كيف يسهم العلم فى تحرير إرادة الإنسان، وتحقيق الإصلاح الذى ننشده؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال لا بد من الإشارة إلى ثلاثة أمور: أولا: إن الحديث عن العلم إنما هو جزء من منظومة متكاملة تشكل طريقا للخروج من الأزمة التى تعيشها الأمة، ولا يمكن أن يحقق (...)
هناك فرق كبير بين الحياة ومعنى الحياة، وهو يشبه الفرق بين الحيوان والإنسان؛ فالحيوان والإنسان يشتركان فى الحياة، لكن الإنسان وحده هو الذى يدرك معناها.
ومعنى الحياة هو مقصدها والغاية منها، ومقصد الحياة والغاية منها هو معرفة الله، والقيام بما ينبغى له (...)
هناك فرق كبير بين الحياة ومعنى الحياة، وهو يشبه الفرق بين الحيوان والإنسان؛ فالحيوان والإنسان يشتركان فى الحياة، لكن الإنسان وحده هو الذى يدرك معناها.
ومعنى الحياة هو مقصدها والغاية منها، ومقصد الحياة والغاية منها هو معرفة الله، والقيام بما ينبغى له (...)
ذكرنا فى مقال سابق أنّ للشعائر الإسلامية أبعادًا أربعة هي: البعد الاقتصادى، والبعد السياسى، والبعد الاجتماعى، والبعد الحضارى. وتوقفنا مع البُعدين الاقتصادى والسياسى، وفى هذا المقال سنتوقف مع البُعدين الاجتماعى والحضارىّ.
فأما البعد الاجتماعى فيتمثل (...)
فى الإسلام إنّ الشعائر الأساسية فى الإسلام أربعة هي: الصلاة والزكاة والصيام والحج، القول بأن هذه الشعائر هى كل العبادات قولٌ غير صحيح؛ فالعبادة فى الإسلام ليست الشعيرة فقط.
ويمكن القول بأن الشعائر هى أدنى درجات التعبد، وليست أعلى كما يظن كثير من (...)
قواعد الشيء هى أسُسه وأصوله التى يُبنى عليها، حسيًّا كان ذلك الشيء أم معنويًّا، ومِن الحسى قولهم «قواعد البيت»، ومن المعنوي: قواعد الدين أى أركانه ودعائمه، ومنها القواعد الفقهية.
والهدف من هذه القواعد هو مساعدة الفقيه فى أن يتعرف بسهولة على حكم الله (...)
استقر فى الدراسات المعاصرة أن الشريعة تُطلق على كل ما جاء فى القرآن والسنة، مِن عقائد وأخلاق وتشريعات عملية (عبادات ومعاملات)، أمَّا الفقه فيختص بالأحكام العملية؛
ومِن ثَمَّ يمكن ملاحظة الفروق الآتية بينهما وأنَّ الشريعة أعمُّ من الفقه وأكثر (...)
اعتنت الشريعة بأحكام الأسرة قبل وجودها، وبعد وجودها؛ لأن الأسرة هى أساس المجتمع، والزواج هو النظام الطبيعى لتكوين أسرة، ولَمَّا كان للزواج أكثر من صورة، فقد أقر الإسلام صورة واحدة للزواج، وأنكر كلَّ ما عداها؛ لأنها تتناقض مع مقصد الشريعة من الزواج، (...)
المال هو أحد المقاصد الضرورية فى حياة البشر، ومِن ثَمَّ عُنيت الشريعة بكل ما يتعلق به كسبًا أو إنفاقًا أو توريثًا، فجاءت بالأحكام الخاصة بكل جانب من هذه الجوانب، عملاً على حفظ مال الأمة وتوفيره لها، باعتباره -وإن كان فى الظاهر- مال البشر، فهو - فى (...)
تتفق الشريعة مع النظم القانونية فى مبدأ الجزاء والعقوبة التى توقع على المخالفين لأحكامها؛ تحقيقا للعدالة ومحافظة على الحقوق والممتلكات، ولكن مفهوم «الجزاء» فى الشريعة أوسع؛ فهناك جزاء دنيوى كما هى الحال فى القوانين الوضعية،
وهناك جزاء أخروى يتعلق (...)
اهتمَّت الشريعة بما تقوم عليه حياة الناس، ولا بد منه لاستقامة مصالحهم ومعاشهم؛ بحيث لو فُقِد أو اختلّ، اختل نظام الحياة معه، وعمت الفوضى، وانتشر الفساد، ويتمثل هذا فيما يعرف بالمقاصد الضرورية للشريعة، أو (الكليات الخمس) كما سماها العلماء، وهي: الدين (...)
من الأمور المتفق عليها بين الناس أن أعمال العقلاء وتصرفاتهم لا تخلو من قصد أو غرض تهدف إليه وترمي إلي تحقيقه, فإذا قال أحدهم- مثلا- لشخص يتسم بالتسرع والتهور: لا تتعجل, كان غرضه هو تجنيب هذا الشخص الوقوع في الخطأ أو الضرر الذي يحدث بسبب التسرع أو (...)
