«الخشت» يكرم عددًا من قيادات جامعة القاهرة تقديرًا لإسهاماتهم وجهودهم في تحقيق الخطة الاستراتيجية    بحضور 6 وزراء، لجنة دراسة برنامج الحكومة بالبرلمان تستكمل اجتماعاتها    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 11- 7- 2024 بالصاغة    أسعار البيض والفراخ في الأقصر اليوم الخميس 11 يوليو 2024    الإحصاء: معدل البطالة يسجل 7% ويرتفع لدى الإناث إلى 17.8% عام 2023    زلزال في الفلبين بقوة 6.7 درجات يضرب جزيرة مينداناو    الصين ترفض اتهامات الناتو بدعم الحرب الروسية في أوكرانيا    تشكيل الزمالك المتوقع أمام طلائع الجيش بالدوري    جنة عليوة: شهد سعيد كانت تقصد إيذائي بنسبة 100%    رسميًا.. "التعليم" تعلن إتاحة نتيجة الدبلومات الفنية 2024    انتظام امتحان الصرف في لجان «الثانوية الأزهرية» بشمال سيناء    ضبط عاطل متهم في 9 قضايا بحوزته 2 كيلو حشيش بالأقصر    سكك حديد مصر تكشف تفاصيل تصادم أحد القطارات    تسريبات جديدة من موقع تصوير فيلم Superman    تحقيقات موسعة في حادث طعن شاب لشقيقه بأوسيم    العالم هذا الصباح.. ماكرون: لم يفز أحد فى الانتخابات.. ويدعو القوى الجمهورية لبناء أغلبية.. نقابة الصحفيين الفلسطينيين تطالب الاتحاد الأوروبى بمواقف حول اعتداءات الاحتلال.. قادة العالم يدعمون كييف فى قمة الناتو    أسعار الجمبري اليوم الخميس 11-7-2024 في محافظة قنا    محافظ البحيرة: خطة متكاملة لرفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين    وكيل قندوسى: نسبة الاستمرار مع الأهلى 50% واللاعب يبحث عن المشاركة أساسيا    مدير المنتخب الأولمبى: إبراهيم عادل مكمل مع المنتخب وننتظر تسلم الجوازات غدا للسفر    أسعار اللحوم الضاني اليوم الخميس 11-7-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    علشان نفهم «برنامج الحكومة».. تحقيق التواصل السياسي مع المواطن أولوية بعد ضمان الحريات    علشان نفهم «برنامج الحكومة».. أزمة تخفيف أحمال الكهرباء بلا رجعة و«المشروع النووي» حلم يتحقق    واشنطن بوست: حماس أبلغت الوسطاء أنها مستعدة للتنازل عن السلطة في غزة لصالح ترتيب الحكم المؤقت    حرب غزة إلى متى؟.. وفخ الغموض الاستراتيجى    الأرصاد للمصريين: نواجه حر غير معتاد.. وتجنبوا أشعة الشمس    إصابة طفلة بحروق فى مشاجرة بدار السلام سوهاج    دياز يواجه نونيز فى تشكيل قمة كولومبيا ضد أوروجواى بنصف نهائى كوبا أمريكا    جولة مفاجئة لوزير الثقافة فى المواقع الثقافية بساحة دار الأوبرا.. صور    مشيرة خطاب لإكسترا نيوز: دور مصر فى القضية الفلسطينية قوى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-7-2024    استلهام العبر من الهجرة النبوية الشريفة في حياتنا المعاصرة    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 11 يوليو 2024    زيدان يكشف عن مشكلة تجنيد أحمد رفعت ويتساءل عن دور وكيله نادر شوقي    محمد منير: حفلات العلمين استثنائي.. وجمهوري دايمًا في ضهري    آمال رمزي تكشف عن حقيقة خلافها مع عادل إمام    أحمد دويدار: لم أقم بالكشف الطبي الخاص بالقلب خلال مسيرتي في جميع الأندية    «200 مليون جنيه في الموسم».. نجم الأهلي يتلقى عرضًا خياليًا (تفاصيل)    أحمد صيام يكشف تفاصيل إصابته بمرض السرطان    الصين: بيان «ناتو» تسيطر عليه عقلية الحرب الباردة    هل تجب الزكاة على ذهب الزينة والجنيهات الذهب؟ أمين الفتوى يجيب    صراع على نجل سفاح التجمعl زوجته تتمسك بحضانة ابنها.. ووالدته استلمت حفيدها بقرار من النيابة العامة    جنة عليوة: شهد كانت تقصد إيذائي بنسبة 100%.. ولم أعود لممارسة اللعبة حتى الآن    طريقة عمل المكرونة وايت صوص، أكلة المطاعم الشهيرة    صحتك في «التغذية العلاجية»    صحيفة: الإدارة الأمريكية سترسل جزءا من شحنة الأسلحة المعلّقة لإسرائيل    أحمد سعد يروج لأغنيته مع إليسا "حظي من السما" غدا    أبراج تتوافق مع «الحوت» على الصعيد العاطفي    «العاملون عن بُعد» الأكثر تضررًا من انقطاع الكهرباء    كيف تمتد «حبال الود» بين الحكومة والمواطن؟!    بعد انصرافها من النيابة.. تطور جديد في أزمة شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب    وليد قطب يكتب: رسالة إلى وزير الأوقاف    عضو ب "الوطنية للصحافة": انتهاء مدتي بالهيئة.. وأعضاء جدد قريبا    شيوخ «الوفد» يطالبون بتصحيح المسار    رئيس شعبة الأدوية يحذر من «أدوية مضروبة» لعلاج الأورام    تعرف على فوائد عصير الأناناس في التخلص من البلغم العالق بالحلق    سعد الدين الهلالي: جيل 1946 أضاف للفقه الإسلامي في أحكام المواريث    اللّهُمّّ يا مجيب الداعين احمي عقول أولادي.. دعاء الوالدين للابناء في الامتحانات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مثقفون: وزير الثقافة الحالى خيال مآتة للإخوان المسلمين
نشر في الفجر يوم 13 - 05 - 2013

