أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل، مساء أمس الأربعاء، تمديد ساعات العمل لتمكين الإسرائيليين من تسلم الكمامات الواقية من السلاح الكيميائي، بعد ساعات طويلة من الزحام والمشاجرات أمام مراكز التوزيع، والتي تأتي في إطار حالة التأهب القصوى التي تشهدها إسرائيل مع تزايد احتمالية توجيه ضربة عسكرية أمريكية لسوريا، وحدوث رد انتقامي من دمشق قد تستخدم به أسلحة كيمياوية. هذا المشهد بثته القناة "العاشرة"، وبثت معه تغطية لمراسليها، وهم يرصدون حركة الجيش بين شمال و وسط إسرائيل، ونقل منظومات الأسلحة الدفاعية خاصة في الجولان المحتل التي قال مراسل القناة منها: " بدأ الجيش الإسرائيلي تحريك منظوماته الدفاعية بشكل يضمن فيه حماية الشعب الإسرائيلي، في إشارة منه إلى أن موعد الضربة العسكرية الأمريكية لسوريا قد إقترب. صحيفة "يدعوت أحرنوت" من جانبها أعلنت منذ الليلة الماضية، عبر تحليل مطول، أن موعد بدء الحرب على سوريا سيكون صباح اليوم الخميس. لكن الصحيفة حاولت في الوقت ذاته إرسال رسالة طمأنة للجمهور الإسرائيلي عبر نقلها عن مصدر عسكري كبير تقديره "أن النظام السوري سيكون معنياً في عدم دخول إسرائيل لمعركة ضده"، مرجحاً عدم تعرض بلاده لصواريخ سورية في هذه المرحلة . أما "القناة الثانية" فكان لها رأي مختلف، متوقعة أن "لا حدود للتكهنات إذا تعرض النظام السوري لهجمة عسكرية من قبل الولاياتالمتحدة، فكل السيناريوهات قائمة ولا سقفاً للتوقعات يمكن وضعها في هذه المرحلة" . استديوهات التحليل في القنوات الإسرائيلية كافة، إتفقت على أن خيارات الأيام القادمة ثلاث، أولها: "ضربة جوية أمريكية محدودة تصمت عنها سوريا"، والثانية: "ضربة جوية موسعة يرد عليها النظام السوري عبر رشقات صاروخية حذرة على دول الجوار، ومنها إسرائيل، بهدف أن يظل التصعيد محدوداً" ، فيما بقيت الثالثة، وهي الأصعب من وجهة نظر القناة، وهي: "تدحرج المنطقة لحرب تدخل فيها لبنان، وتجر إليها قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء". هذه الخيارات بحسب وزير الدفاع الإسرائيلي قد تم أخذها بالحسبان حين قال: "إن إسرائيل جاهزة لكافة الخيارات". حديث الليل في وسائل الإعلام عن الضربة الغربية المحتملة لسوريا، وعواقبها على إسرائيل، جاء مختلفاً هذا الصباح، حيث تراجعت صحيفة "يدعوت أحرنوت" تحت عنوان لها تصدر الصفحة الأولى قائلة: "معيق بريطاني يعترض تنفيذ هجمة على سوريا" وذلك في إشارة إلى طلب البرلمان الأوروبي الإنتظار في توجيه الضربة إلى حين الإطلاع على تقرير لجنة التحقيق الأممية المتواجدة في دمشق، والتي تقوم بالتحقيق في حقيقية إستخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد المواطنين. الصحيفة لم تستبعد في الوقت ذاته أن الضربة الأمريكية قادمة لسوريا، لكنها تراجعت في وضع توقيت للضربة كما فعلت ليلة أمس. هذا التراجع كان واضحاً أيضاً في باقي وسائل الإعلام، لكن الإذاعة الإسرائيلية أشارت إلى متغير رأته مهماً حين ردت على فرضية أن "الإدارة الأمريكية قد تغير رأيها في ضربة ضد سوريا" قائلة: "إن الرئيس باراك أوباما سيضع مصداقية بلاده في وضع حرج، وسيضع أيضاً كل حلفائه في مأزق عدم المصداقية بعد هذا التصعيد الكلامي غير المسبوق تجاه سوريا" . التراجع من عدمه لم يكن حاضراً في حراك الجيش الإسرائيلي الذي أعلنت قيادته منذ الصباح الباكر قيامها بتفريغ حمولة ضخمة من غاز "الأمونيا" من ميناء حيفا؛ تحسبا لأي طارئ . وسواء صدقت توقعات الحرب على سوريا أم جانبت قراءة المحللين الصواب، فإن الحاصل فعلا هو ما كتبته صحيفة "يدعوت أحرنوت" عن أن "هستيريا الخوف باتت تسيطر على الإسرائيليين جراء ما ينشر في وسائل الإعلام عن قرب وقوع حرب سيطال لظاها إسرائيل". يأتي ذلك في وقت قرر فيه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، في اجتماعه الذي عقد ظهر أمس الأربعاء، استدعاء عدد محدود لقوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، إلى جانب قوات من الجبهة الداخلية للخدمة العسكرية، وذلك تحسباً لأي تهديد من جانب سوريا المهددة بضربة عسكرية أمريكية وغربية، بحسب "يديعوت أحرنوت" ونقلت الصحيفة وإذاعة الجيش الإسرائيلي عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في ختام جلسة المجلس الوزاري المصغر، إن جيشه "جاهز ومستعد لحماية اسرائيل بوجه أي تهديد"، مضيفا أن "بلاده سترد بالقوة على أي محاولة للاعتداء على مواطنيها". وكانت الصحيفة قد نقلت على لسان ما وصفته ب"مصادر في جيش الدفاع الإسرائيلي" أن "الجيش الإسرائيلي قرر نشر منظومة القبة الحديدية شمال إسرائيل إضافة لبطاريات صواريخ الباتريوت، وكذلك نشرها في وسط إسرائيل، لحماية تل أبيب ومدن الوسط من أي تهديد". وتعتبر عملية الاستدعاء للاحتياط أحد أهم علامات الخشية من التصعيد في إسرائيل.