ذكرى نصر أكتوبر| العميد الببلاوي: «لم تعبر أي طائرة مجال كتيبتي»    محافظ قنا ومساعد وزير التنمية المحلية يبحثان مشروعات برنامج تنمية صعيد مصر    الولايات المتحدة تؤكد دعمها لأمن إسرائيل وتدين الهجمات الإيرانية    فلوريدا تستعد ل "إعصار ميلتون" وخبراء يحذرون: الأضرار قد تتجاوز إعصار كاترينا    نيبينزيا: إسرائيل تقوض القرارات الدولية التي منحت لها العضوية في الأمم المتحدة    الليلة.. إيمان العاصي ضيفة في "أسرار النجوم"    حكم الالتفات في الصلاة.. الإفتاء توضح    اقتحام المنازل وإطلاق النار والقنابل.. ماذا يحدث في الضفة الغربية؟    " محدش رد عليا ومدفعوش فلوس علاجي".. يوسف حسن يكشف مفاجأة صادمة بعد رحيله عن الزمالك    موعد مباراة إنجلترا واليونان في دوري الأمم الأوروبية والقنوات الناقلة    موعد مباراة الجزائر وتوجو في تصفيات أمم إفريقيا 2025 والقنوات الناقلة    مدى سير سيارات بيجو الكهربائية يصل إلى 700 كم    حديد عز يتراجع 526 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024    متى تتم محاكمة الضباب؟.. «ذكريات أكتوبرية»    «زي النهارده».. وفاة الدكتور محمد السيد سعيد 10 أكتوبر 2009    إعلام سوري: نشوب حريق في بلدة معرين بريف حماة جراء قصف إسرائيلي استهدف نقطة عسكرية    ضيف «منتدى المصرى اليوم الاقتصادي».. جيفرى ساكس.. بروفيسور «نهاية الفقر»    نصائح مهمة لتفادي المشاكل التقنية عند التقديم على الهجرة العشوائية لأمريكا 2024    بعد تصريحات رئيس الوزراء.. متحدث الحكومة يكشف معنى «اقتصاد الحرب»    نيسان تطلق أقوى سياراتها الكهربائية    «الكبير مابيقولش».. تعليق ناري من إبراهيم سعيد على تصريح «الزمالك أكبر قلعة رياضية»    علاء نبيل: هناك أزمة تواجه اتحاد الكرة خلال الفترة الحالية بسبب أعمار اللاعبين في قطاعات الناشئين    «الأهلي إمبراطور القلاع الرياضية في مصر».. رسائل نارية من إبراهيم سعيد ل حسين لبيب    مصرع شخصين وإصابة 10 آخرين في حادث تصادم عدة سيارات بأسيوط    مصرع طفلين شقيقين غرقا في بني سويف    مصرع عامل سقط من قطار الصعيد امام مزلقان «البرجاية» بالمنيا (صور)    دروس من حرب أكتوبر    مثلت ورقصت بمزاج عال، لورديانا تكشف تفاصيل مشاركتها في فيلم بنسيون دلال (فيديو)    محمد محمود يقدم درع تكريم الراحل أحمد راتب لزوجته في افتتاح مهرجان الممثلين    بعضهم كرماء وطيبون.. تعرف على أكثر 3 أبراج عنفًا    تفاصيل وأسرار للمرة الأولى.. نهى عابدين ضيفة معكم منى الشاذلي    ذكرى نصر أكتوبر| اللواء الزيات: «كنت أصغر طيار يشارك في الحرب»    الدعاء يوم الجمعة: باب للرحمة ووسيلة للتواصل مع الله    بسبب «النسيان أو النوم».. حكم قضاء الصلاة الفائتة    قرار نهائي، كاف يعلن إلغاء بطولة السوبر الإفريقي    تصل إلى 49 ألف جنيها، الأسعار الجديدة للخدمات غير الطارئة للإسعاف    لبنان.. غارة إسرائيلية جديدة تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت    التعليم تعلن مسابقة لشغل وظيفة معلم مساعد    ما هي القرارات الجديدة لسيارات المعاقين؟.. تعرف عليها    38 كيلو مخدرات.. محاكمة 3 أشخاص ضبطوا قبل ترويج الكيف في الشروق وبدر    أحمد الشريف: الشعر سيد الكلام وحب الكتابة يبدأ دائما بحب قراءته    تفاصيل مداهمة أكاديمية تعليمية غير مرخصة تديرها سيدة في الدقهلية    كرة سلة - الاتحاد يهزم الوحدة الإماراتي ويصعد لنصف نهائي