في حدث استثنائي، تفاصيل حفل جيسون ديرولو وأحمد سعد بالساحل الشمالي    الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابتان جراء اعتداء جنود الاحتلال عليهم بالضرب خلال اقتحام مخيم بلاطة    الصين: بيان «ناتو» تسيطر عليه عقلية الحرب الباردة    شاهد اسدال الستار على طريق نهائي كوبا أمريكا سنة 2024    الزمالك يُجهز دفعة جديدة من المُستحقات المتأخرة ل«جوميز»    المنتخب الأوليمبي يتجه إلى فرنسا استعدادا لأولمبياد باريس وموقف إبراهيم عادل يثير الاهتمام    صراع على نجل سفاح التجمعl زوجته تتمسك بحضانة ابنها.. ووالدته استلمت حفيدها بقرار من النيابة العامة    كل رفاقك خانوك يا جو، أول سناتور ديمقراطي يطالب بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي    الكينج «منير»| شارك ب 3 أعمال مسرحية فقط.. حواديت «الملك» على المسرح    «هولاكو».. على صبحي يكشف تفاصيل شخصيته في فيلم «X مراتي»    هل تجب الزكاة على ذهب الزينة والجنيهات الذهب؟ أمين الفتوى يجيب    ظهرت الآن.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 محافظة الشرقية    جنة عليوة: شهد كانت تقصد إيذائي بنسبة 100%.. ولم أعود لممارسة اللعبة حتى الآن    ميدو يحذر اللاعبين من التوقيع للأندية على بياض    بث مباشر.. مباراة الزمالك وطلائع الجيش بالدوري    حبس المتهم بإطلاق عيار ناري في حفل زفاف وأصاب طالب بالمقطم    موعد مباراة الأهلي وبيراميدز في الدوري المصري المؤجلة والقناة الناقلة    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 11 يوليو 2024    طريقة عمل المكرونة وايت صوص، أكلة المطاعم الشهيرة    صحتك في «التغذية العلاجية»    محافظ الشرقية الجديد: مهمتنا تحقيق أهداف الدولة (فيديو)    صحيفة: الإدارة الأمريكية سترسل جزءا من شحنة الأسلحة المعلّقة لإسرائيل    أحمد سعد يروج لأغنيته مع إليسا "حظي من السما" غدا    محمد رشوان يرد على نادر شوقي وعبد الظاهر السقا بشأن أزمة أحمد رفعت (فيديو وصورة)    جنرالات إسرائيليون: قواتنا تحتاج للتعافى قبل خوض حرب ضد لبنان    «مستريحات» النصب نافسن الرجال في الجريمة    احمد صيام يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان منذ 18 سنة (فيديو)    أبرز مخرجات لقاء وزير الخارجية المصري ونظيره الأردني    جيش الاحتلال يعلن انتهاء عملياته العسكرية ب أحد مناطق غزة    كيف تمتد «حبال الود» بين الحكومة والمواطن؟!    «العاملون عن بُعد» الأكثر تضررًا من انقطاع الكهرباء    وزير الثقافة يستعرض برنامج عمل الوزارة بمجلس النواب    بعد انصرافها من النيابة.. تطور جديد في أزمة شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب    آمال رمزي تكشف مفاجأة: «كان في منتج عايز يتجوزنى وأنا متزوجة» (فيديو)    الحكومة تعلن وقف تخفيف الأحمال 15 يوليو الجاري    عاجل- الطماطم أغلى من المانجو.. ارتفاع متوقع في أسعار الطماطم خلال الأيام القادمة    "مستقبل وطن" يكشف تفاصيل برنامج "ريادة" لإعداد وتأهيل الشباب للعمل السياسي    بعد 5 ساعات من وقوع الجريمة.. كشف لغز مصرع خفير خاص بالمنيا    مصرع وإصابة 6 أشخاص من أسرة واحدة في حادث سير بالمنيا    أسخن ليالى