قال " تسفي بارئيل" المحلل الإسرائيلي المتخصص في شئون الشرق الأوسط, أن إعادة انتخاب " خالد مشعل " كرئيس للمكتب السياسي لحركة " حماس " الفلسطينية لم يكن أمرًا مفاجئًا على الأقل بالنسبة للمخابرات المصرية التي بذل رئيسها " رأفت شحاتة " ضغطًا ثقيلاً من أجل هذا الأمر، بالإضافة إلى سعي كل من حاكم قطر وملك الأردن لضمان سحب " مشعل " لإعلانه نيته على الاستقالة. وأورد " بارئيل " في مقالته التحليلية بصحيفة " هاآرتس " الإسرائيلية, تصريح لأحد المصادر المصرية بأن " مشعل " أصبح شخصية لا غنى عنها في التوقيت الحالي وأنه أثبت قدرته على السيطرة على الأحداث إلى جانب أن لديه كاريزما يفتقدها منافسيه مثل " موسى أبو مرزوق " نائبه و " إسماعيل هنية " رئيس وزراء حماس بالإضافة إلى التزامه بالخط العربي وليس إيران.
كما أوضح المحلل أنه ومع رغبة مصر في تعزيز المصالحة بين حركتي " فتح " و " حماس " يعد " مشعل " شخصية رئيسية يمكنها تهدئة المتطرفين في حركته الذين شنوا كفاحًا قتاليًا ضد نشطاء " فتح " ، كما أن " مشعل " لم يقف ضد المفاوضات مع إسرائيل شريطة ألا تجري من قبل الرئيس الفلسطيني " محمود عباس ".
ولكن أشار " بارئيل " أن العلاقات القريبة بين " شحاتة " و " مشعل " لا تعني أن العلاقة بين الجيش المصري و " حماس " تسير بهدوء، ضاربا مثالاً بأنه بالرغم من إجراء " مشعل " و " هنية " مباحثات مع مسئولين بارزين في المخابرات المصرية إلا أن الجيش المصري استمر في هدم الأنفاق التي تربط بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة.
وقال المحلل أن رفض مسئولين في الجيش الاجتماع مع قادة " حماس " والهدم المستمر للأنفاق ليس فقط لتحسين الأمن في المنطقة أو تصفية الحسابات مع " حماس " وإنما بالنسبة ل " عبد الفتاح السيسي " وزير الدفاع المصري فإن الغرض من هذه الأفعال، والتي تحظى بتأييد شعبي، هو أن يتم الإثبات للرئيس " محمد مرسي " أن الجيش سوف يحدد أين توجد التهديدات الوطنية القائمة وسوف يقرر أيضا كيفية التعامل معها سواء كان ذلك ينطوي على المهربين في سيناء أو المتظاهرين في بورسعيد.
وأوضح المحلل أنه بهذه الطريقة يقوم " السيسي " برسم الخط الفاصل بين قوى القيادة السياسية وقوى القيادة العسكرية، ومع ذلك حتى هذا الانفصال من الممكن أن يصبح غير واضح مع إجراءات الجيش التي تؤثر على التطورات في غزة بما فيها الاقتصاد المحلي وقدرة " حماس " على إدارة القطاع، مضيفًا أنه لا يوجد بيانات رسمية بشأن الضرر الاقتصادي الذي سببه تدمير الأنفاق.
مشيرا إلى أن الضغط الأمني الاقتصادي الذي يمارسه الجيش المصري على " حماس " يوضح ل "مرسي" حدود سلطته في إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين بشكل عام ومع " حماس " على وجه خاص.