حلمت خير اللهم اجعله خير أنى عثرت على مصباح علاء الدين السحري، وكأنى فى حدوتة ساحرة عظيمة الشأن من ألف ليلة وليلة، ما أن وجدته حتى هللت فرحا وسعادة، وقلت في نفسي أن الفرج قد جاء أخيرا و سأحقق كل أحلامي، فركت الفانوس بقوة لكنه لم يخرج وينطلق دخانه مثل فيلم اسماعيل ياسين، فعاودت فركه بقطعة قماش من الصوف وحدثت نفسى أن طول الرقدة بالفانوس قد أصابته بالكسل ووجع المفاصل بالتأكيد، بعد دقائق وجدت المارد المنتظر، مجرد قزم صغير يشع دخانا مثل تراب الفرن بقرية جدتى ينفضه عن جسده باستياء شديد. لما استجمعت شجاعتي أمرته أن يطير بى للعمل لأننى تأخرت ومرتبي لن يتحمل خصما اضافيا ولفت نظر، لكنه نظر لى شذرا وتعذر بسبب زحام شوارع القاهرة، وأنه لن يستطيع الطيران فى الجو الملوث المعبأ بدخان وعادم السيارات وثانى أكسيد الكربون، ونسبة الرصاص التى تملأ الجو، صعقت من رفضه، وقلت له دون أن أفقد صوابي، "إذن يمكنك أن تحقق أمنيتي الأثيرة بالطبخ كل يوم بحيث أقدم لأطفالي طبيخا شهيا طازجا كل يوم عوضا عن البايت الذي يشتكون منه ووقفة المطبخ التى تهد الحيل"، لكني وجدته يتبرم ويخبرنى أنه لا طاقة له بالبوتاجاز وألاعيب الفرن والميكروويف وأنه أصلا لا يجيد الطبخ لأنه لا يأكل. صمت لحظات و قلت، "هناك أكوام من الغسيل تنتظرك بالحمام"، لف ودار حول نفسه قائلا، "من الأفضل أن تشتري غسالة أوتوماتيك، وتكفى عن نقع الأبيض بالكلور فهو يقصر عمر الملابس البيضاء، وعليكِ شراء مسحوق غال من أجل ازالة البقع، وأيضا الكلورله تأثير ضار عليّ كعفريت من الجن فأنا لم أبلغ الحلم ومازلت صغيرا على الكلور فقد يتسرب لى أبتلعه وأموت". لم أجد غير شد شعري والصراخ فيه قائلة، "اذن كيف أستفيد منك أيها العفريت الصغير"، ضحك قائلا، "أتمنى الذهاب لحديقة الحيوان التى أسمع عنها منذ سنوات طويلة واللعب مع الحيوانات والأطفال"، لم أجد بدا من صرفه قائلة، "انصرف وعد لفانوسك"، وظللت أردد: انصرف.. انصرف. أيقظتنى يد ابنتي تنبهني أنني تأخرت عن عملي وأنها لم تجد المصروف أو الساندوتش للذهاب للمدرسة، استيقظت وأنا أبحث عن ذلك المارد الكسول وأتوعده بالقاء الماء عليه، وانتبهت إلى أني كنت أحلم، يجب علي الانتباه جيدا وقيامي بأموري بنفسي دون الاعتماد على أحد وأنه لا يوجد مارد المصباح ولا يحزنون.