يستعيد اللواء طيار حسن راشد الحاصل علي وسام النجمة العسكرية ذكريات الحرب والنصر ويقول: شاهدنا طائراتنا تضرب علي الأرض بدون غطاء في عام 1967 وهو ما أثر فينا أشد الأثر ودفعنا إلي الانتقام من العدو كنا وقتها بلا تدريبات بلا روح، ما أدي إلي النكسة كنت وقتها طالبا في الكلية الجوية وتخرجت 1968 واشتركت في حرب الاستنزاف وهي تدريب بالدم وبوابة لانتصار أكتوبر 73 التي شاركت بها وأنا نقيب طيار، وكانت طائراتنا الميج 17 الروسية إنتاج 1954 ومصممة لمعاونة القوات في طائرات قاذفة وليست مقاتلة ولا تستطيع الاشتباك في الجو لأنها لا تحمل صواريخ جو- جو وبها مدفع رشاش سعة 200 طلقة. في سبتمبر 1973 تم استدعائي للسفر إلي ليبيا لتدريس الطيران هناك وهو ما أثار استغرابنا حتي جاء يوم 6 أكتوبر 1973 فكنا نريد العودة للمشاركة في الحرب إلي أن تم استدعاء 5 طيارين للميراج وكنت أحدهم وكان يوم 8 أكتوبر واتجهت لمطار الصالحية. يواصل: في 9 أكتوبر في الثانية ظهرا جاءت معلومات تفيد بتحرك لواء إسرائيلي علي الطريق الساحلي قادما من العريش فكانت الأوامر بتدميره وانطلقت 12 طائرة علي ثلاث مجموعات كنت علي رأس المجموعة الثالثة والحسابات الملاحية تؤكد اننا سنلاقي اللواء المدرع بعد حوالي 70 كيلو من المطار والطائرة يمكن أن تطير هذه المسافة بدون الخزان الإضافي للبنزين وإضافة المزيد من القنابل مكانه وكانت المرة الأولي التي تطير بها الميج - 17 بدون خزان إضافي وبقنابل زيادة وطرنا علي ارتفاع منخفض جدا للهروب من الرادار ووجدنا عربات إسرائيلية محملة بالجنود ولم تكن هي الهدف وتركناها وانطلقنا في طريقنا حتي وصلنا إلي النقطة المحدده 70 كيلو ولم نجد اللواء المدرع فكانت أوامر قائد السرب أن نطير دقيقتين إضافيتين وهو فيه مخاطرة لكمية الوقود الموجودة معنا لنتمكن من العودة ولم نجد اللواء وفي هذه اللحظة قال قائد المجموعة الثانية إنه شاهد سيارات إسرائيلية محملة بالجنود وأنه سينفصل عنا لتدميرها وأخذ الإذن من قائد المجموعة وأشار لي قائد المجموعة بأننا سنطير لدقيقتين أخريين وهنا أود أن أوضح أن الدقيقة في الجو بالطائرة الميراج تستطيع أن تقطع فيها مسافة 10 كم وانطلقت مع قائد المجموعة حتي اقتربنا من منطقة الرمانة وإذ بنا نجد موقعا إسرائيلياً ضخماً به عدد كبير من الدبابات والجنود وتانكات البنزين ومهمات إدارية علي مساحة ضخمة جدا فرمينا كل حمولة القنابل علي الموقع فدمرناه وانفجرت التانكات وتحول الموقع إلي كتلة من اللهب كل طائرة تحمل 700 كجم متفجرات وبدأت طيارات الميراج الإسرائيلية في مهاجمتنا وأصر قائد الطائرة الميراج علي ضربي والطيران من خلفي وأنا أحاول الهرب منه فليس معي سوي طلقات المدفع الرشاش فما كان من زميلي نمرة 2 إلا أن أخذ دورانا حادا ليكون خلفه ويدمره من الخلف ويصرخ ويقول دمرته فجرته وبالكاد وصلنا إلي المطار لأن الوقود بدأ ينفد منا ونزلنا في مطار احتياطي بأبو صوير وكانت طائرتي بها إصابات من الاشتباك وتم تبليغ الصاعقة علي الموقع وبالفعل تعاملوا معه في اليوم الثاني ودمروا ما تبقي منه.