الروائي أحمد عامر، روائي متميز، استطاع في سنوات قليلة ان يضع اسمه ضمن قائمة روائيي الصف الأول، صدر له رواية "رجل في الأرض وامرأة في السماء"، ومؤخرا اصدر الطبعة الثانية من رواية "بورتريه لجسد محترق"، لذلك كان ل"المشهد" هذا الحوار السريع معه: * أنت واحد من المخلصين للرواية، ونشرت روايتين متتاليتين، إذن أين تقع القصة القصيرة من دائرة اهتماماتك؟ - في الواقع، كانت بدايتي مع مجموعة قصصية "مقبرة كبيرة قد تكفي" وهي مطبوعة ماستر، من 100 نسخة تقريبا، لكنني وجدت في نفسي كاتب رواية، والحقيقة إن الشعر هو أحب الفنون إليّ، وأقراه كثيرا، وأشعرأنه أكثر الفنون تعقيدا وصعوبة. أما الرواية بها مساحة للبوح، والنقد، والتفاصيل. ولو لاحظنا سنجد أن هناك الكثير من الكتاب لجأوا إلى الرواية بخاصة بعد مقولة جابر عصفور "زمن الرواية"، مؤخرا صدّر أحد النقاد مقولة "زمن القصة"، وانتقل الكثير من الكتاب والشعراء إلى كتابة القصة. وانا لدي مجموعة "شبه جاهزة" ولا أفكر في نشرها حاليا. * المشهد الروائي يموج بالكثير من السماء الشابة.. كروائي كيف تقرأ المشهد الآن؟ - في رأيي، تحقق شيء مهم وهو التنوع والتجاور، فجيل الستينيات كان لديه المشروع القومي ومن خلاله نبعت كتاباتهم الخاصة. وجيلي يتمتع بالحرية في الكتابة، ومطلع على الآداب في العالم، وغير متقيد بالنظريات النقدية، ومن ثم لمعت أسماء كثبيرة ومتباينة، فرواية " فانيليا" للطاهر شرقاوي مختلفة عن "فاصل للدهشة" لمحمد الفخراني. وطارق إمام مختلف عن هدرا جرجس. وكتابات جيلي تحظى بالاهتمام النقدي. * هناك أجيال رفعت شعار "نحن جيل بلا أساتذة".. ما موقفك من هذه المقولة؟ - هذه هي مقولة محمد حافظ رجب، أطلقها من منطلق قوة الكاتب، وجيل الستينيات قدم الكثير في الإبداع، ولكن ليس هناك جيل بلا اساتذة، فلولا قراءة حافظ رجب لما قبله لم يكن يقدم انتاجه، وجيلي استفاد من جيل الستينيات ثم الثمانينيات كسيد الوكيل ومنتصر القفاش، وأحمد النشار، اسم قد يكون منسيا، لكنه قدم الكتابة التجريبية، ومن ثم استفدنا من هذه التجارب في الخروج على الأنماط السائدة. * يقول أحد الباحثين عن روايتك "بورتريه لجسد محترق" إنها نبوءة بالثورة، فما رأيك في مفهوم التنبؤ؟ - أنا ضد مفهوم التنبؤ، لكن هناك معطيات مجتمعية تؤدي إلى رؤية إبداعية، يمكن أن تكون صحيحة ويمكن ان تكون غير ذلك، وهناك حالة من حالات التلبس الثوري للأدب، وهو كلام غير ذلك. فهناك بحث يقول إن رواية "الحرب في بر مص" للقعيد تنبؤ بالثورة. وهي إنتاج ظروف مختلفة تماما. وروايتي كتب عنها قبل 25 يناير، كتب عنها ان الشخوص سلبية وغير فاعلة، وبعد 25 يناير كتب عنها انها من روايات الثورة، وهذه المسألة تفتح الباب عن حقيقة ازمة النقد. * في روايتك "رجل في الأرض" رصدت خيبة جيل كامل نفسيا واجتماعيا وسياسيا، فماذا حدث ليتخلص هذا الجيل من خيبته؟ - السبب الرئيسي في خروج المصريين يوم 25 يناير هو فقدان الأمل، ووصول الخيبة إلى ذروتها، ومن ثم لم يعد هناك ما يمكن البكاء عليه، لكن للاسف بعد تنحي مبارك تراجعت الحالة الثورية، تراجعت ولم تستمر، وهناك حالة من التسلق السياسي مسيطرة على المجتمع، وهو ما يمكن قراءته في رواية "رجل في الأرض". * بجانب أنك روائي فأنت مدير دار "الناشر" ماذا عن مستقبل حركة النشر بعد 25 يناير؟ - لا أستطيع أن أحدد بالضبط لصعوبة السؤال، فهذه الثورة لم تُحدث وعيا حتى هذه اللحظة، وأمامك وعي زائف تم تكريسه ونسبة القراءة لا تتجاوز 2% وحركة النشر كحركة السوق عامة، متروكة للعرض والطلب، فكتابات الجخ وغيره هي السائدة، والخلاصة إذا تغير الوعي تتغير حركة خريطة النشر.