رسم الشاعر فريد أبو سعده صورة لوزارة الثقافة في النظام السابق حيث رأى أنه منذ عقدين على الأقل والمثقفون تساورهم الهواجس والشكوك تجاه "المؤسسة" الثقافية، بدأت مع مقولة فاروق حسنى المبتذلة بإدخال "المثقفين إلى الحظيرة" بما يعنى تدجينهم، وكسر معارضتهم للتوجهات الكرنفالية، التي كانت في أغلبها ضجيجا ولا طحين، مستخدما في ذلك سياسة العصا والجزرة، مع إغواء بعض الكبار، أو رشوتهم، بما يسهل من خلالهم استهواء الطامحين والمنتفعين، كان هذا حال المثقفين، وكانت هذه الهواجس تطارد المتعاملين مع الوزارة وكأنهم خونة يتعاملون مع الموساد!. وبالقطع كان وسط هذا الضجيج طحينا يعتد به، وكان بين من تعاملوا مع المؤسسة شرفاء وقامات جليلة، حاولوا، عبر مؤتمرين للمثقفين، إعادة رسم السياسة الثقافية وتصحيح مساراتها!.

وأضاف أبو سعده "كنت واحدا من الذين يرون أن المؤسسة لا تنقض الوضوء، طالما كان في استطاعتنا القيام بدور ثقافي حقيقي، لا يخضع لإملاءات سياسية، وطالما هي مؤسسة وطنية ترفض التطبيع. وطالما هي ملك للشعب وتدار بأموال دافعي الضرائب.
هكذا كنت عضوا في لجنة الشعر لثلاث دورات متتالية (أي ست سنوات) وإبان تشكيل اللجنة الجديدة، حدثت أزمة رفض صنع الله لجائزة الرواية، ووجدت نفسي أكتب أول بيان تأييد لموقف صنع الله ، وأخذت عليه توقيعات محمود أمين العالم وعبده خال وسلوى بكر وآخرين، وأنشره مباشرة في "القدس العربي" و"الحياة اللندنية"، كان الموقف إحراجا علنيا للوزير، وكنت مستعدا لدفع الثمن، الذي لم يتأخر، فقد تم تشكيل اللجنة وخسرت عضويتي فيها".

ويؤكد أن عهد فاروق حسنى لم يكن سيئا تماما، بل أعتقد أنه ثاني وزير مهم بعد ثروت عكاشة، تحمل، بقدر معقول، ضغوط المتأسلمين في البرلمان، دفاعا عن حرية الإبداع، وغلبته الضغوط في أزمة الروايات الثلاث ورواية حيدر حيدر، هو فنان كبير، ليبرالي، يؤمن بالدولة المدنية.

