كنت قد عقدت العزم علي متابعة قضية الغابات التي تناولتها في المقال السابق بعد اتصال العديد من خبراء التشجير مطالبين بمواصلة الحملة علي قرار إسناد اقامة الغابات الخشبية لشركة الصرف الصحي.. ولكن صباح الاثنين الماضي اهداني استاذي السيد حجازي العدد الاخير من مجلة الهداية التي تصدر بالبحرين ووجدت بها وصية جامعة لامير المؤمنين علي بن ابي طالب - كرم الله وجهه - رأيت انها قد تفيد مجتمعنا في هذه الظروف.. وقررت ان انقلها لكم بنصها عسي ان تنفعنا أو نتخذها نبراسا لمسيرتنا الثورية الحالية املا ان يزيل الله الغمة عن هذه الامة. تقول الوصية: »هذا ما اوصي به علي بن ابي طالب، اوصي انه يشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله، ارسل بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون، ثم ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك امرت وانا من المسملين. ثم اوصيك يا حسن وجميع ولدي واهلي بتقوي الله ربكم، ولا تموتن إلا وانتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، فإني سمعت ابا القاسم صلي الله عليه وسلم يقول: »ان اصلاح ذات البين افضل من عامة الصلاة والصيام« انظروا ذوي ارحاكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب، الله الله في الايتام فلا تعنوا افواههم ولا يضعن بحضرتكم الله الله في جيرانكم فانهم وصية نبيكم، مازال يوصينا به حتي ظننا انه سيورثه، والله الله في القرآن، فلا يسبقكم إلي العمل به غيركم، والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم، والله الله في بيت ربكم فلا تخلوه ما بقيتم، فانه ان ترك لم يناظر، والله الله في الجهاد في سبيل الله باموالكم وانفسكم، والله الله في الزكاة فإنها تطفيء غضب الرب، والله الله في ذمة نبيكم، فلا يظلمن بين اظهركم، والله الله في اصحاب نبيكم، فإن رسول الله صلي الله عليه وسلم اوصي بهم، والله الله في الفقراء والمساكين فاشركوهم في معايشكم، والله الله في ماملكت ايمانكم، الصلاة الصلاة فلا تخافون في الله لومة لائم، يكفكم من ارادكم وبغي عليكم، قولوا للناس حسنا كما امركم الله عز وجل ولا تتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الامر شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتباذل، واياكم والتقاطع والتدابر والتفرق، وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب، حفظكم الله من اهل بيت، وحفظ فيكم نبيكم، استودعكم الله، واقرأ عليكم السلام ورحمة الله. ابرز ما في هذه الوصية ضرورة توحيد الكلمة والصف وجمع القلوب ونبذ الخلاف وسد ابواب الفرقة.. ثم اصلاح ذات البين بين المتخاصمين ليبقي بناء الامة قويا متماسكا.. وكذلك الحرص علي رعاية اهل الذمة فلا يظلم منهم احد لوأد الفتنة بين ابناء الوطن.. وكذلك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لان ترك هذه الفضيلة يؤدي إلي ان يتولي امر الحكم شرار الناس، وتحويل الحاكم إلي فرعون.. فهل نتمسك بهذه الوصية ونعمل بها.. ام نتركها ونهجر ما جاء فيها ثم نعض الانامل من الغيظ ثم ندعو الله فلا يستجيب لنا .. ارجوك قراءة الوصية مرة اخري.