شهدت بغداد 18 جلسة في محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ولاحظ المراقبون القانونيون والسياسيون ان قاضي بغداد بدأ في تعجيل اجراءات محاكمة صدام في الفترة الأخيرة. ورجح المراقبون ان السبب لا يرجع الي ضغوط من القوات الامريكية او الحكومة العراقية بل السبب بعيد كل البعد وهو يرجع الي وفاة رئيس صربيا السابق سلوبودان ميلوسوفيتش علي سريره وفي سجنه في لاهاي وهو ينتظر استئناف محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وقد اعتبرت وفاة ميلو سوفيتش انتصارا له علي محكمة الجنايات الدولية وانتصارا له علي ربع مليون قتيل من يوغوسلافيا ماتوا بسبب الاعمال الوحشية التي ارتكبها "المتهم" منذ تولي رئاسة الصرب والحروب التي شنها ضد الجمهوريات اليوغوسلافية حتي اطيح به عام 2000. قدم ميلوسوفيتش الي المحكمة الدولية منذ 4 سنوات عن التهم التي تمت في عهده منذ عام 1991 حتي عام 1999 وعددها 66 تهمة. واستمعت المحكمة الي 300 شاهد. وقدم لها 5000 مستند. ورأي القضاة وهم أول قضاة دوليون يحاكمون رئيس دولة ان يعطوا المتهم نفس المدة التي حصل عليها الاتهام ليقدم دفاعه. وكان امام المتهم 40 ساعة فقط باقية لاستكمال الدفاع ثم ينطق القضاة بالحكم. واختلفت محاكمة ميلوسوفيتش عن محاكمات نورمبرج للزعماء الالمان عقب الحرب العالمية الثانية فتلك المحاكمة رأسها قضاة من أمريكا وروسيا وبريطانيا والحلفاء الذين انتصروا علي الألمان. وقد عارضت واشنطن هذه المحاكمة الدولية بشدة. وفي العراق كان الموقف مختلفا فصدام يحاكم امام قضاة عراقيين وقد انسحب قاضيان من قبل وقيل انه كان يجب ان ينضم الي محكمة بغداد قضاة دوليون. ولكن وفاة ميلوسوفيتش جعلت الحكومة العراقية والمحكمة العراقية تري الا يفلت صدام مثل رئيس الصرب من حكم يجعل ضحاياه يفتقدون الانتقام والمنتظر ان تجري محاكمة بغداد بسرعة غير معهودة خاصة وانه لم توجه لصدام وزملائه سوي تهمة واحدة بعكس ما جري مع رئيس الصرب!