بيروت محمد عبدالهادي فرضت المصالحة اللبنانية السورية وانفتاح رئيس الحكومة سعد الحريري علي دمشق نفسها علي شكل ومضمون الاحتفال الذي ستنظمه قوي14 آذار يوم14 فبراير الحالي بساحة الحرية وسط بيروت لإحياء الذكري الخامسة لاستشهاد رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وهي المناسبة التي كانت شهدت في السنوات السابقة مجاهرة هذه القوي بمعاداتها لسوريا, وانطلقت منها اساءات بالغة لرموز النظام السوري بلغت حدتها بإطلاق أوصاف مهينة, وبالمطالبة بمحاكمتها بزعم تورطها في اغتيال الحريري. وانعكست التطورات في العلاقات بين لبنان وسوريا ونتائج زيارة الحريري لدمشق في ديسمبر الماضي علي الاجتماع التحضيري الذي عقدته قوي14 آذار مساء أمس الأول, وظهر الارتباك عليها واضحا بسبب تلك التطورات والمتغيرات, فالحريري سيشارك في المناسبة بوصفه ابن الشهيد وزعيم تيار المستقبل وليس بوصفه رئيس حكومة كل لبنان, ووجه أنصاره الي عدم اطلاق تصريحات تمس سوريا, وتمني أن يكون هو المتحدث الوحيد في المناسبة في مواجهة رفض من القيادات المسيحية في قوي الرابع عشر من آذار, لكن بدا أن هناك اتفاقا ضمنيا علي عدم تعقيد الأمور أمامه كرئيس حكومة كل لبنان, باعتبار مشاركته في المناسبة تأكيدا لاستمرارية مباديء14 آذار( السيادة والاستقلال الكاملين), وحتي لا تتحول المناسبة هذا العام وفي الأعوام المقبلة الي مجرد مناسبة رمزية. ويشدد الحريري, علي ضرورة الحديث عن المستقبل وليس عن الماضي, خاصة أن مباديء14 آذار تتحقق, وملف اغتيال والده أصبح في عهدة المحكمة الدولية, وانتهت صلاحية المحاكم اللبنانية في الملف منذ أول آذار2009.