1
هل تشبه الثورة المصرية رواية الاصوات المتعددة؟ تحيرني سردية كل صوت علي حدة، يمكنك القول أن كل سردية تستند الي شرعية ما، وتشيد فضاءها الخاص النقي الذي يضع باقي اطراف الرواية حيث يجب ان يكونوا أو لا يكونوا. معارضة مستأنسة، مفاوض متآمر، حقوقي ممول، (...)
الجمعة11 فبراير الساعة12.10 ظهرا جمعة التحدي, أو جمعة الزحف إلي مؤسسات الدولة, القصر الرئاسي, البرلمان, الإذاعة والتليفزيون, وزارة الداخلية, بعد خطاب مبارك المهزلة. علي البعد من البلكونة أري الحشود وقد فاضت عن ميدان التحرير وامتدت (...)
السبت5 فبراير الساعة9 صباحا اليوم12 من الثورة اكتب بسرعة لأستبق فعل الذاكرة الخئون, الآن انا في شقتي الكائنة بالدور الثالث بشارع قصر النيل, المشهد من البلكونة, برودة شتوية صباحية. كانت المتاريس الاربعة في مكانها, لكن اختفي المقلاع (...)
العاشرة صباحاً
مفاجأة صباحية، أصبح بيتي خارج حدود دولة ميدان التحرير، لقد تحرك متراس المواجهة الكبير الثابت علي فوهة ميدان طلعت حرب، إلي ما قبل باب جراج شركة مصر للتأمين وفي منتصف واجهة الخطوط الجوية السعودية، يلي متراس المواجهة سلك شائك ثابت كما (...)
يوميات من ميدان التحرير
السبت 5فبراير
الساعة 9 صباحا
اليوم 12 من الثورة
اكتب بسرعة لأستبق فعل الذاكرة الخئون، الآن أنا في شقتي الكائنة بالدور الثالث بشارع قصر النيل، المشهد من البلكونة، برودة شتوية صباحية. كانت المتاريس الأربعة في (...)
مابين الساعة 12 و1 بعد منتصف الليل كنت بالشقة في شارع قصر النيل، حتى والنوافذ مغلقة كنت اسمع صوت إلقاء القنابل المسيلة للدموع بكثافة، وصوت إطلاق رصاص وأصوات صراخ وهتاف جماعي. فتحت النافذة استنشقت رائحة الغاز على الفور ورأيت أعدادا من المتظاهرين (...)
قرأت خبرًا على أحد المواقع الإلكترونية يقول اننى سأشارك مع مجموعة من الكتاب والمثقفين يوم
الاثنين، 3 يناير 2011 الساعة الخامسة مساءً في وقفة صامتة بالشموع والشارات السوداء لمدة ساعة احتجاجًا على تفجير كنيسة القد يسين بالإسكندرية، رأيت اسمي ضمن من (...)
لا أعرف كيف توصل إبراهيم عيسى إلى تليفوني حين اتصل بي أوائل التسعينيات. كانت الظروف قد اضطرتني لمغادرة القاهرة والإقامة في بلدي دمياط، إذا بصوته البشوش على التليفون يطلب منى أن أحضر إلى مقر مجلة روزا اليوسف لأساهم في لقاء حول الرواية الجديدة في مصر، (...)
حملتُ اللفة الصغيرة، وخرجت من البيت، نبّهت عليّ أمي أن أضغط علي الجرس مرة واحدة، وأن أنتظر، وأن أخلع حذائي قبل أن أدخل، وأن أُسلم الأبلة «أنهار» اللفة، وحين أستلم النقود أضعها في جيبي وأعود سريعاً، ذلك أن أمي ملتزمة بسداد أقساط «التابعي » المقاول (...)
كنت أعمل «أيمجياً»، حين سار سعيد وراضي في طريق جمع الثروة الكبيرة. خاب مسعاهما لأسباب لم تكن في الحسبان، اللذان احتلا الصفوف الأولي راحا يزيحان الصغار ممهدين الطريق لثروات لم يسبق لها مثيل، كانت أمي تقول إن ملابسي لا تتعبها في الغسيل فلا توجد في (...)
حين تُخرج أمي الدفتر من درج الدولاب، أعرف أنني سأذهب مشواراً ل «لَمْ الفلوس»، فلوس أبي المدونة في الدفتر بقلم كوبيا، لكل عميل صفحة مكتوب اسمه أعلاها، ثم نوع المشتريات: خمسة أمتار تروكلين أبيض، ثلاثة أمتار ونصف المتر لينو الشوربجي، أربعة أطقم (...)
لم تكن مَلَكَهْ قد أنجبت بعد حين استأجر زوجها من أمي حجرة داخل شقتنا المكونة من ثلاث حجرات، أصرت أمي علي أن يكون إيجار الحجرة جنيهين، فالبيت صار يطل علي شارع رئيسي يجاور قسمي الشرطة، فضلا عن قربه من محطتي الديزل والأتوبيس. أسنان فتحي زوج مَلَكَهْ (...)
صفوت و أنا زملاء تختة واحدة، كان ولداً جميلاً، يرتدي المريلة البيج نظيفة مكوية، أما حقيبته فهي مرتبة لا ينقصها شيء. كان معروفاً في الفصل بأنه الولد الطويل الأبيض ذو العينين عميقتي السواد، والذي يتحدث بلكنة قاهرية، أي شيء ناقص خلال اليوم الدراسي (...)
