منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها والكائن يناهض الكائن في جميع مناحي الحياة، وفى جميع العصور كان الصراع والنزاع سمة من سمات العلاقات بين الكائنات الحية، وظلت الغلبة للغة القوة، التي كانت تحسم كل نزاع بين الأفراد، فكان الشخص يقتضي حقه (...)
ليس صحيحًا ما قد يبدو لأول وهلة من أن العولمة الثقافية تعني ترك الحرية الكاملة وإطلاق العنان للثقافات المتنوعة لكي تنطلق من عقالها وتغزو آفاقًا رحبة من العالم من أجل التفاعل مع الثقافات الأخرى في ظل ثورة المعلومات وتقنية الاتصالات وانفتاح الأسواق (...)
منذ انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين، الشرقي الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي، والمعسكر الغربي الليبرالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في بداية التسعينات من القرن الماضي، التي جاءت كرد فعل معاكس لرغبة وسعي كل معسكر في أن يفرض قيمه ونهجه على (...)
تعتبر قوة الدولة أحد أهم الدعائم والركائز التي تنبني عليها العلاقات الدولية، لأنها هي المحرك الأساسي للدور الذي تقوم به الدولة في السياسة الخارجية وفي إطار علاقاتها مع غيرها بالدول الأخرى من حيث الفاعلية والتأثير، فكلما ازدادت قوة الدولة ازدادت (...)
شغل الرأي العام العالمي في الآونة الأخيرة حدث من أهم الأحداث التي ظل يترقب نتيجته الكثيرين في أرجاء المعمورة لمعرفة ما سيؤول إليه الأمر، وهذا الحدث هو انتخابات الرئاسة الأمريكية، التي فاز بها المرشح الرئاسي دونالد ترامب. فما أن أعلنت هذه النتيجة إلا (...)
شهد العالم في الآونة الأخيرة تحولات جذرية على كافة الأصعدة، كان لها أبلغ الأثر على المجتمع الدولي، حيث برزت على الساحة الدولية مجموعة من العوامل التي عملت على إنشاء وتكوين نظام عالمي جديد – تربعت على عرشه الولايات المتحدة الأمريكية- له من الخصائص (...)
صندوق النقد الدولي، كما يبدو لأول وهلة، هو أحد أهم المؤسسات الدولية التي تعنى بدعم وتعزيز النظام النقدي الدولي وتقويته، ومساعدة الدول على الخروج من الأزمات الاقتصادية والمالية. حيث تقوم سياسته على إقراض الدول التي تعاني من حالات الركود الاقتصادي (...)
شكلت سياسة الردع منذ آونةٍ بعيدة أحد أهم الدعائم والركائز الأساسية التي بنيت عليها سياسة توازن القوى رغم اختلاف شكلها البنيوي الذي سربل النظام الدولي القديم أو المعاصر من فروة رأسه إلى أخمص قدميه، أي سواء أكان النظام الدولي متعدد الأقطاب أم ثنائي (...)
مخطئ من يظن أن عناصر ومعايير القوة ذات طبيعة ثابتة ودائمة لا يعتريها التغيير أو التبديل، إذ ليست للقوة قيمة مطلقة، بل هي نسبية، وذات طبيعة متغيرة، تتغير بفعل الزمان والتفاعلات الدولية التي تحدث بين آنٍ وآخر. وبالتالي فمن غير المقبول عقلاً ومنطقاً (...)
تعير الدول انتباهاً كبيراً لتوزيع القوة فيما بينها، وتسعى قدر استطاعتها لتعظيم نصيبها من القوة العالمية، وتظل ماضية في طريقها بحثاً عن الآليات والاستراتيجيات الناجعة، التي تمكنها من حيازة القوة التي تعد محور الارتكاز في تحديد مسار العلاقات الدولية، (...)
أصبح التمدد والتوغل الصهيوني في القارة الإفريقية واقعاً لا يمكن إنكاره أو غض الطرف عنه، حيث تعد القارة الإفريقية إحدى قارات العالم ذات الأهمية القصوى التي تلتقي فيها مجموعة من المصالح والأهداف لكثير من دول الغرب على وجه العموم، وللكيان الصهيوني على (...)
توصف العلاقات الدولية دائماً بأنها علاقات متعقدة ومتشابكة، فقد كان لتطور الحياة في كافة جوانبها وتواتر خطواتها باطراد مذهل في تسارعه من دون حدود لأبعاده وتأثيراته، أبلغ الأثر في ظهور علاقات التعاون والتعايش بين الدول، بغرض إنماء روابط التكامل (...)
تحدثنا في المقالين السابقين عن الأزمة الخطيرة التي يشهدها القانون الدولي في ظل النظام الدولي الجديد، والتي أشرنا من خلالهما إلى بعض الجوانب القانونية التي تؤكد على أن القوة في نزاعٍ سرمدي مع العدالة، وأن القوة في ظل هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية (...)
