دعت صحيفة «الرسالة» التابعة لحركة «حماس» إلى فتح قناة اتصال مباشرة بين الحركة وإسرائيل دون وساطة مصرية، وقالت الصحيفة في تقرير كتبه رئيس تحريرها، وسام عفيفة، إن إصرار الوسيط المصري «على تحجيم مطالب المقاومة» يهدد بإفشال المفاوضات، بحسب «الرسالة» التي كشفت عن أن «حماس» فتحت قناة اتصال سرية مباشرة أثناء مفاوضات «صفقة شاليط»، تبادل فيها قائد كتائب القسام، أحمد الجعبري، الرسائل مع رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض، ديفيد ميدان، عبر لقاءات مباشرة بين غازي حمد، وكيل خارجية «حكومة حماس»، والصحفي الإسرائيلي غرشون باسكين». وقالت الصحيفة الحمساوية، في التقرير المنشور بعنوان «هل تفتح حماس وإسرائيل قناة اتصال تحت النار؟» إنه «في ذروة العداء بين حركة حماس وإسرائيل كانت هناك محطات أجبرت الطرفين على إجراء مفاوضات للخروج من عنق الزجاجة، وكان السؤال المحرم لدى الطرفين هل يمكن أن تجري مفاوضات مباشرة؟ لكن لا إجابة واضحة حتى اللحظة»، وأضافت: «هذا السؤال يعود ليبرز اليوم في ظل مفاوضات غير مباشرة تجري بوساطة مصرية في القاهرة». ورغم اعتماد «حماس» على المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، اعترفت الصحيفة التابعة للحركة بأن قنوات سرية مباشرة تم فتحها بين الحركة وإسرائيل، «وتعد القناة السرية بين غازي حمد وكيل وزارة الخارجية في حكومة غزة السابقة، والصحفي الإسرائيلي غرشون باسكين، أقرب اتصال مباشر بين الطرفين جرى خلال الفترة بين عامي 2010-2011، لإنضاج صفقة وفاء الأحرار (شاليط)»، بحسب الصحيفة. وقالت «الرسالة» إن «هذه القناة الموازية للمفاوضات الرسمية لعبت دورًا مهما في نجاح صفقة تبادل الأسرى، جرى خلالها تبادل رسائل بين قائد القسام أحمد الجعبري ومسئول ملف المفاوضات (الإسرائيلي)، ديفيد ميدان». ثم عادت الصحيفة التابعة ل«حماس» للهجوم على مصر قائلة: «ولدى مراجعة بعض تفاصيل ملف الصفقة وطبيعة دور الوسيط المصري خلال الشهور الأولى عقب عملية الوهم المتبدد، نكتشف أن الوسيط مارس ضغوطا شديدة على حماس لإطلاق سراح الجندي الأسير مقابل وقف العمليات الحربية الإسرائيلية، وفي أحسن الأحوال إطلاق سراح بضعة أسرى فلسطينيين، ولكن حماس أصرت على مدار خمس سنوات من المفاوضات على شروطها بإنجاز صفقة مشرفة، ومع دخول أطراف أخرى على خط الوساطة مثل الألمان كانت تغير مصر من سلوكها مع حرصها احتكار الملف واستبعاد وسطاء آخرين»، وأضافت الصحيفة أن اشتراط «حماس» التفاوض عبر وسيط هو «أمر استفادت منه مصر». وكشفت الصحيفة أنه «بعد تولي ديفيد ميدان، الضابط المتقاعد في الموساد، ملف شاليط عرض مفاوضات مباشرة مع الجعبري بالآلية والطريقة التي تختارها حماس، لكن مقترحاته واجهت تحفظا من الحركة، ومن بين المقترحات التي وصلت عبر رسالة في تاريخ 19|7|2011 من فريق المفاوضات الإسرائيلي بقيادة ميدان مررها حمد للجعبري لكن الأخير رفض المقترح الإسرائيلي». وتابعت «الرسالة»: «وللمرة الأولى نكشف من واقع المراسلات التي اطلعنا عليها أن المفاوض الإسرائيلي ميدان سعى للاتصال المباشر مع حماس لأنه اشتكى من أن الوسيط المصري كان في بعض محطات المفاوضات غير متحمس لإنجاح الصفقة»، رغم اتهامها في فقرة سابقة الوسيط المصري بأنه يمارس ضغوط على الحركة من شأنها أن تصب في مصلحة إسرائيل. وقال التقرير، الذي كتبه رئيس تحرير الصحيفة وسام عفيفة، قائلة إنه في المفاوضات التي تُجرى في القاهرة اليوم: «تبرز علامات استفهام حول طبيعة الدور المصري الذي يجمع الساسة والمحللون الإسرائيليون أنه يتوافق مع أهدافهم»، وأضاف أن «الوسيط المصري يبالغ في حرصه على تحجيم مطالب المقاومة لدرجة تهدد بفشل المفاوضات»، لدرجة أن الأمريكيين أدركوا الحاجة للضغط على مصر من أجل إنجاز وقف إطلاق النار. وانتهت الصحيفة التابعة ل«حماس» إلى أنه «في ظل معطيات التحركات السياسية والدبلوماسية الراهنة، وأمام المحور الإقليمي الجديد الذي ترى فيه حكومة الاحتلال أهم إنجازاتها في الحرب على غزة، قد يكون من المناسب أن تعود حماس للتفكير بفتح قناة اتصال غير رسمية على غرار قناة (غازي- غرشون)، تساهم في إنضاج اتفاق يخدم مسار المفاوضات الحالي في القاهرة، ما يجعل الباب مفتوحا لنمط جديد وطريقة مختلفة للحديث مع الإسرائيليين».