يُعتبر الوسواس القهري (Obsessive-Compulsive Disorder- OCD) أحد الاضطرابات النفسية التي تؤثر على حياة الأفراد بشكل كبير، يتميز هذا الاضطراب بوجود أفكار وسواسية متكررة وغير مرغوب فيها، تُصاحبها سلوكيات قهرية تهدف إلى تقليل القلق الناتج عن هذه الأفكار. يمكن أن يتسبب الوسواس القهري في تأثيرات سلبية على الأداء اليومي والعلاقات الاجتماعية، مما يجعل المصابين يعانون من التوتر والضغط المستمر، وفقًا لما أوضحه المعهد الوطني الأمريكي للصحة العقلية، ولكن يمكن علاجه وإدارته بنجاح من خلال العلاج السلوكي والمعرفي، والأدوية، والدعم النفسي. أعراض الوسواس القهري الوسواس القهري هو اضطراب عقلي يتمثل في نوعين من الأعراض الأساسية: - الأفكار الوسواسية، وهي أفكار أو مخاوف متكررة وغير مرغوب فيها، غالبًا ما تكون مزعجة وتسبب القلق. قد تتعلق هذه الأفكار بالنظافة، الترتيب، السلامة، أو حتى الأفكار الدينية. - السلوكيات القهرية، وهي أفعال متكررة يقوم بها الشخص بهدف تخفيف القلق الناتج عن الأفكار الوسواسية. تشمل هذه السلوكيات غسل اليدين بشكل مفرط، التحقق المستمر من الأبواب والنوافذ، أو تنظيم الأشياء بطريقة معينة. أسباب الوسواس القهري لا يزال السبب الرئيسي للوسواس القهري غير مفهوم بشكل كامل، ولكن يعتقد الباحثون أنه قد يكون نتيجة مزيج من العوامل البيولوجية، الوراثية، والبيئية، قد تتسبب بعض التغيرات الكيميائية في الدماغ، مثل انخفاض مستويات السيروتونين، في زيادة احتمالية الإصابة بالوسواس القهري، كما أن الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة مصابين بالاضطراب قد يكونون أكثر عرضة للإصابة به. تأثير الوسواس القهري على الحياة اليومية الوسواس القهري يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمصابين، قد يجد الأشخاص صعوبة في القيام بالمهام اليومية العادية بسبب الوقت الطويل الذي يقضونه في أداء السلوكيات القهرية، على سبيل المثال، قد يقضي الشخص المصاب ساعات طويلة في تنظيف المنزل بشكل مفرط أو التحقق المستمر من الأمور المتعلقة بالسلامة، هذا يمكن أن يؤثر على العمل، العلاقات الشخصية، وحتى الصحة الجسدية. علاج الوسواس القهري توجد عدة طرق لعلاج الوسواس القهري، من أبرزها: - العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، يركز هذا العلاج على تعليم الشخص كيفية التحكم في الأفكار الوسواسية وتقليل السلوكيات القهرية. - الأدوية، تُستخدم بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، لتحسين التوازن الكيميائي في الدماغ وتقليل الأعراض. - الدعم النفسي، يساعد التحدث مع متخصص في الصحة النفسية أو الانضمام إلى مجموعات دعم في توفير بيئة آمنة للتعبير عن المشاعر.