هذا وبعد أن انصرفت زميلتهم علق أحد الزملاء بوقاحة علي "جسدها"، ضحك الجميع كالعادة، إلا هو! تغيرت ملامحه وعاتب زميله ونصحه برفق وحدثه عن "العفاف" وحُرمة الأعراض، كانت نفس الزميلة قد اشتكت منه منذ أيام لبعض الزملاء لأنه دائماً ما ينظر بعيداً وهو يتحدث (...)
تحدثني عن "جهازها" المكتمل المختبئ تحت سريرها وفوق الدولاب وفي أنحاء حجرتها الهادئة، اشتري لها والداها العديد من الأشياء منذ كانت صغيرة، هي البنت الوحيدة في الأسرة، حتي فستان "الفرح" قامت هي بشراءه استعداداً ليوم كثيراً ماحلمت به! كل شئ يوحي بالخير، (...)
أدخل إلي محل "الألبان" الشهير، أختار الأصناف التي أريدها سريعاً كعادتي، أذهب إلي الثلاجة فلا أتذكر هل طلب مني الأطفال "رز بلبن" أم "مهلبية"، أحسم قراري وأحضر علبة من كل نوع بعدد الأطفال لأتجنب الصراعات، ألاحظ طفلة صغيرة بملابس بسيطة تقف أمام (...)
يخرج بعد منتصف الليل بسيارته كعادته، يحب المدينة وهي هادئة، يمر علي بائعة الشاي الجالسة علي هامش منطقته القديمة، ترحب به بشدة، يجلس علي أحد الأحجار بجوارها فتعد له كوب الشاي الساخن، لايشبه زبائنها، يسألها عن ابنتها التي تزوجت حديثاً وعن ابنها الذي (...)
وهم يظنون أن الجرائم ستسقط "بالتقادم"، وأن الدماء ستصبح "ماء"، وأن الظلم والقهر والعنصرية سيصنع دولة عادلة متقدمة "عصرية"، وأن الإكثار من الكذب والتأليف سيخفي الواقع "المخيف"، وأن السخرية من جراح الغير ستأتي "بالخير"، وهم واهمون! لن يحدث أبدا، للظلم (...)
يجلس بجانبي في الطائرة، يرتدي "بدلة" كاملة بسيطة، أغلب الطائرة من العائدين من العمرة وليس من عادة المعتمرين ارتداء "بدلة"، تخطي الخمسين ببضع سنين، معه أخته وزوجها، سلم علي بحنان "أبوي"، لاحظت أن أخته تحمل حقيبته وتطمئن عليه كما لو كان إبنها! تحدث (...)
قال بصوته الدافئ الحكيم ((لاتحزن يابني، وتمسك بمبادئك مهما كانت الظروف، لاتفقد أعصابك ولا أخلاقك! لقد علمتك أن تبحث عن الحق وأن تسأل الله بصدق أن "يرزقك" أن تتبعه، وياله من "رزق"! ما أسهل أن تخسر نفسك وتسير مع "الجموع" وأنت تتلفت حولك "بذلة" وتردد (...)
أن تكون نفسك وأن تتسق مع مبادئك وأن تدافع عن رأيك وأن تسعي لتحقيق أحلامك، أن تنصف من يخالفك وأن تقول الحق ولو علي نفسك والأقربين وأن تحب لأخيك ما تحب لنفسك وأن تحب الحق وأهله وتبغض الباطل وأهله، أن تكون "عبداً" لله فقط وألاتذل نفسك لأي إنسان (...)
كنت أعيد النظر في بعض كتب سلسلة "اللاعنف والتغيير السلمي" الصادرة عن أكاديمية التغيير، وهي الكتب التي كنا نقرأها بشغف قبل ثورة يناير ويعرفها جيدا أي ناشط فكر في التغيير السلمي قبل ثورة يناير "وهذا موضوع أخر"، المهم، لفت نظري حديثهم عن أن الأنظمة (...)
تحدثني إبنتي عن الطفلة قصيرة القامة التي معها في المدرسة وكيف أن أغلب الطلاب يسخرون منها وأنها تبدو حزينة أغلب الوقت! أتخيل معاناة أهلها وتضحياتهم وأتعجب من سوء خلق الطلاب في مدرسة "إسلامية" راقية وغياب توجيه الأهل لإيقاف السخرية من طفلة "بريئة" (...)
إلى كل الأصدقاء الذين يطالبونني بالنزول إلى ميدان التحرير أو قصر الاتحادية، أعتذر لكم وأعترف لكم في "اعترافات نهارية" أنني الآن "محبط"! تباً للنخبة! كل النخبة! لستم علي شئ وبكل أسف! مشهد الأمس واجتماع الأضداد والأيدي المرفوعة مشهد "مخز" فعلاً! (...)
يقول لي: أخبرتني أكثر من مرة أنها لم تعد تحبني نهائياً وأنها تريد الطلاق، بماذا تنصحني؟!
قلت: كثيراً ماتطلب الزوجة الطلاق وهي لاتريده، لذلك يمكنك أن تتجاهل طلبها في معظم الأحيان إلي أن تهدأ الأمور! ولكن إذا كانت تطلب الطلاق لأنها لاتحبك ولا ترحمك (...)
