فيما يشبه المظاهرة تحتشد الصفحات فى الفضاء الافتراضى وفى الواقع الورقى بطوفان من المقالات والأطروحات مع كل حدث صادم فى أجوائنا الرتيبة، تنبرى باتجاه التنظير وتقديم نصائح تأتى فى كثير منها مفارقة للواقع، بين التأييد والشجب، وبعضها يتبنى الإنكار أو (...)
لا جديد تحت الشمس، قبل قرنين من الزمان عندما اُخترعت آلة البخار إيذانا بميلاد الطور الأول من الثورة الصناعية، كان العالم محكوما بقواعد المجتمع الأبوى الإقطاعى الرتيب، كما فى الدولة كذلك فى الكنيسة بوصفها المؤسسة الدينية فى الغرب مسرح الثورة (...)
قد نكون بحاجة إلى الإقرار بأن طرح الإشكاليات القبطية طرحاً عاماً يحوطه من المحاذير ما يحوله إلى ما يشبه الطرح المُعلَّب، ويستوى فى هذا ما يتعلق بالمجتمع القبطى الخاص وما يخص علاقاته بالمجتمع العام، وهو أمر تشكل وتبلور منذ لحظات تأسيس الدولة الحديثة (...)
طرح إشكالية تجديد الخطاب الدينى المسيحى، الآن وفى مصر، يحتاج إلى كثير من الموضوعية والتريث، فهو أمر يراه البعض، بارتياب، تنويعة على سياسة المواءمات والتوازنات، فمادام هناك إلحاح على مراجعة الخطاب الدينى الإسلامى الآنى فلماذا الصمت على نظيره المسيحى، (...)
جاء ذهاب قداسة البابا تواضروس الثانى إلى القدس للصلاة على الأب مطران الكرسى الأورشليمى، كمن القى بحجر فى بحيرة ساكنة، لنكتشف أنها تمور بتيارات متصادمة رغم السكون الذى يبدو على السطح، وتكشف أننا مازلنا نحمل آثار وندوب تقلبات ما قبل 25 يناير، والتى لم (...)
قرر قداسة البابا تواضروس إيقاف عظته الأسبوعية التى كانت ملمحاً اعتاده الأقباط بامتداد نصف قرن ويزيد منذ ان بدأه البابا شنودة فى منتصف ستينيات القرن الماضى بعد رسامته اسقفاً للتعليم وامتد معه بعد رسامته بابا وبطريركاً، ولم يتوقف إلا فى الفترة من 5 (...)
حتى لا نصحو يوما فنكتشف أن الحلم صار كابوسا، وأن الربيع كان طيفا من خيال فهوى، علينا أن نواجه أنفسنا بواقعنا، ونواجهه، ونكف فوراً عما درجنا عليه بامتداد ثلاثة أرباع القرن من تأجيل الحلول الحقيقية واستبدالها بمسكنات ترحل الأزمات وتفخخها، وتجعلها قيد (...)
الذين يستريحون إلى أن تجديد الخطاب الدينى وتفعيل البعد الإيجابى فى المنظومات الدينية فى مصر مطلب يواجه الجانب الإسلامى فقط،
يقفون بعيداً عن أرض الواقع، والذين يتصورون أن الكتابة فى هذا الشأن فيما يتعلق بالمقابل المسيحى هو نوع من الموازنة، ومحاولة (...)
كانت المنيا تسمي »عروس الصعيد« هل لأنها تجمع علي أرضها كل الرقائق الحضارية المصرية، فهي بيت الاله »تحوت« اله الحكمة والمعرفة عند المصريين القدماء،
واليها ينتسب الملك اخناتون، صاحب دعوة التوحيد، التي أكدتها الأديان السماوية بعد قرون، والملكة حتشبسوت (...)
لم نعد نملك ترف التنظير والاستغراق فى بحوث التأصيل السياسى لمفهوم الدولة المدنية، والدخول فى جدالات تتحول فى أغلبها إلى ملاسنات، بعدما اقتحم دعاة الدولة الدينية المشهد واختطفوا المصطلح وأعلنوا قبولهم له، بل ذهبوا إلى أنهم أولى به، وأن دولتهم المغرقة (...)
قبل اسبوعين كتبت عن أيقونة مصرية، الراحلة عُلا غبور، وما قدمته فى صمت للوطن بعيداً عن صخب الدعاية لتضيف إلى مسار الخير المصرى مساحات مضيئة، وقد آمنت بقضية الصحة فى دائرة الأورام ومعهدها القومي،
وانتبهت ولفيف من الرموز المصرية الوطنية إلى معاناة (...)
كنت واحداً من المتخوفين من ذهاب الرئيس السيسى لجلسة افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمعرفتنا بالحالة التى تتملك الجماعة الإرهابية بعد أن انتفض الشعب ليسترد وطنه منها وقد قفزت على مقاليد حكمه بليل، وفى ظرف مرتبك أحكمت صناعته.
وكنا نتابع (...)
نأمل أن ندشن بقدوم الرئيس عبد الفتاح السيسى الجمهورية الثانية، جمهورية المواطنة، باعتبار أن ما سبق (1952 2014) تنويعات على تجربة ممتدة باختلاف التوجهات والخيارات، اتفقت فى مجملها على غياب الفعل المؤسسى وربما تغييبه،
واعتمدت على شخص الرئيس، وانتقلت (...)
