مجددا، يتكرر سيناريو تهجير النوبيين مع أهالى قرية فارس بأسوان، الذين ترك معظمهم منازلهم التى أغرقتها المياه الجوفية منذ سنوات، ووضعوا آمالهم على الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، الذي وعدهم أعضاء حزبه أثناء الجولة الانتخابية بإنقاذ القرية، ما دفع الأهالي للتصويت لصالحه، إلا أنه تجاهلهم حتى غرقت بالمياه الجوفية. يقول فضل محمد على- من أهالى قرية فارس: "بعض الأهالى تم تهجيرهم إلى قرى أخرى،وبدأت المشكلة بانهيار جزئي للمنازل، إذ إن المياه الجوفية عندما يرتفع منسوبها يؤدى إلى انهيار جزئى بأحد جدران المنزل، ويضطر المواطن إلى ترك الغرفة التى انهار جدارها والإقامة فى غرفة أخرى، ولكن في المنزل نفسه، أما الآن فقد أعتلت المياه الجوفية جدران المنازل وأدت الي انهيار كامل في معظمها مما أجبر كثيراً من الأهالى على ترك منازلهم وأخذ ما تبقى من أغراضهم معهم بحثاً عن مكان يأويهم، فهناك من ذهب للإقامة لدى أحد أقاربه، وهناك من لم يجد له مأوى وظل يبحث عن منزل". يضيف فضل إن الحزن يملأ قلوب الأهالى لتركهم منازلهم وشعورهم بالتشرد، كما أن الحكومة خذلت أهل فارس ولم تنقذهم من الهلاك وبدأ الجميع يشعر بمعاناة أهالى النوبة بعد تهجيرهم من أراضيهم وتجاهل الحكومة لمطالبهم، وبدأت القرية تخلو من الأهالى، وتغرقها المياه الجوفية، وأرسلت لجنة من وزارة الإسكان ووزارة الرى لمعاينة فارس بعد إرسال العديد من الشكاوى إلى مجلس الوزارة، وبعد مشاهدة المسئولين لمعاناة القرية كان رد المستشار القانونى للجنة الإسكان أن «مصر مفيهاش فلوس»، مما أثار غضب أهل القرية. ويوضح «فضل» أن إحدى شركات الغاز استغلت تجاهل المسئولين لقرية فارس، وطيبة أهلها وبدأت تجوب القرية للتنقيب عن المواد البترولية والغاز الطبيعى، وذلك بزرع مواسير فى باطن الأرض على مسافات مختلفة ثم تنفذ عمليات تفجيرية تؤدى إلى حدوث اهتزازات وتشققات فى باطن الأرض، باستخدام تقنية التكسير الهيدروليكى، وهى عبارة عن بريمة تحفر الأرض ويوضع بالحفرة مواسير قطرها 2 بوصة تصل إلى نحو 18 متراً وأكثر تحت الأرض، ويوضع داخل الماسورة مواد متفجرة يتم تفجيرها عن بعد، وتتم تلك العملية فى كل عشرين متراً بالقرية، للوصول إلى الغاز. وأشار إلى أنه منذ عام 2008 بدأت تظهر مؤشرات برشح المياه في بيوت القرية وأراضيها الزراعية بالمنطقة الشرقية، وتطور ذلك فى عام 2009 إلى ظهور مياه جوفية ببعض من الأراضى الزراعية والمنازل إلى أن بلغت ذروتها فى عام 2010، ومع مرور الوقت أصبحت فارس مستنقعاً للمياه الجوفية التى بدأت تخرج من الأرض بغزارة بعد استغلال شركة الغاز الطبيعى القرية للتنقيب عن الغاز وعمل عمليات تفجيرية تحت الأرض. وأكد أن المياه الجوفية أغرقت بساتين زراعية كانت مقامة على نحو 100 فدان لزراعة المانجو، وأشجار الدوم، والنخيل، وأصبحت الأشجار عبارة عن خشب متعفن، ولم تعد تصلح الأرض للزراعة مرة أخرى، وبالرغم من أن الزراعة هى المصدر الرئيسى لدخل أهالى القرية إلا أن المسئولين تجاهلوا الأمر، مما أدى إلى تشريد العديد من الأسر لعدم وجود مصدر رزق لهم.