ألقي الرئيس د. محمد مرسي كلمة بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر قمة الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي بالقاهرة أكد خلالها ان القمة تنعقد في وقت تمر فيه دول المنطقة والعالم الاسلامي بتطورات مهمة. رحب د. مرسي بقادة الدول ورؤساء الوفود المشاركة قال الرئيس: اسمحوا لي. أن أرحب بكم مجددا في مصر: كنانة الله في أرضه. وأن أنقل إليكم تحيات كل مصري ومصرية واعتزاز المصريين جميعا واعتزازي شخصيا.. باستضافة مصر لقمة منظمة التعاون الإسلامي لأول مرة.. وبأن تتولي مصر رئاسة الدورة الحالية للقمة.. بعد ثورة 25 يناير المجيدة وفي مرحلة يعمل فيها المصريون علي بناء واقع جديد والتأسيس لمستقبل أفضل.. علي قاعدة مستقرة من مبادئ العدل والحرية والكرامة والديمقراطية والشوري.. كما يتطلع المصريون في هذه المرحلة أيضا إلي توثيق أواصر متينة للتنسيق والتعاون والتكامل مع محيطهم الإسلامي والعربي والإفريقي.. وإلي الانفتاح المثمر علي العالم كله علي أساس من التكافؤ والاحترام المتبادل.. مع احترام الهوية الحضارية لشعوبنا العظيمة. أضاف د. مرسي إن الأمة الإسلامية العظيمة تعقد علينا الآمال الكبار للتغلب علي التحديات التي تواجهها وتدعونا لتعظيم الاستفادة من الموارد والإمكانات التي تزخر بها البلاد. قال الرئيس أن الموارد العظيمة لأمتنا وقدراتها الكامنة لا تتناسب بحال مع واقعها الحالي وهذا ما يعكس بوضوح جسامة المهام الملقاة علي عاتقنا.. فبلادنا تشغل سدس مساحة اليابسة ويقطنها ربع سكان الأرض تقريبا.. كما تمتلك أكثر من نصف احتياطيات العالم من النفط والغاز.. وتزخر بالموارد والثروات الطبيعية.. والأهم من ذلك كله بالشباب الواعد الذين هم أملنا في واقع متميز ومستقبل مبشر يمثلون أكثر من نصف تعداد الأمة. أضاف: لكن الواقع يشير في ذات الوقت.. وعلي المستوي الاقتصادي.. إلي أننا لا نسهم إلا بنصيب متواضع في الناتج المحلي الإجمالي العالمي.. وبنصيب أكثر تواضعا في مجالات البحث العلمي والابتكار.. ويقل متوسط معدلات المسجلين بمراحل التعليم المختلفة في دولنا عن المعدلات العالمية. بل إنه يقل أيضا عن معدلاته في الدول النامية غير الأعضاء.. وترتفع نسبة من هم دون خط الفقر في بلداننا إلي 38% في عام ..2011 ولاتزال إحدي وعشرون دولة من دول منظمتنا ضمن الدول الأقل نموا في العالم.. ومثلها: ضمن الدول الأقل في مستوي التنمية البشرية. أما علي المستوي السياسي.. فلاتزال بؤر الصراع والتوتر في عالمنا الإسلامي متزايدة.. ما بين جرح فلسطين الغائر.. وبين سوريا المثخنة بالدماء وتخوم العالم الإسلامي المستباحة.. كل ذلك في ظل استمرار التمثيل غير العادل لأمتنا الإسلامية في مؤسسات الحوكمة الدولية.. مع استمراء لازدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر بالقضايا التي تهم المسلمين والدول الإسلامية. مصاعب وتحديات قال: إذا كان ما سبق هو عرض وجيز لبعض ما يواجهنا من صعاب.. فمن الإنصاف القول بأن منظمتنا بذلت وتبذل الكثير من الجهد في مختلف المجالات للتغلب علي هذه المصاعب ووصولا لتحقيق التقدم والرخاء لشعوبنا.. كما تعمل أجهزة المنظمة ومؤسساتها علي تحقيق