بعد الأحداث والاشتباكات الدامية التي شهدها ميدان العباسية خلال الأيام الماضية، وسقط خلالها العديد من المصابين بعد الاعتداء عليهم من بعض البلطجية والمندسين وسط المظاهرة السلمية في محاولة واضحة ومكشوفة لإحداث وقيعة بين المجلس العسكري والشعب المصري، حتي تضيع الثورة وتختفي معالمها، إلا أن خطاب المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة قد جاء مؤكدا علي موقف الجيش الداعم للثورة وأن إحداث الوقيعة بين الجيش والشعب لن تحدث. ولذا التقينا مع عدد من سكان حي العباسية ممن شهدوا الأحداث والذين أكدوا لصباح الخير أن هناك فئة من البلطجية اندست وسط المتظاهرين لإجهاض الثورة وأن أهل العباسية ليسوا بلطجية. -الأيادي الخفية في البداية يقول أحمد حلمي صاحب محل بالعباسية نحن ضد ما يحدث هنا، فنحن نثق في المجلس العسكري وقدرته علي حل المشاكل وتنفيذ كل المطالب التي ينادي بها الثوار، وأضاف أن ما حدث في العباسية ما هو إلا محاولة لزرع الفتنة والوقيعة بين الجيش والشعب، ولذا علي جميع الشباب المصري أن يعي هذه المخططات جيدا سواء كانت مخططات خارجية تسعي للنيل من مكانة مصر، أو مخططات داخلية تسعي لنشر الفوضي بهدف الحفاظ علي مصالح شخصية، وهؤلاء جميعا لا يرغبون في أن تتقدم مصر، ولذا فالدور علي الشباب في أن يفهموا هذه المخططات ويسعوا إلي إجهاضها. وأوضح حلمي قائلا: ابني كان موجودا في ميدان التحرير مع الشباب المصريين يحثون المجلس العسكري وحكومة الدكتور شرف علي تنفيذ المطالب، لكن بعد ما حدث في العباسية طلبت منه الرجوع إلي المنزل، بعدما أيقنت أن أصحاب الأيادي الخفية كثيرون، وقلت له: علينا أن ننتظر رد فعل المجلس العسكري والحكومة نحو تنفيذ هذه المطالب ونعطيهم الفرصة الأكبر لأن فساد ثلاثين عاما لن نتمكن من القضاء عليه في شهور قليلة، كما أن المجلس العسكري وأعضاءه علي دراية أكبر ورؤية أوضح للأحداث التي تدور في كواليس السياسة، فنحن دولة حظها يضعها دائما في موقع القيادة، والقائد لا ينبغي أن يكون هشا أو ضعيفا ولكن لابد أن يقوم علي أساس متين يمكنه من القيادة الحقيقية، وهذه هي مصر. وأضاف حلمي لو نظرنا في أحوال الدول العربية المحيطة بنا لعرفنا حجم تحضر ورقي الشعب المصري، ولعرفنا أيضا حجم الحقد والغل الذي أصاب أعداءنا بعدما نجحت الثورة المصرية في تغيير نظام استبد بالحكم لمدة ثلاثين عاما وأصبح خلالها الفساد هو سمة العصر. - دروع بشرية أما مصطفي أبو اليزيد أحد الدروع البشرية الموجودة أمام قسم شرطة الوايلي للحفاظ علي القسم وعدم تعرض محتوياته للسرقة فيقول إن البلطجية استطاعوا أن يندسوا وسط الشباب ودفعهم إلي القيام بأعمال عنف وشغب، وخلال هذه الأحداث كنا ندعو الجميع إلي الالتزام وضبط النفس ومواجهة دعاة الفتنة من بلطجية وفلول وعملاء من الخارج. حتي وقعت الاشتباكات أثناء المسيرة السلمية التي حدثت يوم الجمعة، وبالتالي سقط العديد من