شهدت الأراضى المحتلة عام 1948 أمس إضرابا عاما للفلسطينيين استمر يوما واحدا، فيما شهدت القدسالمحتلة مظاهرات حاشدة أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، احتجاجا على مخطط اسرائيلى لمصادرة 700 ألف دونم من الأراضى العربية فى النقب، وتهجير عشرات الآلاف من سكانها. فمؤخرا، أقرت حكومة الاحتلال ما يعرف بمخطط «جولدبرج برافر عميدور»، لمصادرة 800 ألف دونم (الدونم = ألف متر مربع) من أراضى بدو النقب، البالغ عددهم نحو مائتى ألف، وتجميعهم على أقل من 100 ألف دونم، أى أقل من 1% من مساحة النقب، الذى يشكل ثلثى مساحة فلسطين.
وهو ما يستهدف اقتلاع أكثر من 45 تجمعا عربيا، وترحيل ما يزيد على 35 ألف عربى من أرضهم ومصادرتها لصالح المستوطنات والتجمعات والمزارع المملوكة لأفراد. وكانت مساحة النقب إبان قيام دولة الاحتلال عام 48 نحو عشرة ملايين دونم تقريبا، وصلت الآن إلى 900 ألف دونم فقط.
وجاء إضراب الأمس، استجابة لدعوة من «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية»، الممثلة لعرب 48، و«لجنة التوجيه العليا لعرب النقب». وفى تصريحات ل«الشروق» عبر الهاتف من داخل الخط الأخضر، قال الناشط مجد كيال إن: «الإضراب شبه شامل، وقد أغلق المضربون متاجرهم وورشهم وقاطع الطلاب المدارس، بينما ذهب الطلاب إلى جامعتهم، حيث أضربوا وتظاهروا بداخلها».
وأضاف كيال أن: «ثلاثة آلاف عربى من النقب شاركوا فى المظاهرة أمام مكتب نتنياهو تحت عنوان «الإضراب العام والمظاهرة الوطنية الكبرى» بعد أن نقلتهم إلى المكان نحو سبعين حافلة». وردا على سؤال عما إذا كان هناك أى دعم من قوى إسرائيلى لهذا الأضراب، أجاب بأن «هذا الأمر لا يهمهم.. نضالنا وطنى ولا نبحث عن تضامن إسرائيلى أو غير إسرائيلى».
وختم كيال بأن «لجنة التوجيه العليا لعرب النقب تمتلك خطة احتجاج سلمية سنلتزم بها خلال الفترة المقبلة، وتشمل توعية التلاميذ والطلاب بجوهر الاحتلال الصهيونى»، مشددا على أن «النقب تمثل خط الدفاع الأخير ضد مسلسل مصادرة الاحتلال الإسرائيلى لبقية أراضينا».