يوليو.. بيان عاجل بشأن حالة الطقس اليوم الخميس: ذروة الموجة الحارة    شيوخ «الوفد» يطالبون بتصحيح المسار    «كفر الشيخ» تستقبل لجنة تقييم مسابقة أفضل جامعة صديقة للبيئة    المستشار محمود فوزي: التواصل السياسي يأتي ضمن برنامج الحكومة لفتح قنوات مباشرة مع المواطنين    وليد قطب يكتب: رسالة إلى وزير الأوقاف    عضو ب "الوطنية للصحافة": انتهاء مدتي بالهيئة.. وأعضاء جدد قريبا    عرض التجربة المصرية فى «سياسات المنافسة والحياد التنافسي» خلال اجتماعات الدورة 22 لمنظمة الأونكتاد    تقرير : الناتو يخطط لأول استراتيجية تجارية للفضاء لتحفيز الابتكار التكنولوجي    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 11 يوليو.. اختياراتك تشكل مصيرك»    المحفوظ بن بيه من هيروشيما: الذكاء الاصطناعي سبيل للسلام العالمي    حدث ليلًا| 3162 فُرصة عمل جديدة ب12 محافظة وشقيقة ملياردير أمريكي تزور الأهرامات    لطلاب الثانوية 2024.. تفاصيل الدراسة ببرنامج نظم معلومات الأعمال BIS بجامعة حلوان    بسبب اللهو.. انتشال جثة طفل غرق في ترعة بالمنيا    رئيس شعبة الأدوية يحذر من «أدوية مضروبة» لعلاج الأورام    تعرف على فوائد عصير الأناناس في التخلص من البلغم العالق بالحلق    أيهما أخطر الانحراف الأخلاقي أم الديني؟ خالد الجندي يجيب (فيديو)    جوهر الهجرة    سعد الدين الهلالي: جيل 1946 أضاف للفقه الإسلامي في أحكام المواريث    اللّهُمّّ يا مجيب الداعين احمي عقول أولادي.. دعاء الوالدين للابناء في الامتحانات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيطاليا.. انتهت الانتخابات.. متي تنتهي الأزمة
نشر في نهضة مصر يوم 12 - 04 - 2006

بعد حملة انتخابية أجمع المراقبون علي وصفها بالمحتدمة، توجه الناخبون الإيطاليون إلي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات ينتظر أن تحدد رئيس وزراء جديد للبلاد. ويتنافس علي هذا المنصب رئيس الوزراء الحالي سيلفيو برلسكوني، الثري الإيطالي الذي يمتلك إمبراطورية إعلامية تضم أكبر ثلاث شبكات تلفزيونية في البلاد، والمتقدم في هذه الانتخابات ببرنامج مناوئ للشيوعية ويعد بتخفيض الضرائب.
أما المتنافس الثاني فهو رومانو برودي، أستاذ العلوم الاقتصادية ورئيس المفوضية الأوروبية من 1999 إلي 2004. ويرفع برودي في هذه الانتخابات شعار "من أجل حكومة أكثر جدية"، في تلميح إلي الأخطاء العديدة التي وقعت خلال سنوات حكم برلسكوني الخمس وحالة الركود التي يوجد عليها الاقتصاد الإيطالي حالياً.
ويعتبر برلسكوني من أقوي حلفاء الرئيس الأمريكي جورج بوش وقد بعث بقوات إيطالية إلي العراق تتألف من 3000 رجل. إلا أن المشاركة العسكرية الإيطالية لم تلق تأييداً شعبياً، ما دفع برلوسكوني إلي التعهد بإعادة القوات الإيطالية بنهاية 2006. أما برودي فيقول إنه سيعمل علي سحب القوات الإيطالية من العراق "في أقرب وقت ممكن".
ولعل أكبر تحد سيواجه رئيس الوزراء الذي ستحدده هذه الانتخابات هو الاقتصاد، ففي العام الماضي مثلاً لم يسجل الاقتصاد الإيطالي نمواً يذكر، في حين ارتفع عجز الميزانية إلي 4.1 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي، وهو من بين الأكثر ارتفاعاً في أوروبا.