البطولة العربية    طلاب الجامعة الأميركية بالقاهرةيتظاهرون رفضا للعدوان الصهيونى على غزة وبيروت    علي جمعة يكشف عن شرط قبول الصلاة على النبي وأفضل صيغة ترددها    الولايات المتحدة محبطة من عدم مشاركة إسرائيل للبيت الأبيض بخطة الرد على الهجوم الإيراني    حدث ليلًا| بيان حكومي مهم بشأن موسم الحج 2025 وموعد إصدار قانون العمل الجديد    8 سيارات إطفاء وخسائر مادية.. التفاصيل الكاملة لحريق مصنع «تنر» في المنوفية    أجواء معتدلة والشبورة مسيطرة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024    انشغالك الذهني قد يؤدي إلى كوارث.. حظ برج الجدي اليوم 10 أكتوبر    خبير: "حياة كريمة" تعكس اهتمام الدولة بالمواطن وتوسيع أنماط الحماية الاجتماعية    هانئ مباشر يكتب: أبطال في سماء العلا    وصفة سحرية.. 4 فناجين من القهوة لإطالة العمر ومحاربة الاكتئاب    اضطراب الوسواس القهري «OCD».. تعرف على الأعراض والأسباب    الثوم والفلفل الأحمر.. أطعمة مناسبة لمرضى الكلى    قرار جديد ضد المتهمين بسرقة فيلا موظف بالمعاش في الشروق    الدعاء يوم الجمعة: بركات واستجابة في اليوم المبارك    اتفاق تعاون بين مصر ونيوزيلندا لتعزيز سلامة الغذاء وتسهيل التبادل التجاري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. أسامة السعيد يكتب: ملحمة العبور.. قراءة واجبة واستلهام مطلوب
خارج النص
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 05 - 10 - 2024

اليوم عندما أنظر إلى الإقليم من حولنا، أتساءل: ماذا لو لم نكن نجحنا فى تحرير أرضنا وفرض إرادتنا؟ فأستشعر امتنانًا عميقًا لكل مَن ساهموا فى صناعة ذلك النصر، الذى لا يزال صالحًا لأن يلهمنا العبر والدروس، ويجعلنا جميعًا مدينين لحرب أكتوبر1973، سواء من حظى بشرف المشاركة فيها، أو مَن فاز بحظ العيش مرفوع الهامة على مدى نصف قرن فى ظل انتصاراتها.
أتأمل ما يجرى من حولنا، وأحمد الله أن فى مصر جيشًا لا يبتغى غير وجه الله والوطن، يدفع رجاله حياتهم برضا وقناعة، كى تحيا مصر أبية بهية، آمنة مطمئنة.
انتصارات أكتوبر ليست مجرد حدث تاريخى نحتفى به يومًا أو أسبوعًا كل عام ثم يتوارى فى أركان الذاكرة، إنها حدث حى -ويجب أن يبقى كذلك- فى عقل ووجدان كل مصرى، فمعركة العبور بيان عملى على قدرة المصريين على مواجهة تحدياتهم مهما بلغت صعوباتها، وبرهان ساطع على تمسكهم بالنور مهما تكاثفت الظلمات من حولهم.
أكتوبر 1973 درس عظيم يجب أن يستعيده كل مصرى وعربى ليل نهار، خصوصًا عندما تحاصره الأخبار حول همجية العدو واستقوائه بحلفائه وغروره بقوته وتصيبه بحالة من الوهن والإحباط.
ينبغى تذكر أننا عشنا تلك المحنة لمدة 2311 يومًا وبضع ساعات، وهى الفترة من 5 يونيو 1967 وحتى 6 أكتوبر 1973، حتى انطلق بركان الغضب، لتسترد الأمة كرامتها وتحرر أرضها وتدحر عدوها وترغم أنفه فى رمال سيناء، التى كانت وستبقى ساحة تثبت فيها الوطنية المصرية رسوخها وقدرتها حربًا وسلمًا وتنمية.
■■■
اليوم علينا أن نعيد قراءة صفحة أكتوبر المضيئة فى مجلدات تاريخنا العريق، لنعرف أن المستحيل ليس مصريًا، وأن محاولات نشر الإحباط وبث اليأس وروح الاستسلام، وتثبيط العزيمة ليست سوى أدوات للعدو، سحقتها أقدام أبطال العبور وهم يطأون ببياداتهم الخشنة أقوى الموانع العسكرية فى التاريخ، ويدهسون أسطورة الجيش الذى لا يُقهر، ويسطّرون نصرًا لا يزال قابلًا للتكرار إذا ما استدعت الضرورة.
