حذرت صحيفة «الجارديان» البريطانية الصادرة اليوم الاثنين من أن تصبح الحرب في سوريا أوسع نطاقا وتقلبا بحيث تصبح حربا إقليمية، وذلك في ضوء تحليل الوضع الراهن والغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على سوريا منذ أيام. واستهلت الصحيفة تقريرا لها بثته على موقعها الألكتروني حول هذا الشأن- بذكر أنه قد أصبح جليا الآن أن إيران وحزب الله اللبناني يتدخلان في الأزمة السورية، غير أن وتيرة أحداث الأيام الماضية أكدت أن ما كان خفيا وغير معلن أصبح معلنا بشكل واضح على نحو كشف أن الخريطة الإقليمية تجاوزت بشكل مفاجئ جميع الخطوط الحمراء.
واستشهدت الصحيفة على تدخل إيران وحزب الله في الأزمة السورية بذكر أن حسن نصر الله قائد حزب الله أكد في وقت سابق أن مقاتلي الحزب يساعدون نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحذر من أي هجمات من قبل السنة ضد مسجد السيدة زينب بدمشق وقام - حسب ما نقلته الصحيفة - بإرسال المقاتلين الشيعة من العراق وإيران لحماية المزار الشيعي، في حين استهدفت الغارة الإسرائيلية مخازن أسلحة إيرانية كان من المفترض أن توجه إلى حزب الله.
وقالت الصحيفة " إن إسرائيل تراهن على عدم استطاعة سوريا أو حزب الله الرد على الغارات الجوية الأخيرة بزعم أن الأسد لديه مخاوف كفيلة بأن تشغله عما جرى في حين لا يرغب حزب الله في خوض حرب شاملة جديدة مع إسرائيل" لكن الصحيفة أضافت " إنه من السهل دوما معرفة من أين تبدأ الأشياء في الشرق الأوسط أكثر من إدراك توقيت نهايتها".
وأشارت إلى أن إسرائيل كادت أن تعلن ، من منطلق أفعالها الأخيرة، أن جبهتها الشمالية لم تعد هادئة وأن السلام الذي دام لأكثر من 40 عاما على طول الحدود الإسرائيلية-السورية قد تلاشى.
ولفتت الصحيفة إلى أن السؤال القادم سوف يدور حول ما إذا ستصبح الأراضي السورية عرضة لهجمات سلاج الجو الإسرائيلي كحال غزة وجنوب لبنان، مرجحة بألا يكون الهجوم الإسرائيلي على سوريا يوم أمس الأخير من نوعه.
واستدلت (الجارديان) على طرحها في هذا الشأن بالقول :" أن هناك أسبابا براجماتية جادة تدفع إسرائيل لأن تتدخل في سوريا ومن بينها أنها ليس لديها مصلحة في استبدال نظام الأسد الذي يعاني ضعفا حاليا ، بمجموعات معارضة تجمع في صفوفها متطرفين إسلاميين" -حسب الصحيفة -.
