وصلت المظاهرات العارمة ضد البطالة في تونس إلى منطقة بن قردان في الجنوب، حيث تظاهر المئات للمطالبة بتوفير فرص العمل، فيما يبدو أنّه توسّع للحركة الاحتجاجية التي شهدتها محافظة سيدي بوزيد منذ تسعة أيام والتي خلفت قتيلًا سقط برصاص الشرطة. وخرج عشرات المواطنين في مسيرة جابت شوارع المدينة قبل أن ينضمّ إليها مئات المواطنين ورفعوا شعارات تطالب بتوفير فرص العمل لخريجي الشهادات العليا. وقال النقابي حسين بالطيب لوكالة "رويترز": "رسالتنا واضحة هي المطالبة بتنمية عادلة بين الجهات وتوفير فرص الشغل للجميع.. ونحن خرجنا نتضامن مع أهلنا في سيدي بوزيد." وحاولت قوات الأمن منع المسيرة من أن تجوب المدينة لكنها سمحت لها لتخرج بعد ذلك. ولم تسجل المظاهرة أي اشتباكات مع قوات الشرطة وألقى شبان عاطلون عن العمل ونقابيون كلمات عبروا فيها عن حقهم في المطالبة بتوفير فرص الشغل ضمانًا لكرامتهم. وقدر نقابيون عدد المتظاهرين في بن قردان بنحو 800 شخص. وحذّر المتظاهرون في بن قردان من أنهم سيصعدون احتجاجاتهم في حال عدم الإنصات إلى مطالبهم بجدية. واندلعت منذ تسعة أيام اشتباكات بمدينة سيدي بوزيد الواقعة على بُعْد 210 كيلومترات من العاصمة تونس احتجاجًا على إقدام شاب تونسي على إحراق نفسه بسبب البطالة رغم أنه من حملة الشهادات العليا. واستفحلت الاشتباكات لتصل إلى مدن مجاورة مثل المكناسي وبوزيان والرقاب والمزونة بعد أن أقدم شاب ثانٍ على الانتحار احتجاجًا على البطالة أيضًا بتسلق عمود كهرباء ولمس أسلاك جهد عالٍ. واتخذت الأحداث منحًى مأساويًا يوم الجمعة حين قُتل شاب في مدينة بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد برصاص الشرطة أثناء مواجهات عنيفة بين محتجين وقوات للشرطة كانت تحاول منع الشبان من السيطرة على مركز للحرس.