«العاملون عن بُعد» الأكثر تضررًا من انقطاع الكهرباء

يعانى «العاملون عن بعد»، خاصة من يعملون مع الشركات الأجنبية، من مشكلة انقطاع الكهرباء، ما يهدد استقرارهم الوظيفى ويقلل من قدرتهم على إنجاز المهام المطلوبة منهم، خاصة المهام التى تتطلب وجود الكهرباء والإنترنت.
انتشر منشور على موقع فيسبوك، تم تداوله 14 ألف مرة بين المستخدمين، يتضمن بريدًا إلكترونيًا من إحدى الشركات الأجنبية ترفض أحد المتقدمين المصريين على وظيفة لم تُذكر فى المنشور.
«العاملون عن بُعد» الأكثر تضررًا من انقطاع الكهرباء
وكتبت الشركة من خلال البريد: «تأثرنا حقًا بمهاراتك وخبرتك والإمكانيات التى أظهرتها، بعد دراسة متأنية يؤسفنا إبلاغك بأننا لن نمضى قدمًا فى طلبك فى الوقت الحالى، نظرًا لانقطاع الكهرباء المستمر والوضع الحالى للاتصال بالإنترنت، فإننا نشعر بالقلق من أن هذه العوامل قد تعوق قدرتك على العمل باستمرار وكفاءة. وتعد موثوقية الطاقة وخدمة الإنترنت أمرًا بالغ الأهمية لضمان اكتمال المشاريع والمهام فى الوقت المحدد، ولسوء الحظ، قد يشكل الوضع الحالى تحديات كبيرة فى هذا الصدد».
وتوالت التعليقات حول مشكلة انقطاع الكهرباء و«العمل عن بُعد» خاصة مع الشركات الأجنبية. والتقت «المصرى اليوم» مجموعة من العاملين عن بعد فى مجالات مختلفة.
زياد عمر، مهندس برمجيات، يعمل مع إحدى الشركات الأجنبية، وبسبب انقطاع الكهرباء تأثر استقراره الوظيفى، موضحا أن المشكلة الأكبر هى فى انقطاع الكهرباء فى أوقات مفاجئة خارج جدول تخفيف الأحمال، فى بعض الأوقات تقطع الكهرباء من الساعة 7 مساء إلى 9 مساء، وأجهزتى حساسة وباهظة الثمن تتأثر بعدم ثبات الفولت وأصبحت معرضة للتلف.
«العاملون عن بُعد» الأكثر تضررًا من انقطاع الكهرباء
وبسبب أزمة الكهرباء يضطر للعمل ساعات طويلة ليلًا ما يؤثر على عدد ساعات نومه، ويتسبب الإرهاق فى التقليل من قدرته على إنجاز المهام المطلوبة منه، ويزداد استثناء الشركة خاصة عند انقطاع الكهرباء أثناء الاجتماعات التى تعقدها «أون لاين»، ما جعلهم يشعرون بفقدان الثقة فى العاملين المصريين فى تلك الظروف.
وأشار عمر إلى أن الحلول المتاحة مثل شراء مولدات الكهرباء أو أجهزة ال«يو بى إس» التى تعمل على منع انقطاع الكهرباء عن الأجهزة باهظة الثمن، ويصل سعر الألواح الشمسية إلى 200 ألف جنيه وتوجد عليها ضريبة، لذلك يرى أن كل هذه الحلول غير عملية.
وقال مطور مواقع إلكترونية، رفض ذكر اسمه، إنه كان يعمل عن بعد من مصر فى شركة سعودية مقرها الرياض، وإنه فى بداية عمله معهم نال إعجابهم وتقديرهم بسبب عمله، وبعد ذلك بدأ انقطاع الكهرباء فى التكرار خلال ساعات عمله، مشيرا إلى أن الكهرباء تنقطع فى أوقات عشوائية بخلاف جدول تخفيف الأحمال، ذاكرا أنه تعرض 4 مرات لانقطاع الكهرباء خلال عمله عن بعد مع عملاء الشركة، ما دفع الشركة للاستغناء عنه وقالت له: «لما تحل المشكلة اللى فى بلدك هنتواصل معاك». وأوضح مطور الويب أنه حاول التواصل مع زملائه فى الشركة وشرحوا له أن الشركة توقفت عن التعامل مع المطورين من أصحاب الجنسية الهندية، لأن المصريين أكفأ والتواصل اللغوى معهم أسهل، ولكن مع أزمة الكهرباء بدأوا فى الاستغناء عن المصريين وعادوا لتعيين الهنود مرة أخرى.
