تمر السنون.. سنة بعد اخري.. ونحن نعتز ونحتفل بذكري اعز الانتصارات.. انتصار اكتوبر 1973.. النصر الذي اعاد لمصر كرامتها وعزتها.. ومهد لاستعادة كامل اراضينا التي احتلت عام 1967.. اليوم يبدأ الاحتفال بشهر الانتصارات الذي شهد عبور مصر وقواتها المسلحة من الهزيمة الي النصر.. وتحدي المقاتل المصري لكل الظروف . والتغلب علي التفوق في نوعية التسليح الذي كان يصب في صالح العدو.. ليتجاوزه بالعزيمة والاصرار والايمان بالله.. نجح هذا الشعب في الصمود والتحدي وقهر كل الصعاب. وظل يكافح سنوات بجوار قواتنا المسلحة لاعادة بناء جيش قوي قادر علي استرداد الارض.. وكانت له اليد الطولي في المعركة.. وتفوق المقاتل المصري وقيادته في التخطيط للمعركة.. من خلال التدريب واعداد القوات واختيار توقيت العبور ليضرب ضربته التي افقدت العدو توازنه تماما.. ولن ادخل في تفاصيل ماحدث يوم السادس من اكتوبر 1973 وكيف تمكن المقاتل المصري وهو صائم من اجتياز مانع خط برليف . وكيف قضي علي اسطورة الجيش الذي لا يقهر.. ولكن اتحدث اليوم عن روح اكتوبر التي نحتاج اليها بشدة خلال هذه المرحلة لنعبر من جديد لمستقبل افضل..ولكي نعبر طريق التنمية والبناء.. اننا في حاجة الي روح اكتوبر التي نجحت في لم شمل الامة العربية من المحيط الي الخليج..اننا في حاجة الي هذه الروح من جديد لاستكمال منظومة التنمية الشاملة التي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مختلف المجالات.. ان ملحمة حرب اكتوبر شهدت العديد من القصص البطولية وعلت روح التضحية والفداء.. اننا في حاجة الان وباستمرار ان نتعرف علي نماذج من هذه البطولات.. نماذج من الرجال الذين ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن..وننعم جميعا بالسلام علي كامل اراضينا.. ان كتاب البطولات زاخر بالعديد والعديد من البطولات الفردية والجماعية الذي يجب ان نتعرف عليها ونعرفها للاجيال الجديدة التي لم تعش ملحمة حرب اكتوبر.. حتي نستلهم روح اكتوبر من جديد من هذه القصص والبطولات.. نستلهم منها روح التضحية والفداء.. ان نصر اكتوبر لم يكن نصرا عسكريا فقط بل كان نصرا شاملا اثبت خلاله المصريون والعرب انهم باتحادهم قوة لا يستهان بها.. وهو ما دفع الغرب ليقف ويدرس تعاون وتحدي العرب واتحادهم ووضع الخطط قصيرة وطويلة الاجل لتفريقهم واشعال الفتن والحروب بينهم حتي يعيش عدونا في امان.. وهو ما حدث ووقعت فيه العديد من الدول العربية خلال الاعوام العديدة التي تلت حرب اكتوبر المجيدة.. اننا في هذا الشهر العظيم شهر الانتصارات نأمل ان نستعيد جميعا هذه الروح حتي نحقق النصر من جديد.. في كل المواقع الانتاجية المختلفة.. وفي النهاية نترحم جميعا علي الرئيس الراحل القائد البطل الشهيد محمد انور السادات صاحب قرار الحرب وقائد مسيرة السلام.. وتحيا مصر.