منذ قرابة خمسة أعوام كانت الآمال التي عقدتها جزيرة صقلية علي "سيلفيو برلسكوني"، الرجل بالغ الثراء، والذي وعد الناس خلال حملته الانتخابية بخفض الضرائب، وتوفير المزيد من الوظائف، وتحويل إيطاليا إلي دولة تسير دوما إلي الأمام، قد وصلت إلي عنان السماء، وهو ما انعكس علي نتيجة الانتخابات التي جرت في ذلك الوقت حيث حصد برلسكوني وحلفاؤه جميع المقاعد البرلمانية في جزيرة صقلية بالذات.
يذكر أن صقلية كانت الوحيدة التي منحت برلسكوني وتحالفه من "يمين الوسط"، أقوي ترحيب ممكن مقارنة بأي منطقة أخري في إيطاليا، في انتخابات 2001.
ولكن عدم اهتمام سكان صقلية الحالي ببرلسكوني ينتقل صداه الآن إلي مختلف أنحاء ايطاليا، وهناك احتمال كبير لأن يفقد برلسكوني فرصة الفوز بفترة ثانية في رئاسة الوزارة، نتيجة لأن الإيطاليين بشكل عام يعتقدون أن أداء الاقتصاد كان سيئاً. ولا يفيد في تلك الحالة القول بأن برلسكوني لا يري الأمر بهذه القتامة علي الرغم من أن نسبة نمو الاقتصاد الإيطالي عام 2005 تدنت إلي صفر في المائة.
وفي المناظرة الأولي من بين مناظرتين مع منافسه المنتمي إلي تيار "يسار الوسط" "رومانو برودي" تمسك برلسكوني بشدة بعد أن قدم خليطاً متناثراً من الحقائق والأرقام بنظرته المتفائلة للأمر. وقد أدت تلك المناظرة إلي تساؤلات حتي بين العديد من أنصاره عن الفجوة بين الكلام الذي يقوله، وبين ما يعتقده معظم الإيطاليين الأكثر فقراً. وهذه الفجوة التي يقول المحللون إنها كلفته خسارة المناظرة، قد تكلفه أيضاً خسارة الانتخابات نفسها.
والعامل الرئيسي في تهاوي شعبية برلسكوني اليوم هو تدني النمو الاقتصادي مع ما يتخلله أيضاً من فترات كساد قصيرة. فمنذ أن تحولت إيطاليا إلي التعامل باليورو عام 2002، ارتفعت الأسعار الخاصة بالسلع التي يستهلكها الإيطاليون بشكل يومي، إلي عنان السماء، تاركةً الإيطاليين يحسون بأنهم قد أصبحوا أفقر من ذي قبل، علي الرغم من أن نسبة التضخم قد ظلت منخفضة نسبياً.
فتكاليف الطاقة والإسكان عالية للغاية إلي درجة أن معظم الشبان الإيطاليين يظلون مقيمين في مساكن أسرهم حتي سن الثلاثين لعدم توافر العمل المناسب.
ولكن المشكلة الأكبر هي أن إيطاليا تواصل تأخرها عن جيرانها وتغدو يوما بعد يوم أقل قدرة علي الصمود في وجه التحديات الاقتصادية. ويرجع هذا ضمن ما يرجع إلي حقيقة أن تكلفة العمالة في إيطاليا لا تزال عالية، وبالتالي فإن الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي ظلت طويلاً تمثل قاطرة الاقتصاد الإيطالي، أصبحت تواجه مشكلات كبيرة.
والحقيقة أنه لا أحد يشك في أن المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد تتفاقم كثيراً في أماكن مثل صقلية، وهي جزء من الجنوب الذي ظل متخلفاً عن الشمال طويلاً، والذي تصل فيه البطالة إلي نسبة عالية للغاية، كما تنخفض فيه الأجور، بشكل عام، إلي حد كبير.
