عاد الهدوء مرة أخري لميدان العباسية أمس وفتح الاهالي محلاتهم وذهبوا الي عملهم وعادت الحياة الي طبيعتها بعد ليلة عصيبة شهدها ميدان العباسية احداث اشتباكات بين متظاهري التحرير الذين خرجوا في مسيرة الي المجلس العسكري بعد ان قامت قوات الجيش بعمل حائط صد من الاسلاك الشائكة امام مسجد النور وبين البلطجية الذين وصفهم اهالي العباسية من المندسين وسط المتظاهرين.. التقت »الأخبار« مع بعض شهود العيان بمنطقة العباسية. واستنكر اهالي العباسية الاحداث التي وقعت بين المتظاهرين واهالي المنطقة مستنكرين من وصفهم من قبل البعض ووسائل الاعلام بانهم بلطجية رافضين هذا الوصف ويؤكدون ان البلطجية هم من جاءوا الي منطقتهم وحاولوا الاعتداء علي حرمتها. يقول علاء التاج امام مسجد بوزارة الاوقاف وأحد أهالي المنطقة ومن شهود العيان يقول ان من تصدي للمتظاهرين هم اهالي المنطقة للدفاع عن انفسهم ضد ما سماه البلطجية بتوع 6 ابريل وان الشرارة الاولي بدأت عندما تم منع المتظاهرين من الوصول الي وزارة الدفاع فبدأ المتظاهرون في محاولة الدخول الي الشوارع الجانبية بأعداد كبيرة مما ادي الي خوف وذعر اهالي المنطقة خوفاً علي ممتلكاتهم ومحلاتهم فقاموا برشقهم بالحجارة لابعادهم عن المنطقة. يقول ياسر شيبوب صاحب محل بشارع غرب القشلاق الموازي لشارع امتداد رمسيس انه يرفض تماما وصفهم بالبلطجية من قبل وسائل الاعلام موضحاً ان شارع غرب القشلاق خرجت منه ثورة 32 يوليو وكان يسكنه جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر فكيف يوصف اهله بالبلطجية مشددا ان اهالي المنطقة كانوا في حالة دفاع عن النفس من قبل المخربين لان الشارع به محلات تجارية كثيرة والعديد من المقاهي وهو من اهم شوارع العباسية لذا قام اصحاب المحلات والاهالي بمحاولة ابعاد للمتظاهرين واضاف انه مؤيد لمطالب الثورة المشروعة ولكنه مع استقرار البلاد واعطاء الفرصة للمجلس العسكري لتسليم البلاد لحكم مدني. يتساءل محمد سيد من اهالي المنطقة لماذا يحاول المتظاهرون الاحتكاك بالجيش والمجئ الي مقر وزارة الدفاع هل لكي يقوم الجيش بتفريقهم بالقوة الامر الذي يدفعهم في مرحلة لاحقة الي الاستقواء بالخارج ضد الجيش ويتمني محمد ان يجد ردا علي سؤاله من قبل المتظاهرين واضاف ان مصر كلها مع الثورة ولكن ما يحدث الان من قبل معتصمي التحرير ليس ثورة بل محاولة لفرض رأي قلة من الشعب علي جموع الشعب الغفيرة التي ايدت المجلس العسكري واكسبته الشرعية. ويقول وائل عطوة ان »المتظاهرين أضرموا النار بالسيارات الواقفة بالمنطقة وان هناك حالة من الاحتقان والغضب من سكان العباسية تجاه المتظاهرين بالتحرير الذين انطلقوا في مسيرة لوزارة الدفاع ومنعتها المدرعات وقوات الجيش بجانب أهالي العباسية »مشددين علي انهم سيحولون ضد وصول أي مسيرات لوزارة الدفاع والمجلس العسكري« »حرصا علي أمن واستقرار البلد« علي حد قولهم. اكد احمد أديب 22 سنة احد المتضررين من الاشتباكات ان متظاهري التحرير ومن معهم من بلطجية قاموا باحاطة الشوارع العباسية والقاء الطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف كما قاموا بتحطيم سيارة والدي وسيارات اخري. اضافت صفاء عبدالسميع 14 سنة ربة منزل أن جميع المتظاهري بالتحرير قاموا بتأدية الصلاة امام مسجد النور ولكن انضم اليهم مجموعات من البلطجية قاموا باثارة أهالي العباسية بالقائهم الحجارة والطوب علي السيارات والقاء زجاجات المولوتوف علي المنازل واصابة الاهالي بالرعب والفزع. يضيف سيد حسين 13 سنة صاحب محل كاوتش فوجئنا بكميات كبيرة من الحجارة والطوب والزجاجات الفارغة تتماطر علينا من جميع الاتجاهات. سيد عبدالحميد 07 سنة صاحب محل بدأت مسيرة متظاهري التحرير في ترديد هتافات مسيئة الي أهالي العباسية يتهمونهم بالدفاع عن المجلس العسكري محاولين اثارة افراد القوات المسلحة وأهالي العباسية ولكن بدأت الاحداث بالقاء الحجارة من متظاهري التحرير تجاه العمارات السكنية محدثين حالة من الرعب فما كان من اهالي العباسية الا ان قاموا بالدفاع عن أنفسهم بتبادل القاء الزجاجات الفارغة والحجارة مع المتظاهرين. كما اتهم محمد اسامة 25 سنة موظف قوات الجيش بانهم لم يصدروا اي قرار ضد اعمال العنف التي شهدها الميدان مؤكدا ان قوات الجيش وقفوا متفرجين كأنهم من كوكب آخر وانما كان يجب علي قوات الجيش بالتدخل وفض الاشتباكات حتي لا تحدث مجازر. محمد أحمد 73 سنة صاحب محل سباكة يقول ان شكل التحرير لا يدل علي انهم ثوار 52 يناير وانما مجموعة من البلطجية قاموا بتحطيم زجاجات السيارات والقاء الحجارة علي الاهالي وفجأة تحول ميدان العباسية الي ساحة من القتال بين متظاهري التحرير واهالي العباسية تبادل الطرفان القاء قنابل المولوتوف التي اضاءت سماء الميدان واحترقت إحدي السيارات التي كانت من الممكن ان تحدث كارثة لولا قيام الاهالي باستخدام طفايات الحريق في اطفاء السيارة. قال خالد صلاح 12 سنة من الشباب الذين شاركوا في الاشتباكات الذي اكد ان متظاهري التحرير قاموا بترديد هتافات »يا أهالي العباسية المسيرة دي سلمية« ثم فوجئنا بوابل من الحجارة والزجاجات الفارغة تتماطر فوقنا من جميع الاتجاهات مما أدي الي قيامنا بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة دفاعا عن اهالينا وبيوتنا.