تحدثنا في المقال السابق عن أزمة القانون الدولي في ظل النظام الدولي الجديد، واستكمالاً لما سبق ذكره، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية بالفعل من تسخير منظمة الأمم المتحدة، كأداة من أدوات الهيمنة، لخدمة أهدافها ورعاية مصالحها، وشرعنة كل نهج أو فعل أو (...)
أفرزت الحرب العالمية الثانية نظاماً دولياً عرف بنظام القطبية الثنائية الذي تزعمه معسكرين متجابهين ومتناحرين، المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والمعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي، وقد اتسم هذا النظام بدوران أطراف المجتمع الدولي (...)
تتأثر العلاقات الدولية بالتوزيع المتوازن وغير المتوازن لعناصر القوة بين الوحدات المكونة للنظام الدولي، فنظام توازن القوى يعبر عن الحالة التي تتميز بالتوزيع المتوازن أو شبه المتوازن للقوة، والتأثير بين القوى الأساسية داخل النظام السياسي الدولي، أو عن (...)
لم تحقق أي من جماعات الضغط في العالم ما حققه اللوبي الصهيوني داخل أروقة الولايات المتحدة الأمريكية من تأثير على السياسة الخارجية الأمريكية، على النحو الذي جعل هذه السياسة تجنح بعيدا عن مقتضيات المصلحة القومية الأمريكية، وتلتزم بحماية الكيان الصهيوني (...)
تحدثنا في المقال السابق عن بعض الجوانب الجوهرية للتغلغل الصهيوني في وسائل الإعلام، وعن أهمية دور الإعلام في الاستراتيجية الصهيونية، ولازلنا نستأنف الحديث حول هذا الموضوع.
واستكمالاً لما سبق، يمكن القول إن النجاح الذي حققه الصهاينة في إقامة دولتهم في (...)
أدرك الصهاينة منذ آونةٍ بعيدة، مدى قوة تأثير تغيير الفكر في استمالة الأمم والشعوب وتوجيه سياساتها،وتطويعها بالكيفية التي تخدم آمالهم وتطلعاتهم، ولهذا دأب هؤلاء القوم على وضع العديد من الخطط والاستراتيجيات الناجعة، التي تمكنهم من تقوية نفوذهم والوصول (...)
تساءلت في المقال السابق عن كيفية انقلاب الموازين، وتحول الاضطهاد الأوروبي إلى النقيض؟، والجواب، أن اليهود قد تمكنوا من التغلغل في مفاصل العديد من الدول، ونجحوا في السيطرة على ثروات العالم، وتأسيس المنظمات، ذات النفوذ والهيمنة، للوصول لمراكز القوى (...)
ظهرت في الآونة الأخيرة مصطلحات جديدة، ومفاهيم جديدة، لم يكن متعارفاً عليها من ذي قبل، دونت بين أسطر التاريخ المعاصر حركاتها وسكناتها، ورقيها وتدنيها، ورسمت ملامح قسماتها التي تخفيها خلف القناع، والتي تتباين ما بين الملائكية والشيطانية، ومن بين هذه (...)
مصطلح توازن القوى من أكثر المصطلحات التي لاقت رواجًا هائلًا في مختلف الأزمنة والعصور، لكونه يعبر عن التعادل في القوة بين دولتين أو كتلتين أو حلفين دوليين، أو بين مجموعة دول، أو مجموعة تكتلات، أو عدة أحلاف دولية، بحيث يمنع هذا التوازن قيام أي طرف من (...)
مضى على الصراع بين الإسلام والغرب على الدين والقوة والقيم والموارد قروناً زمنية طوال، صاحبها بين آنٍ وآخر ظهور ما لا حصر له من المؤامرات والسياسات الخبيثة التي نسجت بدقة لتمزيق هذه الأمة، وبكل أسفٍ فقد نجح العدو الغربي المتربص عن طريق ما حاكته (...)
أصبح التفوق اليهودي في المنطقة العربية، وتغلغل وهيمنة النفوذ الصهيوني في دوائر ومراكز صنع القرار العالمي حقيقة لا مراء فيها، فقد نجح الصهاينة في الحصول على الدعم اللازم من دول الغرب لإقامة دولتهم في فلسطين، وتأسيس المنظمات، وتقوية نفوذهم، والوصول (...)
ليتنا نقرأ ونتعلم وننقب عن كل ما يحاك لنا من فتن ومخططات ومؤامرات، تنطلق وتنكفئ، تمضي وتتعثر، تقطع أشواطا ثم تتراجع لتتقهقر إلى نقطة البداية، ثم تعاود الكَرة من جديد لتصيب الهدف في مقتل، فلا العالم العربي والإسلامي المهزوم الهزيل يتعلم، ولا عدوه (...)