ويرجع جزء كبير من الصعوبات التي يواجهها برلسكوني الآن إلي حقيقة أنه كان قد رفع بوعوده سقف التوقعات كثيراً، عندما تولي المسئولية منذ خمس سنوات وهو ما دفع الكثيرين إلي تصديقه بسبب سجله في تكوين الثروات لنفسه وبسبب ما أعلنه حينئذ عن توقيعه ل"عقد مع إيطاليا" وعد فيه الإيطاليين بأن يحققوا هم أيضا ثروات كما حقق هو ذلك.
أما الآن، فإن الإيطاليين حتي بين أنصاره يقولون إن الاقتصاد لم يحقق حتي توقعاتهم القديمة قبل أن يأتي برلسكوني ويقوم برفعها.
يقول السيد "فابيو سكاسيا"، صاحب أحد المشروعات الاقتصادية في مدينة "كاتانيا": "علي الرغم من أن البعض لا يزال يؤمن بما يقوله برلسكوني، فإن هناك الكثيرين وخصوصاً في مجتمع الأعمال ممن يرون أنه قد أخفق في مهمته، ويجب عليه بالتالي أن يتخلي عن منصبه".
ومما يعاب باستمرار علي الاقتصاد الإيطالي أنه يتقدم بسرعتين غير متوازنتين، حيث يفخر الشمال المزدهر بمدن صناعية مثل ميلانو، في حين يقبع الجنوب غير النامي في بطالة تناهز 14.2 في المائة، مقارنة مع 7.7 في المائة كمعدل وطني، علما بأن بطالة الشباب خاصة تعد الأسوأ والأكثر انتشارا.
يقول "ستيفانو بورو"، المتحدث باسم الحكومة المحلية لمنطقة "كامبانيا" التي تضم مدينة نابولي، إن: "أي شخص يرغب في إنشاء شركة هنا سيواجه مشكلات بخصوص التمويل". ويستطرد قائلا إن ضعف مستوي البني التحتية الطرقية، وقلة المؤسسات المقرضة، وضعف البيئة التجارية كلها عوامل ساهمت في بطء النمو التجاري في الجنوب الإيطالي بصفة عامة.
وعلاوة علي ذلك، يشكل وجود منظمات إجرامية مثل "كامورا"، في نابولي، والمافيا في صقلية، في نظر "إيزايا ساليس"، الخبير في الجريمة المنظمة، بيئة منفرة للاستثمارات. ويضيف قائلاً إن عدداً من رجال الأعمال يلتفون حول القوانين ويتحايلون عليها، وهو ما يضعف الشركات التي تلتزم بالقانون، واصفاً المخالفين للقانون ب"أعداء التنمية".
برلسكوني لم يحالفه أي نجاح يذكر في النهوض باقتصاد إيطاليا، وعن ذلك يقول "روبرت ليوناردو"، أستاذ السياسة الأوروبية بمؤسسة "لندن سكول أوف إيكونوميكس": "يتم تقطيع الوظائف التي يفترض أن تكون عقوداً طويلة الأمد إلي وظائف قصيرة الأمد"، وهي وظائف كثيراً ما يضطر إليها خريجون شباب يائسون مستعدون للتنازل عن الأمن الوظيفي مقابل عمل مؤقت. ومن جانبها، تقول "أناليسا سكاتينا"، وهي معلمة مؤقتة في أواخر عقدها الثالث: "يعمل المرء هنا بمقتضي عقد عمل لمدة ثلاثة أشهر، وبعد ذلك يطرد".
هذا ومن المتوقع أن يصوت الشباب في إيطاليا بشكل عام ضد برلسكوني. وفي هذا السياق، يقول الأستاذ "ليوناردو": "ثمة شعور متنامٍ بالسخط والغضب العارم". وتظهر استطلاعات الرأي تقدما ل"رومانو برودي" ب5% مقابل 3% لبرلسكوني، غير أن أكثر من 10 في المائة من الإيطاليين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون اليوم، فلمن تراهم سيقترعون؟ لننتظرْ!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.