كتب أدريان هاملتون في مقال بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية بعنوان "مصالح إسرائيل ومصالحنا بشأن فلسطين ليست واحدة"، يستعرض فيه أجواء لقاء بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض ليؤكد أن الوقت قد حان ليتوقف الغرب عن السماح لإسرائيل بالهيمنة على جدول القضايا المطروحة كونها تقرر وحدها بالفعل الكثير من السياسات الغربية. يفسر الكاتب أن أهم ما يعني إسرائيل هو الأمن، وهو ما تنفذه بالحفاظ على الهيمنة العسكرية الكاملة في المنطقة وبإبقاء الفلسطينيين ضعافا ومنقسمين بجوارها. والأمثلة على ذلك كثيرة؛ منها أن قضية مواجهة إيران مهمة جدا بالنسبة لإسرائيل لأنها تهدد هيمنتها العسكرية. كما أن سياستها الاستيطانية في القدس تخدم الغرض نفسه، لأن دولة فلسطينية تتمتع بالرفاهية والثقة بالنفس تمثل تهديدا لإسرائيل، وهذا ما يفسر هوس الحكومة الإسرائيلية بكيفية إجراء محادثات السلام، وكذلك سياسات الاغتيال التي تهدف إلى جز رؤوس أي قيادة فلسطينية قد تظهر والعمليات العسكرية التي تشنها القوات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية. يقول هاملتون أن مصالح إسرائيل - في رأي حكوماتها - تقوم على مبدأ وقوفها ضد الشرق الأوسط وليس كجزء منه، وهذا يتطلب توجيه إهانات متواصلة للعرب - وكأن الكثيرين منهم بأنظمتهم الفاسدة والسلطوية لا يقومون بذلك بأنفسهم- كما أنها تطالب الغرب بتبني وجهة النظر أن مصالحه مرتبطة بمصالح إسرائيل بقوة. إن الأهمية الحقيقة لزيارة نيتانياهو لواشنطن هي أنها تهدد مباشرة مصالح الولاياتالمتحدة وأوروبا في العالم الإسلامي، بما في ذلك حياة الجنود في أفغانستان، وكذلك التنافس مع الصين على المواد الخام في الشرق الأوسط وأفريقيا، وهذا يشمل إيران أيضا. ويقول الكاتب أن الإهانة التي وجهتها إسرائيل للولايات المتحدة ليست ذات أهمية كبيرة، لأن الإهانة الأكبر كانت من نصيب الجامعة العربية، التي ساعدت في دفع السلطة الفلسطينية للموافقة على إجراء محادثات سلام من خلال طرف ثالث، كما كانت الصفعة أيضا موجهة لرئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس الذي يتعرض لضغوط شديدة ممن حوله كي يوقف جميع الاتصالات بإسرائيل طالما استمر الاستيطان. يوضح الكاتب أن واشنطن تريد محادثات السلام أكثر بكثير من الإسرائيليين من أجل المظاهر وأسباب أخرى، إلا أنها في السعي لذلك، تضاعف الإهانة لحلفائها العرب والكراهية التي يشعر بها إزاءها الشارع العربي. ويختتم أدريان هاملتون مقاله في صحيفة الإندبندنت بالقول إن الولاياتالمتحدة في النهاية ستدع إسرائيل تفعل ما تريد، فهي لن توقفها، لأنها لا تستطيع ذلك، وستتم الإطاحة بعملية السلام بعيدا، إلا أنه في هذا الأسبوع من المشاحنات مع واشنطن ولندن، ربما نرى أول لمحة من التفهم بأن لإسرائيل مصالحها ولنا مصالحنا، وأن الأمرين ليسا متطابقين بالضرورة .