كانت المصادمة بين اليهود والمسيح تقترب، وكان الفريسيون (سلفيو اليهودية) يرقبونه ويرصدون سكناته وكلماته، ودعوته الثورية لتحرير الإنسان، وكان الشارع يلتف حوله عسى أن يخلصه من نير المستعمر ويفكك قيود معلمى ذاك الزمان وقد استغرقهم الحرف، وغاب عنهم الهدف (...)
تأتى انتخابات الرئاسة لتدفع حراك الإنتقال من الثورة إلى الدولة، وتقترب بنا من الخروج من المرحلة الإنتقالية بكل تضاغطاتها وارتباكاتها، وتضع نقطة فى نهاية سطر نظام سقط بالإرادة الشعبية
وتقدم شهادة للعالم المترقب تؤكد التفاف الشعب المصرى فى غالبيته (...)
عندما نقترب من مشروع التعديلات الدستورية, نجد أننا بحاجة الي قراءة موضوعية له في لحظة فارقة تتجاذبها صراعات عدة بين انظمة فاشية سقطت وبين ثورة قامت بفعل الحراك الشعبي الجارف المتطلع لحياة كريمة واسترداد حقوق استلبت
وبناء دولة حديثة تحقق الحرية (...)
منذ أن دشن الرئيس الأسبق انور السادات انطلاق مسيرة الخلايا الراديكالية الإسلامية السياسية, عقب توليه منصب الرئاسة,1971, وهي لم تتوقف لحيظة عن ترجمة حلمها الأثير بإحكام قبضتها علي مفاصل الدولة والمجتمع
بعد كبوتها في محاولاتها الأولي عقب ثورة52, عندما (...)
بين موجات التطاحن السياسي التي تجتاحنا بعنف ولا يبدو في الأفق ما يشير إلي انحسارها, مازلنا نبحث عن حوار موضوعي مفقود, ونتلمس في المشهد ومضات تأتي كشهب, لكنها تؤكد أن ثمة أملا مازال ينبض في عروق وقلب وطن عصي علي الإندثار أو الاختطاف بثراء تنوعه (...)
وكأننا بحاجة إلي مزيد من الحزن أو الاضطراب, وكأن الرتق ينتظر مزيدا من الاتساع, وقد عجزت يد الراتق علي رتقه وبلي الثوب.
حتي تباغتنا احداث مدينة الخصوص محافظة القليوبية والتي سارع البعض بتسميتها أحداث فتنة طائفية, وما هي كذلك.
نحن نواجه حلقة رتيبة (...)
حتي لا نستغرق في الحالة التوصيفية التي تنتهي بنا الي لا شيء سوي إلقاء المسئولية علي آخرين بحسب موقعنا, هل لنا أن نقترب من محاولة طرح رؤية لطريق يقودنا للخروج من النفق الطويل الذي صرنا فيه؟
وهو أمر لم يعد أحد البدائل المطروحة بل هو خيارنا الوحيد حتي (...)
استشعر ثقل اللحظة التي تتحول فيها الكتابة إلي عبء, وينغلق الحوار ليصير بين' طرشان', لحظة يغسل فيها الكل ايديهم للتبرؤ من مسئولية ما نحن فيه, وكأن ما يحدث بيننا وبنا اقترفته كائنات فضائية كتلك التي كتب عنها أديبنا وكاتبنا الراحل أنيس منصور الذين (...)
.. ونحن نعبر مرحلة الارتباك التي طالت أكثر مما ينبغي, تباغتنا أصوات لاهثة ومستجدية تعيد إنتاج مطالب تجاوزها التاريخ ولم تعد متسقة مع تطور الصراعات السياسية وطبيعة العلاقات المجتمعية. بالكلام عن تحديد نسبة لتمثيل الأقباط في البرلمان وفي الوظائف (...)
السؤال الملح الذي يطرح نفسه الآن ويتهرب الكل من اجابته من يقف وراء الدفع الي تفكيك الدولة علي غرار النماذج البائسة المحيطة بنا؟ من الذي يضغط لتفجير الإثنيات العرقية والنعرات الدينية؟ من يملك أن يفسر لنا الحملات الممنهجة التي تفجر قنابل دخان علي (...)
هي لحظة لا تحتمل المواءمات في التناول والتحليل والطرح, بل تحتاج إلي مصارحة جادة وموضوعية نقدر فيها علي تسمية الأمور بأسمائها, ففي ظني أن الأزمة تكمن في شيوع ثقافة التشكيك والمصادمة بين كل الأطراف, من دانت له السلطة ومن يجلس في صفوف المعارضة ومن (...)
فرضت ملابسات اللحظة وارتباكاتها نفسها علي هواجس الشارع المصري في محاولة استكشاف توجهات البابا الجديد الأنبا تاوضروس الثاني, خاصة أن وهج البابا الراحل مازال حاضرا, والمقارنات مازالت تتصدر المشهد.
ربما لهذا كانت الأسئلة تتمحور حول رؤيته السياسية (...)