المصابين الذين بلغ عددهم أكثر من ثلاثمائة مصاب. ويضيف مصطفي: الآن عاد الهدوء إلي منطقة العباسية وبدأ أصحاب المحلات يمارسون أعمالهم بعد أن شكل أهالي المنطقة لجانا شعبية ودروعا بشرية، بالإضافة إلي الوجود الأمني المكثف في المنطقة، فعاد الأمن إلي الناس، خاصة بعد أن أرسلت القوات المسلحة تعزيزات أمنية لحماية المنطقة، خاصة حول موقع مترو الأنفاق، وقال مصطفي إن المجلس العسكري والجيش كيان واحد وخط أحمر لا ينبغي الاقتراب منه، فالجيش هو الذي ساهم في نجاح الثورة وعمل علي حمايتها منذ يوم 28 يناير. وأضاف مصطفي: أنا من أبناء العباسية، وكنت حاضرا يوم الجمعة ورأيت ما حدث والقوات المسلحة لم تتعامل مع الشباب بأي شيء من العنف، وإنما كان شباب القوات المسلحة هم الدرع الواقية التي تسير المظاهرة السلمية تحت حمايتها ومظلتها، ولكن المندسين هم الذين حولوا المسيرة السلمية إلي اشتباكات عنيفة ودامية لتشويه صورة المجلس العسكري وهذا غير صحيح. - أهل العباسية ليسوا بلطجية والتقط منه حسن عبد الرحيم أطراف الحديث قائلا: إن سكان المنطقة لا يعرفون التعامل بهذه الصورة العنيفة ولا يمارسون البلطجة، بل إنهم أثناء الاشتباكات ووقوع العديد من الجرحي والمصابين قام أهالي العباسية بفتح مستشفي الدمرداش لنقل المصابين إليه، بعد أن قام عدد من المندسين في المظاهرة من البلطجية والمخربين بإلقاء زجاجات المولوتوف والحجارة علي شباب اللجان الشعبية وافراد القوات المسلحة.. ويضيف حسن عبدالرحيم أن هذه الأحداث تم الترتيب لها من قبل هؤلاء البلطجية المأجورين حيث ظهر قبل يوم الجمعة بأيام قليلة عدد من الشباب الذين حضروا إلي المنطقة وهم ليسوا من أهالي العباسية، وكانوا يحضرون في سيارات فخمة، حتي أن بعضهم كان يجلس علي المقاهي الموجودة في ميدان العباسية، وتحدث واحد منهم معي مساء يوم الخميس عن أوضاع البلد محاولا إقناعي بأن المجلس العسكري متواطئ مع رجال النظام القديم وأنه ينبغي علي الشباب أن يخرج في مسيرة يطالب فيها المجلس العسكري بتسليم البلاد لمجلس مدني يدير أمور الحكم، لأننا لم نعد نرغب في إدارتهم للبلاد بعد أن فشلوا في ذلك، وعندما سمعت منه هذا الكلام قلت له اتق الله فالمجلس العسكري لا يسعي إلي الحكم ولا يرغب فيه ولكنه يحاول جاهدا أن يحافظ علي أمن هذا الوطن، ويحاول أن يضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه أن يعمل علي إثارة الفتن والشغب، والدليل علي ذلك أنهم لم يمارسوا أي أعمال عنف ضد أحد، وقلت له إن (الجيش والشعب يد واحدة ) وكل ما يروج عن الجيش ما هي إلا شائعات كاذبة انتشرت لإثارة البلبلة والتفرقة بين الجيش والشعب حتي تسود الفوضي. وقال: بالفعل أنا اليوم علي يقين بأن هناك أيادي خفية تحاول العبث بأمن واستقرار مصر، لأن مصالحهم تتحقق في حالة عدم الاستقرار الذي يؤدي إلي تخريب مصر، وهذا لن يحدث في ظل وجود مجلس يقظ واع لكل ما يدور كالمجلس العسكري