ويقول "أما الوزير الحالي ، فقد بدأ بالتدخل السافر لتغيير اسم سلسلة "مكتبة الأسرة" إلى "مكتبة الثورة" في مزايدة زائفة، غير مقيم وزنا لأهمية السلسلة، ولا لكبار الكتاب والمثقفين القائمين عليها، متأسلم مغمور، غير مؤهل لدور بهذه الأهمية، لا يعرف أحدا ولا يعرفه أحد، في ما ينبئ بتقزيم الدور الثقافي، والحد من قوة مصر الناعمة التي بها كانت مؤثرة في إقليمها وقادرة على نشر حضارتها في محيطاه الحيوي".


وأكد الشاعر جمال القصاص أنه علامات استفهام أو دوائر غموض تحيط بجلب وزير للثقافة من سقط المتاع الإخواني، ومجهول في الوسط الثقافي المصري، اللهم مجرد فزاعة جوفاء لجس نبض المثقفين المصريين، وإشاعة جو من البلبلة في صفوفهم. فالإخوان يعرفون جيدا أن الثقافة هي حائط الصد الأخير للدفاع عن الوجدان والضمير المصري.

ويضيف "أتصور أن هذا الوزير، لن يفعل شيئا في خريطة الثقافة المصرية، سيظل مجرد "خيال مآتة"، وسيصبح همه الرئيسي إيجاد نقطة توازن بين نيران الغضب والنقد التي شككت حتى في سمعته الأخلاقية، وإمكانية قبوله ولو تحت مظلة ديمقراطية هشة، أضف إلى ذلك أن هذا الوزير غير مؤهل لقيادة العمل الثقافي، فليس له خبرة أو إنجاز يؤهله لذلك. كما انه لا يغيب عن أذهاننا في هذا الصدد أن الثقافة المصرية الحية لا تصنعها المؤسسة الثقافية وإنما هي موجودة في الشارع ، على المقاهي وفي الندوات والفعاليات الأدبية التي تتحرك في فضاء مستقل وحر، أوسع من فضاء المؤسسة التي تحكمها في الغالب توازنات المصالح الشخصية الضيقة".


ورأى الكاتب الروائي صبحي موسى أن علاء عبد العزيز قادم لمدة خمسة أو ستة أشهر، إن لم يرحل قبل ذلك، لن يستطيع أن يفعل شيئاً، فبطبيعة الحال سيندفع خلف ثاراته الشخصية مع سامح مهران مدير أكاديمية الفنون الذي كان يترأسه وغيره من قيادات الوزارة، وهؤلاء لن يتركونه في حاله، وربما يواجه بمظاهرات ومطالب فئوية عديدة، وما يحدث الآن ليس دالاً على أن الثقافة المصرية استسلمت للأمر، فالبعض يتصور أنه سينال المنح والجوائز وغير ذلك، والبعض يرى أنه سينال مناصب ومواقع متقدمة، وهذا كله غير صحيح، فعلي سبيل المثال هو نفسه في حاجة إلى لجان المجلس الأعلى للثقافة من أجل جوائز الدولة، أي أنه الذي بحاجة إلى قيادات الوزارة والمثقفين المرتبطين بهم، وفي تصوري أن إدارة الثقافة المصرية أمر أعقد وأصعب مما يتصوره الكثيرون، وهو بحاجة طويلة إلى التأمل والإنجاز فضلاً عن الأفكار الكبيرة والجديدة، وهذا أمر لا علاقة بالوزير الجديد به، ومن ثم فالأمر كله سينحصر في مجموعات صراعات وظيفية تافهة هو نفسه سيخرج منهزماً منها لو حاول الدخول فيها، وله في شاكر عبد الحميد مثلاً.


وقال الناقد والأديب محمد الدسوقي "كنا في عهد فاروق حسني - الفنان - نرفض بعض سياساته - رغم ما قدمه من أعمال ستظل شاهدة له - كالقاهرة القديمة، وغير ذلك من أعمال وإجراءات كلها كانت تحترم الثقافة المصرية، وهاهو اليوم الذي يأتي فيه - جاهل جهول، فلا تاريخ ولا ثقافة ولا إدارة واعية، وفوق كل هذا هو إخواني النزعة، وهذه وحدها كفيلة برفضنا له - ثم هل يعقل أن تكون مؤسسات وزارة الثقافة كهيئة الكتاب مثلا، وفيها الدكتور أحمد مجاهد - بتاريخه الثقافي والإداري الطويل، أن يكون تابعا لشخصية كهذه ويعمل مثلا وفقا لرؤيته، إن علينا كمثقفين أن تكون لدينا آلية مختلفة قادرة علي تغيير هذا الاخواني الخاوي، فليس الأمر مقتصرا علي بيان رفض، يجب أن يعي الأدباء والمثقفين أن لديهم قوة قادرة علي التغيير، أن يؤمنوا بقوتهم ساعتها ستكون هناك بدائل للحل، وخاصة أن وزارة الثقافة رضينا أم لم نرضي هي الخط الأخير - إن انمحي سينقلب الهرم كله وقولوا علي الثقافة المصرية المتنوعة السلام".


