أكد المشاركون فى أولى ندوات معرض رمضانيات الثانى للكتاب بفيصل على أن الإبداع لايمكن أن يندثر تحت أى ظرف، وأي محاولة لفرض رقابة أو حواجز ضد الابداع ستبوء بالفشل، فلا خوف من تقييد حرية الابداع ولا يوجد تيارا واحدا يستطيع السيطرة على مصر، وأشاروا إلى أن الثقافة والقراءة هى التى تخلق تغيير حقيقى داخل الأفراد. شارك فى الندوة الأدباء محمد ابراهيم طه، ومنتصر القفاش، وأمينة زيدان، وميرال الطحاوى، وأدارها الكاتب والناقد شعبان يوسف الذي قال أن الأدباء سيدلون بشهاداتهم بعد أحداث كثيرة مرت بها مصر من حيث الزمن والتأثير، حيث نلمس تغييرا فى مصر فى كل شئ، متسائلاً هل ما يحدث سيؤثر على الفنون أو على الكتابة والأدب بشكل عام وخاصة على الرواية أم أن الرواية ستستطيع أن تمتزج مع الاحداث.
وتابع شعبان: عندما ننظر لثورة 19 كان هناك صخب كبير فى الرواية وكذلك ثورة يوليو 52، وكان يوسف إدريس محتكر القصة القصيرة ونجيب محفوظ محتكر الرواية، وفى جيل الستينات كان هناك اندماج بين الكتاب وبعدها اشتهرت فكرة الكتب الجماعية فى الشعر وفى الثمانينات أصبح كل كاتب يشكل ظاهرة منفردة، ولذلك التجربة ثرية جدا، وأضاف: الإبداع تحت أى ظرف لايمكن أن يندثر لأنه أقصى ما يمكن أن تصل إليه الحرية، والتاريخ عموما لم يقل لنا أن هناك فترة لم يكن فيها إبداع رغم محاولات السلطات لتقييده، ونحن لا نخشى من تقييد حرية الابداع لأنه لا يوجد تيار يستطيع السيطرة على مصر، فلا خوف على حرية الابداع، فلا يوجد عصر فى مصر لم يكن فيه قمع وبالرغم من ذلك الابداع ظل موجوداً .
من جانبها قالت أمينة زيدان أننا نواجه تيارات مختلفة وينبغى ان يكون هناك فكرة واحدة نجتمع عليها فى الادب والكتابة واتصور ان تكون فكرة الجمال فى مقابل القبح الذى نراه فى معظم الاحداث وبالتالى نستطيع فرض الجمال.
وقال محمد إبراهيم طه أن مشروع أى روائى يرتكز على عنصرين أساسين الأول ماذا يقول الروائى، والعنصر الثانى كيف يقول أى امتلاكه لأدوات الكتابة، ومن خلالهما نستطيع أن نعرف مسيرة كل كاتب ونتنبأ اذا كان سيستمر أو سيتوقف.
جميع شخصيات أعمالى تتسم بنوع من التصوف والتسامح وأحرص على بناء روائى متناسق ودقيق بالغ العناية، كذلك اهتم باللغة لأنها تؤثر على القارئ، ثم فكرة الايقاع الروائى واميل الى الايقاع المتمهل الهادئ وهذه العناصر هى التى تتحكم فى مشروع الروائى ككل . وقال منتصر القفاش أن الابداع سيستمر وسيظل بدون سقف وأى محاولة لفرض رقابة او حواجز ضد الابداع ستبوء بالفشل.
وعن مفهوم الجمال قال القفاش: هو سؤال يطرحه دائما الكاتب وهو طاقة تدفع الكاتب الى ان يتحدث ويكتشف اشياء جديدة ويضيف الى كتاباته ولا استطيع ان اتخيل ان هذا الجمال توضع له حدود او يفرض عليه قيود.
أكدت الروائية ميرال الطحاوى أنها تفكر الآن فى الحلم والأمل أكثر مما تفكر فى القمع، قائلة: كان والدى يحلم أن نصبح جميعا أطباء وبعد وفاته أكملت امى هذا الحلم وجميع اخوتى اصبحوا أطباء أما أنا فقررت أن ادخل كلية الآداب قسم اللغة العربية وأن احصل على الدكتوراة، بعد أن سافرت أمريكا وجدتهم يعلمون الأطفال كيف يحلمون، واكتشفت أن الواجب المنزلى فى مدارس امريكا هو القراءة فهى التى تعطيهم القدرة على الكتابة وفكرة الحلم، كما يهتمون ايضا بالتاريخ وكذلك كل الشعوب المتقدمة، فالثقافة هى التى تخلق تغييرا حقيقيا داخل الأفراد وليس من خلال برامج التوك شو لأن القراءة هى التى تعطى الفرد قدرة على الفهم واحترام اختلاف الاراء فلكل كلمة مكتوبة قيمة وهذا ما تعلمته وما فتح لى طرق وأفق كثيرة..