الدواعش فى الصحراء الكبرى هم أنفسهم فى صحراء سيناء، هذا ما ستكتشفه وأنت تشاهد فيلم «تيمبكتو.. غضب الطيور»، الفيلم الذى حاز مخرجه الموريتانى عبد الرحمن سيساكو على جائزة «سيزار»، وهى الجائزة التى تمنحها أكاديمية الفنون وتقنيات السينما الفرنسية لأفضل (...)
من العيب، المعرفى والإدراكى والذهنى والنفسى، أن ترى الزمن كنقطة، نقطة منفصلة عما قبلها وما بعدها، الزمن حركة متواصلة منذ أن خلق الله الخلق حتى يأذن الله، سبحانه وتعالى، بنهايته.
منذ أن ذهبت الجيوش لتقاتل فى سيناء، كان واضحا أن جلب النصر من سيناء، (...)
يوم وراء الآخر تبدو المسافات تتباعد بين القاهرة والرياض. بحيث بدأ كثير من المعلقين يتحدثون عن مظاهر الجفوة بين العاصمتين. أتذكر أننى بعد «30 يونيو» بقليل كتبت فى هذه الصحيفة: إنه لمن العسير أن تسير العلاقات بين البلدين على ما يرام. فالنظامان ذوا (...)
نبيل الكت، زميلى فى الزنزانة، كان يحدثنى كيف كان يسرق الرخام من على قبور اليهود. حديث الكت كان مليئًا بالمشاعر والأوصاف العنصرية.
فى المعتقلات تعلمت أن لا أناقش الناس فى قناعاتهم، خصوصا حين تكون هذه القناعات دينية، لكن حكايات نبيل ظلت تلح علىّ بين (...)
ذهبت الجيوش إلى سيناء بلا خطة.. بلا بنك أهداف. هذه حقيقة. وهى حقيقة تفتح على حقيقة أخرى وهى أن النظام الذى يقف وراء الحرب مفتقر إلى المعنى. وسيناء ومساكينها اليوم يدفعون «كاش»، ومن دمهم، ثمن عدم وجود خطة وثمن افتقار إلى المعنى.
ما استراتيجية النظام (...)
تمكن الخليج من تجاوز تحديات عديدة ومتواصلة من الخمسينيات وحتى اليوم. ومن ثم فهو لن يقف عاجزا أمام تحدى «داعش».
تمكن الخليج من تجاوز التحدى الناصرى، الذى انطلق من القاهرة، فى الخمسينيات والستينيات. وأزعم أنه نجح فى تفريغ ذلك التحدى من محتواه فى (...)
هذه هى الرسالة الثانية التى أكتبها لفضيلتكم، من نفس النافذة وفى نفس الصحيفة. فى رسالتى الأولى طلبتُ من فضيلتكم التدخل لمعالجة مشكلة المحاكم الشرعية، التى اجتاحت سيناء بعد ثورة 25 يناير.
تلك المحاكم اليوم لم تنتهِ، بل غطست تحت الأرض بعد دخول الجيش (...)
كنت أتصور البحيرة نتوءات مائية فى طرف النهر، عن يمينه أو عن يساره (لم يكن يهمنى).. أتصورها بحيرة ربما تكون كبيرة أو صغيرة (لم يكن يهمنى أيضًا).
ولكنى بُغِتُّ بأن النيل نفسه تحول إلى بحر فى جنوب السد العالى. بحر يمتد بطول 300 كيلو متر، من السد العالى (...)
الحكومة تسميها بحيرة ناصر، بينما النوبيون يسمونها بحيرة النوبة.. بقى الاسم الذى أطلقته الحكومة على البحيرة بين ورقها الأصفر، يدور بين أضابيرها الميتة. وبقى الاسم الذى أطلقه النوبيون على البحيرة يدور بين شفاههم السمراء الحية، يرددونه بينهم ويؤكدونه (...)
يحاول البعض المقارنة بين متاهتنا اليوم فى الشرق الأوسط، وأوضاع أوروبا فى العصور الوسطى. فى تصوّرى أن الفارق كبير فى الحالتين. أوروبا كانت فى ظلام، بينما نحن فوق الظلام نعيش فى متاهة. سؤال أوروبا فى تلك الحقبة، كان يدور حول فكرة كيف نخرج من الظلام؟ (...)
أقدم الأخوان كواشى على إطلاق الرصاص على صحيفة «شارلى إبدو» من هنا، ليتدفَّق فيضان بشرى فى شوارع باريس من هناك، كأننا أمام حادثة البوعزيزى التى أشعلت الثورة فى تونس، ومن ثَمَّ فى الشرق الأوسط كله سنة 2010.
فيضان بشرى وصفه تليفزيون فرانس 24 بأنه لم (...)
تفضلت حركة 6 أبريل مشكورة، وأرسلت إلىَّ رسالة بصفتى أحد أعضاء لجنة الخمسين التى صاغت دستور البلاد فى عام 2014 «على حد وصفها». الرسالة عبارة عن مبادرة، وهى مبادرة موجهة لعموم الشعب المصرى، وليست موجهة لأحد بعينه، كما تقول الحركة فى رسالتها. الحركة (...)
