب. ولم تقتصر انتقادات الحزب- ذي الاتجاه الإسلامي- على الموقف الرسمي، بل هاجم أيضًا العديد من القوى السياسية، التي قال إن مواقفها لا تقل "ضعفًا ووهنًا من موقف المجلس العسكري وحكومته"، لأن "هذه القوى والأحزاب بدلا من أن تطالب بإسقاط معاهدة السلام (كامب ديفيد) يدفعها عدم إدراكها بالتاريخ وعلم اجتماع الثورة إلى المطالبة بتحسين المعاهدة وتحسين أسعار الغاز الذى يستخدمه العدو في تهديد الأمن القومي المصري بحرق الحياة في غزة ومنطقة رفح على الجانبين". ووصف الحزب ب "المهزلة" القوى التى تظهر في الإعلام وتتحدث باسم الثورة، لعدم تبنيها الدعوة إلى إلغاء اتفاقية "كامب ديفيد" الموقعة بين مصر وإسرائيل منذ عام 1979، والتي وصفها ب "الكتالوج والدستور الفعلى الذى مايزال يحكم مصر حتى الأن، دستور يسقط سيادة مصر ويرفع سيادة العدو على الأرض المصرية"، بحسب تعبيره. ورأى أن "الأكثر سوءًا وتآمرًا على الثورة هو قول بعض الإعلاميين إن تنظيم القاعدة يريد تحويل سيناء إلى إمارة إسلامية"، في أعقاب التوترات الأخيرة التي شن الجيش على إثرها حملة أسماها "النسر" لملاحقة المسلحين، وهو ما شبهه الحزب ب "نفس لغة مبارك وأجهزته الأمنية"، وتساءل: "ألم يقرءوا التاريخ ليعلموا أن سيناء هى فيروزة المنطقة دفاعًا وهجومًا حفاظًا على أمن مصر والأمة العربية والإسلامية". وطالب الحزب في ختام بيانه ب "قطع العلاقات مع العدو"، "إسقاط معاهدة السلام (كامب ديفيد)"، "إسقاط الكويز ووقف تصدير الغاز للعدو"، "تسليم القتلة الصهاينة لمصر"، "دعم المقاومة ضد العدو فى سيناء وفلسطين وكل أرض عربية ونشر ثقافة المقاومة"، "رفع الحصار نهائيا وبشكل كامل عن غزة".