انكشف السر، أُزيلت البيوت، وأُقتلع الذرة من أرض سيد قريش، ورُحّل الغجر إلي جوار المقابر، وجاءت الجرافات لا لبناء مستشفي كما أشيع بل لبناء سجن وصارت الأرض جرداء خالية ، وحده مقام سيدي القناديلي بقبته الخضراء يقف وسط الأرض الترابية، يعترض امتداد (...)
حين أخذتني أمي إلي دكان «هدية» الأويمجي، كنت أعرف منذ الصباح أنها ستنفذ كلام عمي عبد القادر، هو يقول إنني لن أصبح رجلاً إلا في دكان «هدية»، في نفس الصباح حملت كتبي وذهبت إلي المدرسة، كنت أتمني ألا أرجع منها أبداً. قلت لصفوت إنني سأشتغل بعد الظهر عند (...)
حين احترق «سيدي القناديلي» كان الغجر قد رحلوا إلي أطراف المدينة، إلي حيث مقابر «أبو المعاطي» وسوق الجمعة وحارة العيد. كان بيتنا في أرض «زعتر» تطل خلفيته علي مخيم الغجر، وكنت إذا ما صعدت إلي السطح أري مقام سيدي القناديلي وسط غيط سيد قريش، بلونه (...)
يد غليظة بأصابع خمسة تقبض علي القفا، تنغرس الأظافر في اللحم بغضب وتوجس من إمكانية الهرب. طمأن الدسوقي المخبر نفسه بينما يتسايل العرق علي جبهته ويخر حتي شفتيه أن القسم أصبح قريبا، فضلاً عن وجود الصياد علي اليمين ومحروس علي اليسار وبروز الطبنجات من (...)
في الإجازة الصيفية، اشتغلت عند الأسطي عزيز «الأيمجي» بعد تنقلات عديدة من الأسطي إمام بحارة نعيم إلي الأسطي سيد غراب علي تخوم حارة معري إلي الأسطي هدية علي شارع «البندر». كثرة التنقل دعت أمي إلي الزعم أن لا مؤخرة لدي، حيث لا أثبت في مكان كما أنني لا (...)
عوض معيوي، المسمي «عاشق ضياء» لم تثنه التسمية عن الوقوف بحنطوره تحت مكتب ضياء المحامي في الشارع الفاصل مابين بنك الإسكندرية ومعرض إطارات الكاوتش لصاحبه أمين عرام. كان هذا هو مكان الانتظار الدائم، يضع العلف لحصانه، ويدور في المكان منتظراً أي زبون (...)
لمعرفتي الوثيقة بجميع أطراف القصة أكاد أجزم أن كتاب «أشرف الريدي» المعنون» «جغرافيا المصب» هو ذاته مخطوطة «سعيد جعفر» المعنونة «نهاية المصب». لم تكن» وردة» بالبيت حين ذهب سعيد إلي المطبخ وفتح أنبوبة البوتاجاز وأشعل عود كبريت واكتشافه أن الأنبوبة (...)
حين انتقلت للإقامة في شقة «قصر النيل» قادماً من دمياط، وبعد فترة قصيرة في «مصر الجديدة» كنت لا أتصور أن هذا قد حدث. كنت أقف في النافذة الشرقية بالساعات وأنظر يساراً فأري «السيد طلعت حرب» واقفاً في وسط الميدان الذي يحمل اسمه وظهره لي بينما ينظر إلي (...)
بعد طلاقين مزمنين، وإقامته في الشقة وحده، اعترف لي أن ميرنا هي سعدية. الأرقام الغريبة التي تظهر فجأة علي شاشة الموبايل في رنة واحدة أنقذته دوما من ظهيرات وليال رتيبة، مثلها مثل الرسائل الآمرة "كلمني شكرا" تلك الرسالة العبقرية، يحمل كل حرف فيها (...)
ذهبت إلي حفل التوقيع في معرض الكتاب، كان الناشر قد رصَّ كتابي علي هيئة برج قصير حلزوني. جلستُ إلي منضدة التوقيع أنتظر، تباطأ الوقت ولم يحضر أحد، هلَّ زميل كتابة بعد طول انتظار، صافحني بكرم بالغ معتذراً في صمت عن جدب حفل التوقيع، وقال ملطفاً: هي (...)
في قاعة النهر بساقية الصاوي بالزمالك ووسط زحام كثيف حاولت الاستماع لزياد الرحباني وفريقه، لكن كل محاولاتي لم تسفر عن شيء وأعتقد أن هذا حال الكثيرين ممن ذهبوا إلي الحفل سواء كانوا واقفين في الجزء الأمامي المغطي من القاعة أو جالسين علي مقاعد في الجزء (...)
يتملكني الزهو أحياناً وأفكر في كُتَّاب سيرتي الذاتية المحتملين، وأنني ربما حظيت بعبارات من نوع : الشيطي أحمد زغلول 1961.... طبعاً بعد ملء مكان النقط ثم أغرق في أحلام يقظة عن رجل يعد رخامة قبره، موصياً الخطاط باستخدام الخط الفارسي، وأن يثبت بعد اسمه (...)