وأشار الكاتب ومدير دار الربيع العربي للنشر أحمد سعيد إلى أنه لا دور لوزير الثقافة الإخواني غير الاستمرار في تهميش الثقافة، وإبعاد المثقفين عن الشارع، وفرض الوصاية على الإبداع، وحماية الإخوان من المبدعين والمثقفين بشراء بعضهم بالمناصب والجوائز وترهيب بعضهم بالمنع والقمع، ومساومة البعض الآخر، واستغلال كل ما يقع تحت سلطات ونفوذ وزير الثقافة من مجلات وجرائد ومراكز ثقافة لتثقيف الجماهير "بثقافة حسن البنا وسيد قطب وتاريخ الجماعة"، وملء عقول الناس بتاريخ زائف من التضحيات الزائفة للإخوان من أجل المواطن المسكين "سيذكّرونه دائمًا أنهم كانوا يرسلون إليه شنطة رمضان التي يجمعونها من تبرعات الميسورين".

وأوضح أن ما يحدث لا يعدو كونه استمرار لفيلم هزلي شابه في كثير من أجزائه أفلام الخيال المُجنَّح، ولا يمكن السكوت عنه، فالثقافة هي عمود الخيمة الأخير بحق، إذا استطاع الإخوان السيطرة على أدوات وزارة الثقافة فلا تنتظر مقاومةً من الشارع.


ولفت الكاتب والشاعر حمدي عابدين إلى أنه لا يمكن فصل ما يمكن أن يفعله مدرس المونتاج عن تصورات الجماعة التي جاء منها، فلا حرية إبداع سوف يدعم ولا رؤى ولا تصورات جديدة سوف يقوم بضخها في جسد الثقافة المصرية، فالجماعة التي تحارب الإبداع والثقافة كيف لها أن تطرح ما يطورها أن وينميها..

وقال "ألم يكن هؤلاء الناس وراء كل قضايا تقييد حرية الإبداع ومحاربة كل ما يدعو للتفكير في سنوات وجود الوزير فاروق حسني علي رأس الوزارة، الطريف أن الوزير الذي جاءت به الجماعة تلاحقه دعوات وفضائح تجعله أبعد ما يكون عن الطريق الذي نتمناه للثقافة المصرية، فليس منطقيا أن نأتمن مبتز أو مستغل نفوذ علي طيور خيال وأحلام مبدعي وطن, ينتهك هو جسد إحدى بناتها، ويصورها إمعانا في الانتهاك والتلذذ، هل يمكن إذن أن نضع آمالا في النهوض الثقافي والإبداعي لمن ينتهك حرمة الجسد الإنساني، كيف نأتمنه لإذن علي أحلام وطموحات هذا الجسد فيما هو ينتهكه بهذه الطريقة المجرمة، من هنا يمكن قراءة ما يمكن أن يحدث من انتهاكات فجة ولا أخلاقية بالمعني المادي والمعنوي للكلمة ضد الثقافة المصرية، والبداية واضحة حيث أعلن الوزير عن اتجاهه لتغيير اسم مكتبة الأسرة، وهو موقف بلا معني سوي أنه يريد أن يغير في توجهاتها التي تسعي لنشر الثقافة المصرية لنشر ما تراه الجماعة التي جاء منها لتغيير هوية البلد, ونشر رؤى وأفكار معينة من شأنها تثبيت ودعم فصيل بعينه في الحكم".

وأضاف "هل يمكن أن نقرأ نشر جريدة أخبار الأدب مثلا صورة خيرت الشاطر علي غلافها من هذا المنظور؟ حيث يبدأ ببجاحة وضع ما لا علاقة له بالثقافة في الصدارة، هل يمكن أن نقرأ ما جاء من أحاديث في إطار موضوع الغلاف بمعزل عن خطط الهيمنة وتحريف وتشويه الثقافة المصرية وعزلها عن سياقاتها وجذورها لصالح منطق معين ورؤى معينة تتبناها السلطة الحاكمة. الوزير إذن لن يفعل غير ما هو مناف للإبداع وسوف يسعي بكل ما أوتي من نصائح مكتب الإرشاد وشاطره في تقويض الثقافة والإبداع المصري".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.