علي مأدبة أدبية جمعت كلاً من الدكتور عمار علي حسن والدكتور محمود الضبع والأستاذ محمود الورواري، وأدارها الاستاذ علي عطا. شهد بيت السناري أمس السبت الموافق 15 نوفمبر 2014 انعقاد ندوة 'مناقشة ادب الأستاذ محمود الورواري' وقد تناول الضيوف الحديث عن روايات الورواري في إطار من النقد والشرح والتحليل وخاصة لروايته الأخيرة 'مدد'. وافتتح الندوة الأستاذ علي عطا بتقديم المحاضرين وعرض سيرة ذاتية للورواري، وهو أديب واعلامي درس السياسة ثم درس الفن في أكاديمية الفنون، وعمل في الصحافة منذ ان كان طالبا في الجامعة وحين تخرج انضم إلي التلفزيون المصري والإذاعة المصرية، عمل في العديد من القنوات الخليجية، أبرزها قناة الشارة، ومع بداية 2002 انضم إلي الفريق الذي أسس قناة العالم الإخبارية، عمل في العديد من الأماكن الساخنة مثل أفغانستانباكستان العراق إيران السودان ولبنان، وحين سئل عن مسيرته قال خبرتي تحسب بالأماكن التي عملت بها وليست بالقنوات التي اشتغلت بها، وبعد الثورة المصرية ترك العربية لينضم إلي الاعلام المصري رئيسا لقناة المحور ومقدما لبرنامج 90 دقيقة لم يكمل العام وعاد إلي قناته العربية ليقدم برنامجا يتناول الشأن المصري بعنوان ' الحدث المصري '، وللورواري العديد من المؤلفات وعددها 14 كتابا ما بين قصة قصيرة ورواية ومسرح، منها مدد، ورواية حالة سقوط، واجتياح، واختزال في المسافة والسفر، ومسرحية الخفافيش، مسرحية وجع الأمكنة. أشار عمار علي حسن إلي أن السياسة تطارد الأديب وهو يحاول الابتعاد عنها لكنها تتخلل الأحداث والسطور، وتناول أدوات الكاتب وتطورها منذ بداية كتاباته الأدبية، ومدي استفادة الأجناس الأدبية الثلاثة من بعضها البعض مثل الشعر والقصة القصيرة والرواية. وقال حسن عن الورواري كأديب، وأنه قد جمع بين العيش بين المدينة والريف وهذا يصبغ الأدب طابعاً مختلفاً، وقال لو كان الأديب العالمي نجيب محفوظ عاش حياة الريف لقدم لنا نوعاً اخر من الأدب والرواية، يختلف عن رواية المدينة. وأكد الضبع علي أن الكاتب يترك مساحة للقارئ عن قصد في أماكن محددة لكي يترك له الخيال، وأن الخلاص هو شيء فردي وكل انسان حالة مستقله بذاته، كما قال: إن النقد مات في المؤسسات الجامعية، وخرج إلي الشارع للبحث عن أب شرعي، وأن مصير بطل رواية 'مدد' كان تعيساً بعد أن فقد وظيفته كوزير. وأشاد بدور الندوات والمؤتمرات التي يتم عقدها وأنها هي السبيل للنهوض بالبلاد وضرب مثلا باليابان وما تحويه من مؤسسات مجتمعية ساعدت علي تقدمها من خلال العمل المجتمعي الحقيقي. وأشار إلي أن كل من يقرأ رواية السمان والخريف سيجد فيهما تشابها واضحا بين شخصية رياض كامل في الرواية وبين شخصية عيسي الدباغ برواية ' السمان والخريف'. كما أشار إلي استخدام الكاتب للتفاصيل الدقيقة التي يمتاز بها الإنسان العميق، فمن خلال لحظة فتح باب المقبرة القديم حكي تاريخ بطل الرواية، وأن رواية 'مدد' تعتبر دراسة عميقة، فالكاتب لا يعرض الحكم الفلسفية بل يجعل أصحاب الحكم هم أنفسهم من يتحدثون. وفي نهاية الندوة تحدث الاستاذ محمود الورواري عن تجربته الادبية وقال إنه يقدم رواية كل أربعة أو خمس سنوات، ويترك الفكرة والشخصيات في ذهنه حتي تنضج حتي إذا بدأ في الكتابة انطلقت كل شخصية إلي مكانها وحكيت تاريخها، فهو يتعايش مع شخصيات الرواية ويترك لهم المصير في تحديد مصائرهم. وانه يهيئ الجو للأشخاص المتناقضة للعيش معا، فهو يتخيل ان الأوراق البيضاء هي الحياة وتلك الشخصيات المتناقدة أبطال رواياته هي أشخاص حقيقية ويجمع بينهم لينطر ماذا سيحدث، وكيف يمكن أن تتم هذه المعادلة الصعبة وما يمكن أن تؤدي إليه في تحقيق التوازن النفسي، وقال انه يهتم بالناقد والقارئ علي السواء، فلا مبدع بدون عمل إبداعي ولا عمل إبداعياً بدون متلقي قارئ، والعلاقة بين القارئ والعمل الإبداعي لا تتضح وتفك شفراتها إلا عبر ناقد نزيه.