ثمة أشياء نشعر بها، لكننا نعجز عن الإفصاح عنها، غالبًا ما تكون هذه الأشياء متجسدة فى حبنا لشخص بعينه، خاصة عندما يطمئنك وجوده، ليرسخ خطواتك ويحيل حياتك إلى بساتين من البهجة ممزوجة بالخوف والقلق من أشياء نتخيلها، فى الأغلب لا وجود لها، لكنها تظل (...)
رسمت الملوحة والتشققات علي جدران المقهي لوحات وخرائط وتضاريس بلا معالم أو عنوان. المقاعد والطاولات قديمة غير لامعة.. لكنها نظيفة.. صورة صاحب المقهي تتصدر الواجهة طاردة لا جاذبة من تكشيرة وعبوس صاحبها.
المقهي قطعة من الحياة أشبه بقطار طويل يتأهب زحمة (...)
مع آخر رشفة من أعماق فنجان القهوة تستكين الكآبة وتهدأ.. فالقهوة لا تكون إلا من يدعم فرحات الذي قارب الخمسين إلا قليلا..
متزوج لم يرزقه الله بالأبناء رفض الزواج من أخري.. راض بما قسمه الله له.. صرخ في وجه أمه التي طالبته بالزواج لرغبتها في رؤية أبناء (...)
ابتسامتها تسقي جفاف الروح.. سكرها زيادة.. يتحاشاها مرضي السكر.. يستمد الصبح من وجهها الاشراق والضياء.. غمرت كل من حولها بالحنان..
وغرست الزهور في أرض لاينفع فيها الزرع.. فأينعت وأزهرت.. لها قدرة مدهشة علي امتصاص التعب والقلق.. تربت بحنو بالغ علي (...)
كومة من الأوراق في دوسيه مهترئ لا يتخلي عنها.. تعرفه قاعات المؤتمرات والندوات والمقاهي الثقافية.. تختبئ عيناه خلف عدسات زجاجية سميكة.. ملبسه بسيط.. هندامه غير متأنق.. لا يغير من هيئته وشعره غير المصفوف.. يبدو وكأنه شاعر فاشل يحمل بين جنباته قلبا نصف (...)
يحدق في الظلام ساهماً قبل أن يغمض عينيه ويغرق في ليل ماطر لقريته التي أصبحت أسمنتية.. بعد أن تقلصت المساحات الخضراء.. حتي الأشجار ذبحوها لتصبح مقعداً بارداً في حديقة لا يرتادها أحد.. أو طاولة ليست للوجهاء.. وإنما للبسطاء يتناولون عليها طعامهم.. (...)
يحدق في الظلام ساهما قبل أن يغمض عينيه ويغرق في ليل ماطر لقريته التي أصبحت أسمنتية.. بعد أن تقلصت المساحات الخضراء...
حتي الأشجار ذبحوها لتصبح مقعدا باردا في حديقة لايرتادها أحد.. أو طاولة ليست للوجهاء وإنما للبسطاء يتناولون عليها طعامهم.. ارتفعت (...)
يتأمله وهو يتسلق شجر الجميز.. ويركض خلف الفراشات التي استطاع أن يفوز بإحداها.. حين رآها تتألم في قبضة يده.. أطلق سراحها وهو يتأملها حتي غابت عن ناظريه..
غزا البياض شعره.. قفزت به السنوات نحو عوالم الدهشة.. تتبعه في حسرة ضحكات الطفل الذي يطارد (...)
أمام قسم الكتب الأدبية وقف يتأمل كتابا للشاعر محمود درويش الذي يحب أشعاره التي يقول في احداها: قصائدنا بلا لون/ بلا طعم/ بلا صوت/ إذا لم تحمل المصباح من بيت إلي بيت/ وان لم يفهم البسطا معانيها/ فأولي أن نذريها/ ونخلد نحن للصمت..
كان لابد له أن يرتاح (...)
لا يستطيع إخضاع القصة لرؤي وإحتمالات مسبقة.. لأنه يتحرك مع الشخوص.. يعش بهم ومعهم وكثيرا ما يتركهم يتحركون بحرية في سياق يختلف عما يرغبه.. متفهم لأدواته وحرفية كتابة القصة التي كثيرا ما تأتي في شكل مختلف وغير متوقع.. لكنه مرضي للأحداث والنهايات.. (...)
في قريتنا الطيب اهلها.. عشت طفولتي أو بالأحري أحلي سنوات العمر فيها شقاوة وتعثر بكارة. نتذكر القليل من ملامح وجوهنا وبكائنا وحماسنا نتسلق الاشجار..
ونجري خلف الطائرات الورقية والفراشات.. كانت الدنيا رحبة وكريمة ومحبة ومتسامحة. نملأ سلال البنات (...)
القلق والألم رسما معالم حدتهما بوجهها النحيل.. لكنه لم يستطع أن يطفئ ذلك الصفاء المشع من عينيها ببهاء غريب.. أشبه بلوحات القديسيين التي يرسمها الفنانون.. متفانية جدا في عملها..
خبيرة في مغالبة الأفكار غير الطيبة.. التي كثيرا ما تفلح في زحزحتها (...)
وجدها تنتظره في محطة المترو.. مسحور ومجذوب ليديها وعينيها.. لتلك الصحاري التي تسحله إليها.. لها وجنتان رائعتان.. يمكن للبيض أن ينضج فوقهما ببساطة.. سيحدثها عن وحشة الأمسيات التي مرت دونها..
وغصة قلبه.. وملكوت نرجسها.. وعن جبالها الوعرة التي لم (...)
رغب في استغلال النهار.. والإفادة القصوي من قرص الشمس الذي جاء بطريق الخطأ وأعتلي صدر السماء.. هذه البلاد يتعطل فيها بزوغ الشمس.. تفتقر للدفء.. جليد وصقيع طول العام.. لون جاكته الأسود المبطن بالفراء.. حوله ندف الثلج إلي لون رمادي باهت.. تسللت الشمس (...)
دار المسنين أقدر علي رعايته والعناية به.. افتقع وجهه وغامت عيناه وبردت أطرافه وارتعشت وهو يحاول جاهدا أن يثنيهم عن قرارهم الأشبه بقرار الموت دون فائدة..
جارت عليه السنوات وأشعلت رأسه شيبا.. وأحنت ظهره الحقائب المثقلة بالشجن والتي فشل في افراغها.. (...)
وجه المدير مليء بالغضب الذي لو وزع علي الكون كله.. يكفي ويفيض.. وهو يطلب منه ملف زميله حسني لتحويله للشئون القانونية لغيابه المفاجئ.. دون تقديم إخطار مسبق بالاجازة
ماذا يفعل أمام مرض ابنته؟.. هل كان يمكن التنبؤ بالمرض قبل وقوعه؟ تباطأ في (...)