يبقى انتصار السادس من أكتوبر 1973، ملحمة حقيقية سطرتها القوات المسلحة، وصنفت كأعظم حرب حققت نتائج ومكتسبات في تاريخ الأمة العربية في العصر الحديث، والتي بدأت بالعبور، واسترداد الأرض، وانتهت بعملية السلام، واستكمال مراحل البناء لتنمية وتعمير سيناء الغالية. يستعيد العميد علي الببلاوي، أحد أبطال قوات الدفاع الجوى، ذكرياته عن لحظات العبور لاسترداد الأرض فى ملحمة كان بطلها الجيش المصرى العظيم الذى تسلح بالإيمان والعزيمة، قائلا إنها لم تكن حربا سهلة بل كانت انتصارا فى أجواء صعبة داخليا وخارجيا، وحرب أكتوبر فريدة فى تاريخ الحروب على مستوى العالم، فهى حرب غير متكافئة من الناحية العسكرية على الإطلاق سواء من ناحية التسليح أو الدعم المقدم من منتجى السلاح، مؤكدا عدم وجود دلائل تشير إلى حدوث معركة، وكانت الأمور تسير بطبيعتها ويوم 5 أكتوبر حضر مندوب من مكتب اللواء محمد على فهمى قائد قوات الدفاع آنذاك ومعه مظروف وطلب منى عدم فتحه إلا عند إعطاء الأمر ويوم 6 أكتوبر تم أخذ «التمام» لجميع الوحدات وفى الساعة 1٫45 تم إصدار التعليمات وكانت كلمة السر «جبار» تزلزل الأرض، وعند الساعة الثانية ظهرا تم عبور الطائرات من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية بأعداد كبيرة وحققت الضربة الجوية هدفها من تدمير مراكز القيادة والسيطرة للعدو. ◄ اقرأ أيضًا | ذكرى نصر أكتوبر| العميد أبوالنجا: «أمي طردتني بعد النكسة» وقال الرائد الببلاوي، الذى كان أصغر قائد كتيبة دفاع جوى فى الحرب، بأنه كان مسئولا عن الدفاع عن مثلث دهشور ولم تعبر أى طائرة المجال الجوى إلا طائرة الS71 «طائرة الاستطلاع الأمريكية»، التى كانت تطير خارج مدى كتائب الصواريخ، لافتا إلى أن حصيلة خسائر إسقاط الطائرات للعدو 325 طائرة إسرائيلية ومنها طائرات مسيرة، مضيفًا أن الفرصة المستحيلة أصبحت فى متناول الأيدى بعد 6سنوات عجاف، كنا نريد أن نحارب حتى علمنا بموعد العبور ونجاح قواتنا المسلحة فى تحطيم خط «بارليف» وخطت أقدامنا سيناء لأول مرة بعد العبور.