رأى المحلل الإسرائيلي "تسفي برئيل" في مقاله بصحيفة "هاآرتس" العبرية أن الفريق "عبد الفتاح السيسي" رسم خطاً فاصلاً بين صلاحيات القيادة السياسية برئاسة الرئيس "محمد مرسي" وبين القيادة العسكرية على خلفية العلاقات مع حماس. وأشار "برئيل" أنه على الرغم من أن ثمة اتصالات تجري بشكل دوري بين المخابرات المصرية و"خالد مشعل" ورغم ضغط رئيس المخابرات المصرية اللواء "رأفت شحادته" من أجل إعادة انتخاب "مشعل" رئيساً للمكتب السياسي لحركة "حماس" إلا أن الفجوة بين حماس والجيش المصري تتزايد وتتسع، زاعماً أن مصر بهدمها الأنفاق أضرت كثيراً باقتصاد قطاع غزة. وأضاف "برئيل" بأن إعادة انتخاب "خالد مشعل" رئيساً للمكتب السياسي لحماس لم تكن مفاجئة على الأقل بالنسبة للمخابرات المصرية وحاكم دولة قطر التي باتت إحدى الدول الممولة لحماس وكذلك بالنسبة للعاهل الأردني الملك "عبد الله" الذي أقام علاقات جيدة مع حماس في الأشهر الأخيرة. وتابع "برئيل": لكن العلاقات الوطيدة بن رئيس المخابرات المصرية وبين مشعل لا يمكن أن تكون دليلاً على أن الأمور بين حماس والجيش المصري تسير كما تشتهي الأنفس، باستثناء العلاقات مع الرئيس مرسي، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي أجرى فيه مشعل وهنية في نهاية الأسبوع الماضي مباحثات مع رئيس المخابرات المصرية، واصل الجيش المصري هدم الأنفاق الوصلة بين غزةوسيناء بعدما هدم نحو 250 نفقاً وأغرق 76 نفقاً بمياه الصرف الصحي بعد رصدها عبر الأقمار الصناعية. وأضاف "برئيل" أن وزير الدفاع المصري الفريق "عبد الفتاح السيسي" أكد أيضاً أن الجيش سيواصل عملياته الواسعة ضد أوكار الإرهاب في سيناء وأن "الجيش المصري لا يحتاج أي مساعدة من حماس أو أي جهة أخرى. فالجيش المصري قادر على مواجهة الإرهاب بنفسه". ورأى "برئيل" أن هذا التوضيح من جانب "السيسي" جاء رداً على عرض حماس مرة أخرى المساعدة في إحباط تهريب السلاح والعمليات الإرهابية التي مصدرها سيناء، مشيراً إلى أن الجيش المصري أكد أيضاً أن "الجيش يقيم علاقات مع الجيوش النظامية للدول وليس المنظمات السرية". وتابع برئيل بأن رفض مقابلة قيادات حماس ومواصلة هدم الأنفاق ليست إلا عمليات تهدف إلى تدعيم الأمن في سيناء أو تصفية الحسابات مع قيادات حماس، زاعماً أن "السيسي" يستخدم تلك العمليات التي تحظى بتأييد شعبي لكي يوضح للرئيس مرسي أن جيشه هو الذي يحدد من يشكل تهديداً قومياً وهو الذي يحدد أساليب العمل ضد هذا التهديد سواء كانوا مهربين في سيناء أو متظاهرين في بورسعيد. وأضاف "برئيل" بأن وزير الدفاع الذي عينه مرسي نفسه يرسم بهذا الشكل الخط الفاصل بين صلاحيات القيادة السياسية وبين القيادة العسكرية.