إن نقطة البداية في إدراك التعامل الصحيح مع البلاء والابتلاء هو أن ندرك أن الابتلاء سنة من السنن وقانون من القوانين التي تحكم البشر في هذه الحياة; حيث مضت سنة الله أن يمتحن عباده بالشر والخير, أي يختبرهم بما يكون ثقيلا علي نفوسهم من الألم والمرض (...)
الخوف مما سيحدث في المستقبل ينغص علي الإنسان حياته, مهما كان ما عنده من نعيم الدنيا, وقد عنيت الشريعة الإسلامية بعلاج المخاوف التي يواجهها الإنسان في حياته, وأهمها الخوف علي رزقه وأجله ومستقبله ومستقبل أولاده, وذلك بإغلاق المنافذ التي يتسرب منها (...)
عتمد النجاح في أي أمر, سواء مستوي الأفراد أم الدول أم المؤسسات, علي وجود تخطيط جيد لهذا الأمر, يحدد الأهداف المطلوب تحقيقها من خلال الوسائل الممكنة والإمكانات المتاحة.
ومما لا شك فيه أن التخطيط للمستقبل أحد ثمار النظرة الصحيحة له; فالمستقبل ليس صدفة (...)
من المشكلات التي تواجه المسلم المعاصر تعدد الفتاوي في كثير من القضايا والمسائل المعاصرة, إلي الحد الذي أضحي معه أو بسببه في حيرة من أمر دينه ودنياه; إذ بأي قول يأخذ؟ وعن أي شيء يتوقف؟ وكيف يستطيع التوفيق بين رغبته في الالتزام بأحكام الشريعة من جانب, (...)
كيف تصبح السنة النبوية عملا روحيا يسهم في تحقيق التقدم الروحي للإنسان؟ قدمنا الأسبوع الماضي سببا مهما من أسباب التمسك بالسنة كما يري محمد أسد, وهو تمرين الإنسان بطريقة منظمة علي أن يحيا دائما في حال من الوعي الداخلي واليقظة الشديدة وضبط النفس. وفي (...)
تعد السنة النبوية بعد القرآن الكريم المصدر الثاني للمعرفة, سواء أكانت المعرفة الدينية أم التشريعية أم النفسية والاجتماعية, وبذلك يمكن القول: إن السنة النبوية تعد نظرية متكاملة للمعرفة.
ولا شك أن المعرفة النفسية والاجتماعية من أهم جوانب نظرية السنة; (...)
يعتمد السلوك الحضاري في الإسلام علي مجموعة من القيم الأخلاقية التي تجسد المعاني الكريمة التي يتصف بها المسلم, وتعبر عن النقلة الحضارية التي جاء بها الإسلام في حياة البشرية, وتقدم نموذجا متميزا للعمران, لا يستند إلي العمران المادي فقط, وإنما يستند (...)
تدور مادة( ر ح م) حول معاني الرقة والعطف والرأفة, وتميز اللغة العربية في هذه المادة بين ثلاث كلمات: الرحمة والمرحمة والتراحم, فالرحمة تطلب من طرف واحد( ارحموا من في الأرض), والمرحمة شعور يفيض ولا يحتاج إلي طلب أو توصية من أحد, والتراحم تبادل (...)
تشير كلمة الخير في اللغة العربية إلي كل ما فيه نفع وصلاح, كما تشير أيضا إلي كل ما كان أداة لتحقيق المنفعة أو جلب المصلحة.وقد غلب استعمال الخير بمعني المال,
قبل نزول القرآن الكريم, لكن القرآن نقل اللفظ إلي آفاق جديدة ودلالات لم تكن معروفة من قبل, أو (...)
تكتسب قضية( الثقافة) في عصرنا أهمية خاصة, ترجع إلي عدة عوامل يأتي علي رأسها سياسة( العولمة) التي تهدف إلي نشر وفرض نمط ثقافي معين علي كل سكان المعمورة, الأمر الذي يؤدي إلي إلغاء( التنوع) الثقافي الذي يثري التجربة الإنسانية
ويأخذ بيدها إلي توسيع (...)
في نهاية المقال السابق طرحنا هذا السؤال؟لماذا تم التركيز علي دائرة( الدين) وهي إحدي دوائر القرآن الكريم وصرفت الأنظار عن دائرة( الثقافة) ودائرة( العلم)؟
في البداية, فإن هذا التقسيم الذي أعرضه عن محتوي القرآن الكريم لا أقصد به أكثر من مجرد التوضيح (...)
بقي المكان.. وبقي الزمان.. وتغير الإنسان. وعندما ينظر الإنسان إلي الأجيال الحديثة من المصريين.. ينظر إلي أحوالهم وأعمالهم.. ويقارن بينها وبين ما قدمه قدماء المصريين.. يأخذ العجب منه كل مأخذ.. وتحيط به الأسئلة من كل جانب.
كيف نسي الأبناء والأحفاد (...)
إذا كان البلاء- لغة- هو الامتحان والاختبار, وإذا كانت الفتنة لغة كذلك بالمعني نفسه, فإنه لا شك يكون البلاء فتنة وتكون الفتنة بلاء, من ناحية أن كلا منهما يصاب به الإنسان في حياته, وأنهما يطلقان علي الخير والشر, لكن الفتنة تطلق علي البلاء الشديد
الذي (...)