كان هذا السؤال يجول بخاطري وأنا أرتدي حذائي خارج المسجد! اعتدت أن أشاهدها وأطفالها الستة أمام المسجد في منطقة المعادي "الراقية!" أحيانا يظهر زوجها "المغيب" وكثيرا ما يختفي... تبيع المناديل ولديها بنت وولد في المدرسة القريبة، يحضرون بعد المدرسة (...)
مقال وائل قنديل في الشروق قبل بضعة أيام "المعارضة فى مفترق الطرق"... يستحق أن يقرأ للنهاية! لماذا يكون السادات عظيما وبطلا جسورا وهو الذى أدخل مصر كلها بيت الطاعة الصهيونى، بينما محمد مرسى منعدم الوطنية وزعيما للمفرطين لأنه أرسل خطابا دبلوماسيا (...)
الزمان: حج سنة 2010 ... تجمعني الخيمة في "منى" مع مجموعة رائعة من المصريين ... نتحدث ليلاً في أيام التشريق وسط أحاسيس إيمانية ومشاعر لاتنسي ... أغلبهم من كبار السن... هناك رجل صامت معظم الوقت يكتفي بالإبتسام ... لحيته صغيرة وبيضاء ووجهه مريح للغاية (...)
أرتدي ملابسي الرياضية وأذهب إلي الحديقة خلف المنزل ... حارس الحديقة الطيب يخبرني برغبته في إغلاق الحديقة لوجود فتاة وشابين في مكان مظلم وتصرفات مريبة. قلت له سأحاول التصرف. بدأت في المشي والجري وأنا أفكر كيف سأتصرف معهم. استحضرت معاني الرحمة والأخوة (...)
جرب اليوم أشياء جديدة: ادفع بالتي هي أحسن، وتحدث بأفضل الكلام، وأمر بالعفو، وإن لم تستطع فأعرض عن الجاهلين. ستفاجأ بعدو ينقلب إلي صديق حميم، وسيتوقف مسلسل صناعة الأعداء الذي «نجيده» بكل أسف.
فوالله الذي لا إله إلا هو ما جربت أن أتحاور بهدوء وبالتي (...)
كلما رأيت تلك الصورة قلبي يؤلمني فعلاً .. طفل بملابسه البسيطة يقف على بعض الأحجار ليشاهد الأطفال داخل المدرسة من خلف السور المهدم! يحرك يديه الصغيرتين ليقلدهم في تمرينات الصباح .. أقصي أحلامه هو أن يصير طالباً مثلهم ويعيش فرحتهم "البسيطة"! المدرسة (...)
«الميدان عاد لوضعه الأصلي قبل الثورة وقبل الباعة الجائلين»، هكذا قال اللواء الواقف أمام عدسة تلفزيون «الريادة» الحكومي! ثم ظهرت المذيعة لتحدثنا عن نزول «معالي» الوزير بنفسه لتطهير الميدان! معالي؟!
البرنامج أشاهده بالصدفة علي «التلفزيون» الأرضي لخطأ (...)
كان يسير وهو "يعرج" حاملاً زجاجات المياه الباردة ليوزعها علي الثوار في ميدان التحرير في الصباح التالي لمعركة الجمل. يجمع الزجاجات، ويغسلها ثم يعيد تعبئتها بالمياه الباردة من جامع عمر مكرم، ثم يعود ليدور في الميدان في وقت الظهيرة ليوزعها علي الجميع! (...)
يحدثني عن مرض إبنته، مصابة بمرض "خطير"... باع الكثير من ممتلكاته لعلاجها ومازالت تحتاج الكثير، يقسم أنه لن يتوقف حتي تشفي بإذن الله حتي لو باع كل مايملك! وهناك من يحدثني عن والدته ويشتكي ذاكرتها الضعيفة وصحتها التي لاتسمح لها بخدمة نفسها وكيف أنه لن (...)
أفتقد الدكتور محمد البرادعي الذي عرفته قبل الثورة، والمطالب السبعة والتكاتف الوطني وظهور شخص متوافق عليه عف اللسان منصف يجمع المعارضة بما فيها الإخوان. حملات جمع التوقيعات على المطالب والأمل في التغيير الكامل للنظام! تمنيته رئيسا انتقاليا للوطن، (...)
هم الأمل وهم أبطال الثورة ووقودها الدائم، الشباب الصغير الرائع، هم من كسروا حاجز الخوف ورفضوا المشي "جنب الحيط"، هم من رسموا أحلامهم علي جدران قلوبهم وصدقوها وحققوها بفضل الله، شباب رائع، يثور ويحلم ويغير ويعمل ولا ييأس ولايخاف، يتعصب ويتحمس بشدة، (...)
كان الشاب الملتحي المصاب أسفل عينه يترنح في صينية ميدان التحرير يوم جمعة الغضب، الأجواء خانقه والضرب لا يتوقف، حاولت مساعدته، لكنه ترك كل شئ للحظات، وقال لي: أنا سعيد برؤيتك وعاتب على الشيوخ! أين هم من علمونا قيمة كلمة الحق عند سلطان جائر! كيف (...)
إلى الجبناء الذين قاموا اليوم بالإعتداء علي الشرفاء من شباب 6 إبريل، وعلي عف اللسان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعلى الأستاذ نادر بكار وغيرهم في جنازة شهداء رفح الأبرار، أقولكم: أنتم وقادتكم جبناء!
تظهرون في الزحام وتستغلون انشغال الشرفاء بالحزن (...)