أحجمت إسرائيل عن تقديم الاعتذار لمصر عن مقتل ضابط وأربعة جنود مصريين على الحدود يوم الخميس الماضي، واكتفت بإبداء "الأسف" على لسان وزير الدفاع أيهود باراك الذي قال إنه طلب من الجيش الإسرائيلي إجراء تحقيق مشترك مع الجيش المصري حول الحادث، دون أن تشير ولو ضمنًا إلى مسئوليتها. في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة المصرية في رد فعلها أن القرار الاسرائيلي بالعمل مع مصر للتحقيق في الحادث "وإن كان إيجابيا فى ظاهرة إلا أنه لا يتناسب مع جسامة الحادث وحالة الغضب المصرى من التصرفات الإسرائيلية". وقالت "إن مصر اذ تؤكد حرصها على السلام مع إسرائيل إلا أن تل أبيب ينبغى عليها أن تتحمل مسئولياتها أيضا فى حماية هذا السلام". وادعى حجابي القائد العسكري الإسرائيلي بمنطقة إيلات الحدودية التي شهدت هجمات الخميس في تصريح للإذاعة العسكرية، أن الجنود الإسرائيليين لم يوجهوا أسلحتهم صوب رجال الشرطة المصريين في أي مرحلة من المراحل. وأضاف أن جثث "المخربين" كانت برفقتها أصفاد وأدوات ربط مما يؤكد نيتهم المسبقة اختطاف جنود إسرائيليين إلى داخل الحدود المصرية. وهاجم أيهود يعاري المرشح السابق لمنصب السفير الإسرائيلي بالقاهرة، ومحلل الشئون العربية بالقناة الثانية الإسرائيلية، مصر مطالبا بإعادة النظر في إتفاقية السلام معها، بعدما وصف في تصريحات لوسائل الإعلام العبرية الهجوم على جنوب إسرائيل بأنه كان مخططا له بدقة ويشكل شرخا في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب. وانتقد موقع "نيوز وان" الإسرائيلي، طلب مصر من إسرائيل الاعتذار عن الهجوم على الجنود المصريين، قائلا إن إسرائيل التي هوجمت من الأراضي المصرية تطالبها مصر الآن بالاعتذار، وأضاف: "مصر التي يخرج منها المتظاهرون للاحتجاج أمام السفارة الإسرائيلية هناك صارخين "الموت لإسرائيل" ويدوسون بأقدامهم أعلامها، والتي يخرج منها القتلة ويعبروا الحدود ليقوموا بتنفيذ عملياتهم الإرهابية بالقرب من إيلات هي نفسها التي تطالب بوقاحة اعتذار إسرائيل وتهدد بتدمير العلاقات الدبلوماسية"، بحسب تعبيره. بدوره، أرسل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز تعازيه لأسر الجنود المصريين. ونقلت الإذاعة العبرية عنه القول، إن هناك مصلحة حقيقية سواء لمصر أو لإسرائيل في أن تكون شبه جزيرة سيناء جزيرة سلام وسياحة وهدوء. لكنه لم يشر من قريب أو بعيد إلى مسئولية إسرائيل عن اغتيال الضابط والجنود المصريين على الحدود.