نظم بيت السنارى للثقافة والعلوم، ندوة "مناقشة ادب الأستاذ محمود الورواري" بحضور الدكتور عمار علي حسن والدكتور محمود الضبع والأستاذ محمود الورواري، وأدار الندوة الاستاذ على عطا. وتناول الضيوف الحديث عن روايات الورواري في إطار من النقد والشرح والتحليل وخاصة لروايته الأخيرة "مدد". وافتتح الندوة الأستاذ على عطا بتقديم المحاضرين وعرض سيرة ذاتية للورواري، وهو أديب واعلامي درس السياسة ثم درس الفن في أكاديمية الفنون، وعمل في الصحافة منذ ان كان طالبا في الجامعة وحين تخرج انضم إلى التلفزيون المصري والإذاعة المصرية، عمل في العديد من القنوات الخليجية، أبرزها قناة الشارة، ومع بداية 2002 انضم إلى الفريق الذي أسس قناة العالم الإخبارية، عمل في العديد من الأماكن الساخنة مثل أفغانستانباكستانالعراقإيران السودان ولبنان، وحين سئل عن مسيرته قال خبرتي تحسب بالأماكن التي عملت بها وليست بالقنوات التي اشتغلت بها، وبعد الثورة المصرية ترك العربية لينضم إلى الاعلام المصري رئيسا لقناة المحور ومقدما لبرنامج 90 دقيقة لم يكمل العام وعاد إلى قناته العربية ليقدم برنامجا يتناول الشأن المصري بعنوان " الحدث المصري "، وللورواري العديد من المؤلفات وعددها 14 كتابا ما بين قصة قصيرة ورواية ومسرح، منها مدد، ورواية حالة سقوط، واجتياح، واختزال في المسافة والسفر، ومسرحية الخفافيش، مسرحية وجع الأمكنة. وبعد ذلك تحدث الدكتور عمار علي حسن عن الورواري كأديب، وأنه قد جمع بين العيش بين المدينة والريف وهذا يصبغ الأدب طابعاً مختلفاً، وقال لو كان الأديب العالمي نجيب محفوظ عاش حياة الريف لقدم لنا نوعاً اخر من الأدب والرواية، يختلف عن رواية المدينة، وأشار إلى أن السياسة تطارد الأديب وهو يحاول الابتعاد عنها لكنها تتخلل الأحداث والسطور، وتناول أدوات الكاتب وتطورها منذ بداية كتاباته الأدبية، ومدى استفادة الأجناس الأدبية الثلاثة من بعضها البعض مثل الشعر والقصة القصيرة والرواية. وتحدث الدكتور الضبع فقال: إن النقد مات في المؤسسات الجامعية، وخرج إلى الشارع للبحث عن أب شرعي، وأن مصير بطل رواية "مدد" كان تعيساً بعد أن فقد وظيفته كوزير. وأشاد بدور الندوات والمؤتمرات التي يتم عقدها وأنها هي السبيل للنهوض بالبلاد وضرب مثلا باليابان وما تحويه من مؤسسات مجتمعية ساعدت على تقدمها من خلال العمل المجتمعي الحقيقي. وأشار إلى أن كل من يقرأ رواية السمان والخريف سيجد فيهما تشابها واضحا بين شخصية رياض كامل في الرواية وبين شخصية عيسى الدباغ برواية " السمان والخريف". كما أشار إلى استخدام الكاتب للتفاصيل الدقيقة التي يمتاز بها الإنسان العميق، فمن خلال لحظة فتح باب المقبرة القديم حكي تاريخ بطل الرواية، وأن رواية "مدد" تعتبر دراسة عميقة، فالكاتب لا يعرض الحكم الفلسفية بل يجعل أصحاب الحكم هم أنفسهم من يتحدثون، وأكد على أن الكاتب يترك مساحة للقارئ عن قصد في أماكن محددة لكي يترك له الخيال، وأن الخلاص هو شيء فردي وكل انسان حالة مستقله بذاته لا تتكرر. وفي نهاية الندوة تحدث الاستاذ محمود الورواري عن تجربته الادبية وقال إنه يقدم رواية كل أربعة أو خمس سنوات، ويترك الفكرة والشخصيات في ذهنه حتى تنضج حتى إذا بدأ في الكتابة انطلقت كل شخصية إلى مكانها وحكيت تاريخها، فهو يتعايش مع شخصيات الرواية ويترك لهم المصير في تحديد مصائرهم. وانه يهيئ الجو للأشخاص المتناقضة للعيش معا، فهو يتخيل ان الأوراق البيضاء هي الحياة وتلك الشخصيات المتناقدة أبطال رواياته هي أشخاص حقيقية ويجمع بينهم لينطر ماذا سيحدث، وكيف يمكن أن تتم هذه المعادلة الصعبة وما يمكن أن تؤدي إليه في تحقيق التوازن النفسي. كما في التفاعل الكيميائي بين الهيدروجين والاكسجين في انتاج الماء، وقال انه يهتم بالناقد والقارئ على السواء، فلا مبدع بدون عمل إبداعي ولا عمل إبداعياً بدون متلقي قارئ، والعلاقة بين القارئ والعمل الإبداعي لا تتضح وتفك شفراتها إلا عبر ناقد نزيه، وانه يفكر في عمل نص درامي لرواية "مدد".