تحدثني عن "جهازها" المكتمل المختبئ تحت سريرها وفوق الدولاب وفي أنحاء حجرتها الهادئة، اشتري لها والداها العديد من الأشياء منذ كانت صغيرة، هي البنت الوحيدة في الأسرة، حتي فستان "الفرح" قامت هي بشراءه استعداداً ليوم كثيراً ماحلمت به! كل شئ يوحي بالخير، فتاة جميلة متدينة وأسرة طيبة لكن .... هاهي قد تجاوزت الثلاثين، ومازالت تحتضن أحلامها وتنتظر الزوج الصالح الذي كثيراً ماتمنته، الأب والأم تقدموا في السن ويرغبون في الإطمئنان عليها، أتعاطف معها تماماً في أحلامها المشروعة وأنني أتفهم مشاعرها واحتياجاتها، وأحدثها كعادتي عن أن الزواج ليس هو الهدف الوحيد في الحياة، وأن هناك الكثير الذي تستطيع أن تفعله وتعطيه في الحياة فتضيف لها وتزيد من مساحاتها الجميلة، وأحدثها أيضاً عن الكثير من البيوت التي أعرفها جيداً وأعيش أحداثها بشكل يومي وهي مغلقة علي "التعاسة" والهم والحزن ويتمني الزوج أو الزوجة أن يدفع كل مايملك لكي يفتدي نفسه ولكي يتخلص من هذه الحياة ويعود ليعيش بمفرده مثلها وإختيار الله وفعله هو الأفضل والأجمل! ثم أختم حديثي بالتأكيد علي أن قطار "الفرحة" سيمر قريباً ببابها، وأن السعادة قادمة وأن الزوج "مكتوب" لها قبل أن تولد، وأنني علي يقين "صادق" بقرب الأمر بإذن الله... وهاهي ترسل لي لتخبرني أن حلمها "المؤجل" قد تحقق وبأروع مايكون، "رجل" متدين فيه كل ماكانت تحلم به ويقاربها في السن كما كانت تتمني وتدعو دائماً في سجودها، كانت كلماتها وحروفها تنبض "بالسعادة"! انشرح صدري تماماً وشعرت بفرحة حقيقية رغم كل "الإحباط" المحيط ... أقسمت علي بأن أحضر إلي المسجد الذي سيشهد تحقق فرحتها واكتمالها، كان المكان بعيد لكنني "أردت" الحضور، ورغم أنني لا أعرف أحد تقريباً، إلا أنني عندما اقتربت من زوجها لكي أهنئه شعرت أنني أعرفه منذ زمن بعيد، وجه طيب وهادئ يماثلها تماماً وكأنه قد "خلق" لها! تعانقنا بشدة، سلمت علي والدها "الطيب" الذي كانت فرحته لايعادلها شئ! كانت الأجواء هادئة ومريحة وتمتلئ بالسكينة وتشعر "حقيقة" أن الملائكة تحف المكان ليشهد الجميع مرور قطار "الفرحة" وتحقق الأحلام "المؤجلة" واجتماع الأنصاف "المفقودة" والله قادر وموجود ... نعم قادر وموجود!