أكيد ولكن فيما يخص المسؤول الأوحد عن العيد، فالأمر فيه شك كبير.. فما أن يبدأ رمضان وينتهي وأنا في سباق مستمر مع الزمن وفي كل يوم تكون لي معه مغامرات ومشاطرات ومؤامرات ومحاورات لا تنقطع ومهاترات.
وينتهي كل هذا وبطبيعة حال أي متسابق فإنه يلتقط أنفاسه (...)
يستمرّ رمضان سلميا ونستمر معه بدمويتنا وحبنا للحياة.. جاء في سلام فاستقبلناه بأسلحة وعدة وعتاد.. جاء ليخفف عنّا فأثقلنا على أنفسنا بمزيد من الهموم.. ومن أكبر هموم رمضان كانت الدعوات المستمرة.. "عزومة ماما.. وعزومة خالتي وأخوتي والست مديحة جارتنا (...)
بدأ رمضان وأنا في دائرة مغلقة لا أخرج منها أبدًا، الطبخ اليومي ومتابعة برامج التلفاز ومحاولة تلبية طلبات الأولاد، هذا غير العزومات والدعوات والمحاولات المستميتة في تلبية كل الرغبات، كل هذا يهون ويمكن تحمّله إلا فيما يخصُّ زوجي وتحكماته وطلباته (...)
بدأ رمضان بنفحاته وبركاته حتى قبل أن يبدأ بأيام طويلة ... ووجدت نفسي منخرطة في سباق محموم لشراء كل مستلزماته وأنا ألهث كعادتي في جمع وطرح وضرب وقسمة ... فأنا من سكر وسمنة وزيت لأرز ومعكرونة ودقيق لبلح وفزدق وبندق ولوز .. وقمرالدين ومشمشية وأراسية (...)
كنت أجلس كعادتي لأجمع الملابس المغسولة وأضعها في أماكنها المخصصة، أو في كيس واحد حتى يمرّ "صبي المكوجي" فيأخذها لبعض الوقت ويريحنا منها، وبالكاد كانت الغسالة تفرغ من الملابس ليعاد ملأها من جديد وفي أقل من نصف يوم، ومهمتي أن أفرز وأضع وأنشر وأجمع (...)
كانت حياتي ككثير من الأمهات، سلسلة من التعب والمعاناة والجهد المتواصل، نظرت حولي ذات مرة فرأيت المنزل مقلوبًا رأسًا على عقب، هذا قَلَب كوب الشاي، وهذه وقد تركت خلفها سلسلة من الأوراق، وكل هؤلاء وقد عاثوا في المنزل فسادًا، في انتظار ربّة الصون (...)
بعد تخرجي وزواجي وانحصار الحياة في زوج وأولاد وأسرة صغيرة وجدت متنفسي الوحيد هو أمي وأخوتي ... نعم كنت مرتبطة بهم لحد كبير وازداد ارتباطيبهم بعد زواجي وتضاعف مسؤلياتي ... وكان لنا بيتا عائليا كبير ولكل أخت منزلا مستقلا ولكن لضعف الامكانيات وصعوبة (...)
استيقظت فجأة وكأنني أنهض من عالم المجهول، ونظرت حولي بفزع بالغ، وقد أُضيئت غرفتي بضوء لم أعهده عند استيقاظي من قبل، ونظرت لنافذة غرفتي فإذا بأشعة الشمس تتخللها، ثم حوّلت نظراتي المذهولة لساعة "موبايلي" الملقى جانبًا، فشهقت وكأنني أرى ثعبانًا ثم قفزت (...)
أذكر جيدًا كيف دخلت الجامعة بمجموع كبير؛ لأرسم أحلامًا وردية نحو مستقبل مشرق ينتظرني بعد تخرجي منها، ولكنني فوجئت بنفسي أجلس في منزلنا، ويدي على خدي، لا أجد عملًا أو أملًا في تحصيل ما تكبدته من مشاق طيلة 4 سنوات ماضية، وبعد جهد جهيد، وواساطات لا حصر (...)
كنت فتاة مدللة جميلة يدق بابها الخطّاب فترفض هذا وتُعرض عن ذاك، وتتمنّع تارة وتومئ برأسها تارات، حتى حدث المُراد من رب العباد، والتقيت عن طريق الأسرة بالرجل الذي حاز على الإعجاب، وتعجبت من نفسي كما تعجب الجميع، فقد رقّ له قلبي رغم ملامحه الغليظة (...)
حلمت خير اللهم اجعله خير أنى عثرت على مصباح علاء الدين السحري، وكأنى فى حدوتة ساحرة عظيمة الشأن من ألف ليلة وليلة، ما أن وجدته حتى هللت فرحا وسعادة، وقلت في نفسي أن الفرج قد جاء أخيرا و سأحقق كل أحلامي، فركت الفانوس بقوة لكنه لم يخرج وينطلق دخانه (...)
تذكرت الراحلة، ماري منيب، والمسرحية القديمة وأنا أبحث عن عمل، لأوكد به للجميع أنني جئت لأشتغل "سواقة "، أي جئت لأعمل بما يرضي الله وأساعد على سير العمل كما ينبغي له أن يسير، لم تكن لي أهداف سوى العمل فقط، دون فلسفة أو لفت نظر أو حتى الحصول على مبالغ (...)
