شن طيران حلف شمال الاطلنطي "الناتو" ليلة أمس غارات علي مواقع في العاصمة الليبية طرابلس معقل نظام العقيد الليبي معمر القذافي بينما يحتدم القتال بين الثوار وقوات العقيد معمر القذافي غربا غير بعيد عن العاصمة الليبية، وشرقا حول مدينة البريقة النفطية الاستراتيجية التي يأمل الثوار في أن يسيطروا عليها خلال ساعات. وافادت الأنباء الآتية من طرابلس أنه تم سماع دوي ما لا يقل عن 13 انفجارا هزت طرابلس، موضحة إن بعض الانفجارات يوحي بأن مواقع عسكرية استهدفت. وذكرت مصادر ليبية أن القصف المكثف استهدف منطقة تاجوراء شرق طرابلس حيث تصاعدت أعمدة الدخان من المنطقة إلا أنه لم ترد تقارير عن وقوع خسائر بشرية أو مادية جراء القصف. وأقر التليفزيون الليبي باستهدف مواقع عسكرية، لكنه تحدث أيضا عن تعرض مواقع مدنية للقصف، وعن سقوط ضحايا، دون أن يقدم أي حصيلة، مشيرا إلي أن الأهداف التي قصفتها طائرات ما اسماه" التحالف الصليبي" تقع في حيي عين زارة وتاجوراء شرقي طرابلس. وتأتي هذه الغارات بعد ساعات من كلمة الزعيم الليبي معمر القذافي أعلن فيها استعداده للموت من اجل الشعب، مؤكدا انه لن يغادر ليبيا. وقال القذافي في كلمة مسجلة توجه بها إلي آلاف الليبيين الذين احتشدوا في مدينة "الزاوية" غرب طرابلس، إنه لن يسمح لبلاده أن تبقي رهينة لمن وصفهم بعصابات ممولة من الخارج ومدعومة من طيران الناتو. ووصف القذافي معارضيه بأنهم خونة لا قيمة لهم ورفض تلميحات بأنه علي وشك الرحيل مؤكداً أنه باق. وتأتي غارات الناتو الجديدة بينما يحاول الثوار إحراز تقدم علي مختلف جبهات القتال شرقا وغربا، فعلي الجبهة الشرقية، يتطلع الثوار إلي السيطرة خلال ساعات علي البريقة، رغم المقاومة التي يبديها نحو ثلاثة آلاف من أفراد كتائب القذافي. وقال قادة من الثوار إنهم يتأنون قبل شن هجوم نهائي علي البريقة التي يرابطون علي بضعة كيلومترات منها بسبب الألغام التي انفجر بعضها متسببا في إصابة ثوار ومركباتهم وكذلك لمحاولة إقناع جنود القذافي التخلي عن القتال. وكانت أنباء قد أفادت بمقتل عشرة وجرح 172 من قوات المعارضة الليبية في هجوم علي مرفأ البريقة النفطي شرقي البلاد، فيما صدت كتائب القذافي غربي البلاد.. كما أفادت الأنباء في أجدابيا أن الثوار بسطوا سيطرتهم علي حقل "الساحل" وحقل "110" مما يعني قطع الإمدادات النفطية عن قوات الكتائب بالبريقة. في السياق ذاته، نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية تحليلا لمراسلها للشئون الدفاعية كيم سينجوبتا تناول فيه اعتراف عدد كبير من الدول بالمجلس الانتقالي المؤقت الليبي ممثلا للدولة الليبية ونزع هذه الصفة عن العقيد معمر القذافي وافراد عائلته، وحوادث القتال حول مدينة البريقة. وقالت الصحيفة: "فيما كانت الدول الاجنبية تمنح ادارة الثورة الليبية الشرعية باعتبارها الحكومة المعترف بها للبلاد، كانت قوات الثوار المقاتلة تعاني من فشلها المتكرر في القتال حيث لم يحقق هجوم حصل علي اهتمام كبير في شرق البلاد الغرض منه وهو الاستيلاء علي مدينة البريقة، وهي مدينة منشآت نفطية".