من حقنا اليوم أن نزهو ونفخر بجيشنا المصرى أحد أعرق جيوش العالم، إن لم يكن أعرقها على الإطلاق، الذى استطاع على مدى آلاف السنين أن يصوغ لنفسه مكانة راقية فى وجدان أبناء شعبه، ومهابة فى نفوس كل مَن تسول له نفسه المساس بمصر.
هذه المكانة الكبيرة لم تأت بين عشية وضحاها، ولا عبر السير فى طرق ممهدة مفروشة بالورود، بل جاءت عبر تاريخ ملىء بتضحيات الرجال، ودماء الشهداء، والسير فوق أشواك التآمر الدولى، والإصرار الذى لا يلين على امتلاك القدرة التى تجعل من المؤسسة العسكرية المصرية نصيرًا قويًا للحق والسلام.
من واجبنا جميعًا اليوم أن نتذكر بكل إجلال ذلك الشعب الصامد الصابر المتماسك، الذى حمى ظهر جيشه عندما تعرض للغدر، وتحمل الصعب كى يعود جنود الشعب إلى الضفة الشرقية لقناة السويس كطوفان هادر. ضحى الشعب وحمى جبهته الداخلية ليتفرغ الجيش لمعركته الأهم ويحقق انتصاره الأكبر ويحرر أرضنا المقدسة.
■■■
وبينما نحتفل بالذكرى 51 لانتصارات أكتوبر المجيدة، فإن المشهد الإقليمى المضطرب ينبغى أن يدفع الجميع -فى مصر وخارجها- إلى إعادة قراءة جديدة وأكثر تعمقًا لتلك الحرب، ليس بوصفها حدثًا تاريخيًا، بل باعتبارها نموذجًا عمليًا على إرادة التغيير والقدرة على إدارة التخطيط والتنفيذ.
يجب اليوم أن نستعيد روح أكتوبر 1973 ونحن نخوض معركتنا داخليًا من أجل إعادة بناء وطننا على أسس الجمهورية الجديدة «العلم والعمل»، وهما ما ارتكزت عليه روح أكتوبر كى نعبر من الهزيمة إلى النصر، وأن نستلهم روح أكتوبر عندما تجرد الجميع من مصالحه الخاصة لتتغلب المصلحة العامة.
علينا كذلك كشعوب ودول عربية أن نستلهم روح أكتوبر، التى أعادت بناء الإرادة العربية والتضامن من أجل التصدى لغطرسة العدو وعدوانه، وأن نواجه بتلك الروح القوية جرائم نفس العدو وهو يمعن فى سفك دماء أهلنا فى فلسطين ولبنان، ويواصل تهديده لأمن واستقرار دول المنطقة، ويفتح قوسًا لا يريده أن يُغلق يكتب فيه بالدم والنار أسماء الآلاف من ضحاياه فى جنبات المنطقة، ولن يغلقه إلا إذا أجبر فهو لا يعرف سوى لغة القوة ولا يحترم غير الأقوياء، والدرس الذى تلقاه قبل 51 عامًا لا يزال مؤلمًا، ومشاهد أسراه العائدين منكسى الرءوس لا يزال جرحًا غائرًا فى جبين غطرستهم.
■■■
اليوم ونحن نحتفل بذكرى النصر لا أملك سوى الانحناء إجلالًا وإكبارًا لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، منهم مَن قضى نحبه فى ميادين البطولة والفداء، فلقى ربه شهيدًا مقاتلًا، ومنهم مَن أمهله القدر ليواصل خدمة وطنه فى ميادين العمل مجتهدًا مكافحًا، وجميعهم ما بدلوا تبديلًا.
اليوم نشد على أيدى أبناء وأحفاد أبطال العبور المرابطين على الحدود وفى الداخل، تبيت أعينهم تحرس فى سبيل الله وحماية الوطن، يواجهون المخاطر بقلوب مؤمنة وعزيمة صادقة، فصيحات «الله أكبر» لا تزال تنتقل من جيل إلى جيل، مدوية من فوق حصون «خط بارليف» ليتردد صداها فى كل أرجاء الوطن، ترنيمًا يبعث على الثقة والإطمئنان فى قلوب المخلصين المحبين، وهديرًا مزلزلًا يقذف بالرعب فى صدور الطامعين والمتآمرين والمتغطرسين والمتجبرين، وما أكثرهم فى زماننا.
حفظ الله وطننا شعبًا وقيادة وجيشًا.. ودام نصر مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.