للوهلة الأولى ستتصورون أنه زوجي وابنته من امرأة أخرى، ولكنها في الواقع ابنتي التي حملت فيها تسعة أشهر وأحبها أكثر مما أحب نفسي، فهي ابنتي في كل الأحوال وزهرة حياتي الغالية، ولكنها في ساعات وجود أبيها تكون ابنته وابنته فقط، ولا أحد غيرهما على (...)
أعرف أنه اسم لفيلم هندي قديم ولكنها حياتي، كنت فتاة ريفية صغيرة يمتلئ قلبي براءة ونقاء، فلا أحمل أدنى ضغينة لأحد حتى واجهتني مواقفا صعبة اضطررت فيها أن أصارع طواحين الهواء، أحببت ابن عمي الذي يعيش في المدينة ويأتي لزيارتنا بصحبة عمي ومعه زوجته (...)
"صراع الجبابرة".. هذا ما أحسسته من أول يوم زواج بيني وبين حماتي، كانت سعيدة بزواجي من ابنها سعادة لا توصف، وخاصة أنها انتقتني من بين مئات البنات واختارتني من وسط عشرات الأميرات، لأنول الشرف السامي وأحظى بسيد الرجال وأبو زيد الهلالي سلامة، وبالفعل (...)
"آخر العنقود سكر معقود".. مقولة كاذبة، ففي قصتي آخر العنقود همّ ومسؤولية وحمل يفوق الحدود، وبما أنني آخر العنقود كما يقولون فقد جلست يوما أحتسي الشاي "مرة من نفسي" وأنا أتذكّر الماضي البعيد والسعيد في آن واحد، وكيف كنت صغيرة أندس وسط أخوتي الكبار (...)
قضيت حياتي كلها في عمل متواصل، فأنا إما في خدمة أسرتي أو في برّ والديّ أو في مساعدة الأقارب والمعارف والجيران، ولم أكن في مشوار حياتي الطويل أشتكي أبدا من كل هذا، فهذه مهامي وظروفي وواجباتي وأعبائي ومتكفّلة بها تماما وأحمد الله على ذلك.
لم أشتكي (...)
توفت أمي بشكل مفاجئ، ووجدتني وحدي ومعي أبي نواجه الحياة بشتى صورها، في البداية كان الأمر قاسيا ومعقدا ولكن بمرور الأيام بدأت أتعايش مع الحياة، وأحاول جاهدة أن أعوض أبي عن فقدانها فتعلّق بي تعلقا شديدا.
كنت أجلس معه بالساعات، وأروي له كل شيء عن (...)
مثل جميع الأمهات، أسعد لحظات حياتها حينما تتزوّج بناتها، أما أنا فقد كانت أشد لحظات حياتي كآبة. بدأ الأمر بشكل طبيعي حينما كبرت ابنتي وصارت عروس، وكنت كلما خرجت معها لاحظت نظرات الإعجاب في عيون الشباب، كما لاحظت نظرات الاهتمام في عيون الصديقات "بنتك (...)
أُعاني معاناة شبه يومية، فما أن أعود للبيت بعد يوم طويل من الجهد والتعب والشقاء، حتى أجد البيت ينتظرني بكل ما فيه من أعباء، عندها أتذكرإعلان "سندريلا" طبخ مسح كنس إلا... إلا إيه ؟ إلا ... المذاكرة، وبالطبع في قصة "سندريلا" ظهرت الساحرة لتحل لها (...)
هذه هي مشكلتي، لم أفعل أي جريمة في حياتي، ولكنني كنت "بنوتة" جميلة رقيقة ذات عود رشيق وخصر نحيل، حتى تبدّل الحال وتزوجت أبو العيال، وإذا وُجد "أبو العيال" فلابد أن يتواجد العيال.
ومع أول ظهور لهم في حياتي، تبدلت رأسا على عقب، ظهر لي بطن وظهر واختلف (...)
تشاجرت مع زوجي ذات مرة وتوقعت منه أي شيء، أن يترك المائدة غاضبا، أو يكسر أي شيء أمامه كعادته، أو أن يصمت ويقلب "سحنته" لأيام طويلة أظل فيها أضرب أخماسا في أسداس، ولكنني فوجئت به يصيح في وجهي قائلا " انتي مبتعرفيش تتحملي أي مسؤولية ".
أمام هذه (...)
رغم صغر سني إلا أنني كنت مديرة إدارة "قد الدنيا" بإحدى المصالح الحكومية المعروفة، وبالطبع فقد كان المكتب مزدحمًا بالموظفين ومكتظًا بالمقاعد التي لا تخلو أبدًا من مرتاديها، ولهذا فكان عليّ أن أكون حازمة حاسمة، نظراتي جادة وابتساماتي في حدود الحدود، (...)
حينما تعرّف علي زوجي، كان منبهرًا بشخصيتي الفولاذية، الممتزجة برجاحة عقلية، المتوّجة برقّة أنثوية غير عادية، وحاول التقرّب مني بشتى الطرق، حتى وقعت الطوبة في المعطوبة وتمت خطبتنا الميمونة. وبعدها بدأ يتفاخر بي أمام أصدقاءه وأقاربه وكل من يعرفه، (...)
بيني وبين حقيبتي علاقة خاصة، ولأن حقيبتي ليست ككل الحقائب فعليّ أن أصف لكم هيئتها وما تحويه ومواقفي الطريفة معها حتى أنني أفكر جديًا في أن أكتب لها مذكرات، ولأنني أم وأعول وربّة منزل وسائق وخزينة وامرأة عاملة وزوجة ومسؤولة وموظفة و"صاحبة عيا"، فمن (...)