■ كتب: محمد ياسين يبقى انتصار السادس من أكتوبر 1973، ملحمة حقيقية سطرتها القوات المسلحة، وصنفت كأعظم حرب حققت نتائج ومكتسبات في تاريخ الأمة العربية في العصر الحديث، والتي بدأت بالعبور، واسترداد الأرض، وانتهت بعملية السلام، واستكمال مراحل البناء لتنمية وتعمير سيناء الغالية. أصغر طيار شارك في ملحمة أكتوبر كان وقتها ابن العشرين عاما فهو من مواليد 1953 التحق بالكلية الجوية عام 70 وتخرج منها 72 وشارك فى الحرب 73 ليشارك بالهليكوبتر مى 8 ليروى أهم بطولات قام بها وهى إمداد الجيش الثالث «المحاصر» بالدم والبلازما في بطولة فريدة وعملية كانت نسبة نجاحها 3% ويروى خداع الإسرائيليين له على اللاسلكى واستدراجه حتى يهبط فى مطار فايد المحتل وكيفية هروبه منهم اللواء أحمد الزيات يروى تفاصيل بطولاته في حرب الكرامة. ◄ اقرأ أيضًا | ذكرى نصر أكتوبر| الطيار أبو شهبة: «نقلت البلازما في حصار الجيش الثالث» يتذكر اللواء أحمد الزيات يوم 6 أكتوبر 1973، ويقول: كنا نقوم باختبار جوى بمطار ألماظة وكنت وقتها طيارا مساعدا وتم الاتصال بنا فى ورشة اللواء واستدعائنا للاشتراك فى مشروع «تدريب» وفذهبنا سيرا على الأقدام داخل المطار مع زميلي الرائد محمد صلاح عارف وكانت وقتها الساعة حوالى الثانية عشر ونصف ظهرا وأثناء سيرنا شاهدنا فوقنا طائرة التيو تحلق وهى طائرة قاذفه كبيرة فسألته: «إيه اللى جاب التيو هنا» ولم نجد الإجابة إلى أن دخلنا قاعة المحاضرات فوجدنا كل الخرائط عن سيناء وعرفنا أنها الحرب. ويقول الزيات عن بطولاته التى قام بها وهى إمداد الجيش الثالث المحاصر بالدم والبلازما وهى المهمة الوحيدة التى نجحت من ضمن 7 طلعات لهذه المأمورية وكنت مساعدا لأحمد أبو شهبة قائد الطائرة وبداية المهمة من ألماظة ونزلنا فى القطامية للتزود بالدم والبلازما وطرنا فى خط السير المحدد للطلعة وبمجرد وصولنا للجيش الثالث تركت الكرسى الخاص بى فى الطائرة من شدة الفرحة ونزلت لأسلم على الجنود وبدأ سيل من النيران تضرب على الموقع بطريقة مهولة وكانت الأوامر لنا لو تم الضرب فى الرجوع نسلك اتجاه رأس مسلة وبالفعل اتخذنا القرار بالعودة من هذا الاتجاه حتى وصلنا إلى راسم مسلة وكان الضرب وقتها غير طبيعى فدخلنا فوق البحر للهروب من الضرب الشرس من العدو وكانت وقتها الساعة الثالثة فجرا وكانت الطائرات المعادية تلقى بالمشاعل لإيجادنا فتحول ليل البحر الى نهار ونجحنا فى الهروب منهم والوصول إلى القاعدة وبمجرد وصولنا وجدنا قائد القاعدة فى استقبالنا وعلمنا بعدها أن نسبة نجاح المهمة كانت من 3 إلى 5% أى أنها كانت مهمة مستحيلة أو انتحارية. ويجب أن أقول شهادة حق فى السادات إنه لولاه لما نجحت الحرب فمن عظمتها السرية التامة أن المشاركين فى الحرب لم يعلموا بميعادها إلا قبلها بنصف ساعة، وكانت الطلعات تأتى إلى مطار الخطاطبة وقائد اللواء لا يعلن عنها وينتقى الطيار الذى يقوم بها وكانت روح الغيرة منتشرة بينا وهى غيرة ايجابية فى حب مصر حتى أنى سمعت بعض الطيارين يقولون هو كل مرة أحمد الزيات إحنا عاوزين نطلع إحنا كمان.