عام مضى.. وعام جديد يأتى.. وكلام المتنبى هو ما يحوم فوقنا: عيد بأى حال عدت يا عيد.. بما مضى؟ أم بأمر فيك تجديد؟ التجديد لا يأتى به تغيير الأرقام القديمة بأرقام جديدة. التجديد يأتى به الناس، وهم يتدافعون: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع (...)
كانت فى بدايتها فكرة عرضها شفاهيًّا د.سعد الدين إبراهيم، على الأمير القطرى. التقط الأمير الفكرة وطلب من د.إبراهيم كتابتها. د.إبراهيم كتبها فى سطور قليلة.. ربما فى صفحة أو صفحة ونصف الصفحة. طلب الأمير من مرؤوسيه تنفيذها. فكانت قناة «الجزيرة» التى (...)
كانت تلك كلها مقدمات جعلت من مصر واحدة من أكثر دول العالم تقدمًا فى القرن التاسع عشر. وفى النصف الثانى من نفس القرن، استقرت أحوال مصر السياسية وتحولت إلى دولة جاذبة للبشر من معظم البلاد المجاورة لها، خصوصا بلاد الشام. ومن هؤلاء الذين جذبتهم مصر (...)
حين وقف الإنجليز مع العثمانيين سنة 1906 على أرض رفح الحالية، ليخطوا الحدود بين مصر وفلسطين، لم يكن اسمها فلسطين. كان اسمها سوريا. لم تكن سوريا قد انقسمت إلى: سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. ولم يكن الإنجليز وحدهم الواقفين فى رفح، كانت لجنة إنجليزية (...)
مثلا: من «30 ستة» حتى اليوم، الجسد العريض للقوى الثورية لا يرى التصادم المباشر مع الدولة، أو الخروج ضدها فى مظاهرات سياسية، كما كان يحدث طوال تاريخ مصر الحديث، وتحديدا كما كان يحدث من سنة 2004، حين قادت حركة «كفاية» الحراك الثورى، وحتى «30 ستة»، (...)
بعد صلاة العصر، انقض مسلحون على مفارق سادوت. أقاموا كمينا، أوقفوا سيارات.. ثم وبهدوء شديد انسحبوا إلى حيث هبطوا.. بدا الناس يتكلمون على أن السلامة فى التزام البيوت وعدم الحركة.. غدًا سيكون يوما جحيميا، كان الناس يقولون لبعضهم.. لم أهتم كثيرا، وظهر (...)
الفاشية الوطنية تجىء عقب الانهيارات العظمى.. فى هذا السياق جاء هتلر. ألمانيا كانت خارجة من الحرب العالمية الأولى منهزمة ومتشظية (التشظى هنا ليس على مستوى الجغرافيا بل على مستوى القوى المكوّنة للدولة). وبخطاب وطنى (حراق) تمكّن هتلر من إعادة تجميع تلك (...)
لا أحب أن أحكى فى حكايات المؤامرات.. أحكى عما أعرفه.. وأحاول أن أحطه فى سياق.. كل العالم (تقريبًا) يبارك الحرب فى سيناء، بما فيها إسرائيل وأمريكا وروسيا.. إلخ. الصحف الأمريكية تكتب عن المعونات الأمريكية التى تتدفق على مصر، لاقتلاع الإرهاب من سيناء.. (...)
حين تصف ما حدث فى 30 ستة بأنه انقلاب، فأنت تبدأ الكتاب من الفصل رقم 5.. ومن ثَم فأنت تقفز (بوعى أو من دون) على 4 فصول كاملة من كتاب مصر ما بعد 25 يناير 2011.. وهذا كافٍ لنفى صفة الكمولية عن قراءتك.. الفصل الأول هو يوم 25 يناير.. الثانى 28 من نفس (...)
غربان الدولتية فى معادلة 30 ستة بعد أن حسموا الحرب لمصلحتهم مع الإخوان، يلتفون اليوم ليحسموا الحرب مع طلائع ثورة 25 يناير.. من المؤكد أن لديهم عداءً جذريًّا مع تلك الطلائع أكثر من عدائهم مع الإخوان.. صراعهم مع الإخوان هو فى حقيقته صراع ثأر بين اثنين (...)
وهو سألنى عن الوضع في سيناء؟.. وأنا حكيت، كيف أن الوضع فى سيناء مرتبط بالوضع فى القاهرة.. الوضع في سيناء مستمر إلى حين وجود دولة قوية في القاهرة.. وأضفت: أقصد القوة من حيث البنيان السياسى.. دولة سلطاتها متوازنة.. توازن السلطات هو ما يجعل الدولة (...)
فى سيناء، علينا أن نفهم سؤالنا الأساسى (أقصد به السؤال المختلف والمتمايز..) ثم نبحث عمن يشاركنا هذا السؤال داخل حدود الوطن.. تلك خطوة توازيها خطوة ثانية، وهى أن نفهم أسئلتنا الأخرى (وتلك أسئلة أزعم أن كل الشعب المصرى يشاركنا فيها).. هذا يعنى الآتى: (...)
رافقت الروائى الكبير (والجميل أيضا) حجاج أدول لأكثر من 60 يوما، هى مجمل الأيام التى قضيناها فى لجنة إعداد الدستور.. وصار بيننا ما يشبه الاتفاق الضمنى.. إن ناديت عليه مستخدما صيغة: يا أستاذ حجاج.. فأنا بالتأكيد أريد أن أتناقش معه فى قضية ما بالعقل (...)