هذا وبعد أن انصرفت زميلتهم علق أحد الزملاء بوقاحة علي "جسدها"، ضحك الجميع كالعادة، إلا هو! تغيرت ملامحه وعاتب زميله ونصحه برفق وحدثه عن "العفاف" وحُرمة الأعراض، كانت نفس الزميلة قد اشتكت منه منذ أيام لبعض الزملاء لأنه دائماً ما ينظر بعيداً وهو يتحدث لها وأغلب حديثه في إطار العمل! هو شخص "غامض" وغريب! ملامحه جادة ونظرته عميقة وصوته حاد، لايعبث بأحلام الغير ويتعفف عن أعراض الأخرين، مازالت المرأة بالنسبة له "مختلفه"! يحبها ويحترمها تماماً، يغض بصره عنها كما أُمر، يتزوج ويحب ويود ويرحم، يغار عليها بشدة ويدافع عنها ويحميها، إذا أحبها أكرمها وإذا بغضها لم يظلمها، يريدها "تحتاجه" وتحتمي به، فيسكُن إليها فعلاً، تستقبله بشوق وتودعه بحب، إذا وجدها في أزمة أو محنة ساعدها بكل مايملك ثم انصرف غير منتظر لشكر، ربما كان لايحمل المواصفات العصرية "للذكر" الحديث "الناعم" وربما كان لايرتدي أحدث الموضات، لكنه يملك وجه وقلب "رجل"، ستجدينه دائماً بجوارك، في الصحة والمرض، في السراء والضراء، وحتي عندما ينحني الظهر ويبيض الشعر ويذهب الجمال سيكون هناك! هذا وقد انصرف بهدوء كعادته، ومن بعيد، كان يبدو كفارس قديم قد أتي من زمن أخر، ولكنه مازال يحاول، مازال يحاول!