التكامل في مجالات التعاون المختلفة.. الاقتصادي والتجاري.. العلمي والتكنولوجي.. الثقافي والإعلامي.. إلي جانب مجالات الزراعة والصحة والسياحة والعمل والنقل والمواصلات والبيئة وغيرها من المجالات المهمة. أضاف : نجحت تلك الجهود في تحقيق تقدم ملحوظ في عدة مجالات خلال الفترة الماضية.. حيث زادت نسبة مساهمة الأعضاء في حجم التجارة العالمية. كما ارتفع حجم التجارة بين دول المنظمة إلي 17.8% ليقترب من تحقيق نسبة 20% بحلول عام 2015 المستهدفة في إطار برنامج العمل العشري للمنظمة.. مما يدفعنا إلي استمرار العمل والارتفاع بسقف تطلعاتنا.. فمازلنا علي سبيل المثال بحاجة لبذل المزيد من الجهد في مجالات التعليم والبحث العلمي.. كما أننا في حاجة إلي تشجيع برامج السياحة البينية للدول الإسلامية وخاصة السياحة الثقافية والعلمية وتبني المعايير العلمية الدقيقة لتحقيق ذلك. دعا الرئيس جميع الدول الأعضاء وأجهزة المنظمة المعنية لدفع العمل في مختلف القطاعات. ووعد ببذل قصاري الجهد خلال رئاسة مصر للدورة الثانية عشرة للقمة لتدعيم التعاون والعمل الإسلامي المشترك.. ورفع مستوي التنسيق بين مؤسسات وأجهزة منظمتنا. قال إن هناك قضايا كبري تتعلق بحاضر ومستقبل عالمنا الإسلامي ككل ينبغي معالجتها. إضافة إلي الأزمات والمشكلات التي تعتري بعض الدول والأقاليم. القضية الفلسطينية قال د. مرسي نواجه علي المستوي السياسي العديد من التحديات.. علي رأسها وفي قلب كل منا: القضية الفلسطينية.. حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم أجمع.. قضيتنا المركزية والهدف الأسمي لمنظمتنا التي قامت بعد حريق المسجد الأقصي عام 1969 والتي من أهم أهدافها دعم جهاد الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته ذات السيادة وعاصمتها القدس. مأساة سوريا أوضح الرئيس مازال جرح سوريا ينزف وتدمي معه قلوبنا.. ولاتزال المأساة الإنسانية مستمرة ولاتزال دماؤهم مستباحة.. إن مصر حريصة أشد الحرص علي إنهاء الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن.. حقنا لدماء أهلها.. وحفاظا علي وحدة سوريا.. وعلي مقدرات شعبها العظيم. إن علي النظام الحاكم في سوريا أن يقرأ التاريخ ويعي درسه الخالد: إن الشعوب هي الباقية وأن من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة. قال إن جهود مصر المستمرة.. والتي بدأتها بإطلاق المبادرة الرباعية في قمة مكةالمكرمة لإنهاء معاناة الشعب السوري تقوم علي ثوابت واضحة هي: الحفاظ علي سلامة تراب سوريا.. وتجنيبها خطر التدخل العسكري الأجنبي الذي نرفضه.. والحرص علي أن تضم أي عملية سياسية كافة أطياف الشعب السوري.. دون إقصاء علي أساس عرقي أو ديني أو طائفي.. ولقد بدأنا حوارا مع الأطراف الإقليمية والدولة المعنية من أجل التوصل إلي تسوية للأزمة السورية تحقق تطلعات شعبها في مستقبل أفضل.. وفي هذا السياق أدعو جميع الدول الأعضاء لمساندة تلك الجهود ودعم الخطوات المهمة التي يتخذها السوريون من أجل توحيد صفوفهم.. وإقامة الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية.. والذي أصبح مقره القاهرة.. حيث تقدم له مصر كل الدعم اللازم ليقوم بمهامه علي الوجه الأكمل.