وأشار إلى أن انقطاع الكهرباء يؤثر على جودة الإنترنت حتى بعد عودتها لفترات طويلة ما تسبب فى عرقلة أدائه للعمل، وحاليًا يحاول الوصول لحل المشكلة حتى لا يفقد وظيفة أخرى لكنه وجد أن تكلفة المولدات باهظة الثمن والاعتماد على الطاقة الشمسية يكلفه 100 ألف جنيه بحد أدنى. لذلك اتجه إلى حلول أخرى مثل شراء مروحة ببطارية تعمل لمدة ساعة تقريبا وشراء مقوى شبكة.
وقال عاصم مؤنس، إخصائى شراء إعلانات، إنه قضى عدة أشهر يتنقل بين منزله ومكتبه الخاص بسبب انقطاع الكهرباء، فكان يضطر للانتقال للمكتب عندما تنقطع كهرباء المنزل ويضطر فى تلك الحالة إلى الاعتماد على إنترنت الهاتف لأن المكتب يفتقر لوجود باقة إنترنت قوية تناسب مجال عمله وبعدما ينتقل للمكتب بساعة أو اثنتين تنقطع الكهرباء عن المكتب فلا يجد مكانا مناسبا للعمل.
وأوضح أن انقطاع الكهرباء المتكرر تسبب فى تعطل الكمبيوتر المحمول الخاص به أكثر من مرة واضطر للإنفاق على إصلاحه 2500 جنيه.
وأشار إلى تعطل شبكة الإنترنت لساعات بعد عودة الكهرباء ما يعوق قدرته على إنهاء مهام عمله فى فترة انقطاع الكهرباء أو بعد عودتها.
وقال إنه خلال شهر مايو الماضى أنهت الشركة العمل معه واستبدلته بآخر.
ولم ينجُ العاملون فى مهنة التدريس من تأثير أزمة انقطاع الكهرباء على عملهم.
يقول هيثم حامد، معلم الكيمياء للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، إن أزمة الكهرباء أثرت على عمله فى إعطاء دروس للطلاب من خلال تطبيق «زووم» أون لاين، لكن انقطاع الكهرباء أدى لإلغاء مواعيد عديدة، ما أدى لفقدان أكثر من نصف دخله اليومى.
وأشار إلى أن انقطاع الكهرباء يحدث بشكل عشوائى وليس طبقًا لجدول تخفيف الأحمال ولذلك لا يمكنه ترتيب مواعيد الدروس.
بجانب عمله فى مهنة التدريس، يعمل هيثم فى تصميم الجرافيكس مع عملاء عن بعد، ولم يستطع فى أوقات كثيرة الالتزام بمواعيد التسليم بسبب تأثير أزمة انقطاع الكهرباء عليه، لافتا إلى أنه فقد 50% من مصدر دخله قائلا: «بجانب الظروف الاقتصادية التى تجعل الإنسان يلهث من أجل توفير احتياجاته، أثرت أزمة الكهرباء على دخل وإنتاجية الإنسان».
وتحدث عبد العزيز الجبالى، مصمم جرافيكس، عن التحديات التى تواجهه فى ظل انقطاع الكهرباء المتكرر.
وقال إنه اضطر لبيع جهاز الكمبيوتر المكتبى، الذى يوفر أداءً أفضل من الكمبيوتر المحمول بسبب نظام التبريد الذى يتميز بفعاليته، واستبدله بالكمبيوتر المحمول ليستطيع حفظ العمل الذى أنجزه باستمرار أثناء انقطاع الكهرباء.
وأضاف أنه قام بشراء مولد كهرباء، لكن واجهته مشكلة جديدة، عندما اكتشف أن كابينة التليفون الأرضى لا تحتوى على بطاريات. ما يعنى أنه إذا شغل جهاز الراوتر أثناء انقطاع الكهرباء لن يكون الإنترنت متاحًا.
وقال مطور مواقع إلكترونية، رفض ذكر اسمه، ويعمل عن بعد مع شركة أجنبية، إن الكهرباء انقطعت فى يوم واحد لمدة 12 ساعة متقطعة، فتلقى من الشركة إنذارًا، وفى اليوم الثانى انقطعت الكهرباء 6 ساعات فتلقى إنذارًا آخر، وإذا تلقى إنذارًا ثالثًا فسوف يكون الأخير ثم يتم فصله.