صناديق الانتخابات والمؤتمرات الشعبية ليست وحدها صاحبة الكلمة العليا فى الانتخابات الرئاسية، بل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى ساحة للمعارك الانتخابية بين المرشحين، حيث تنفجر مواقع تويتر وفيس بوك بالعديد من الصفحات والهاش تاج المؤيدة والمعارضة للمرشحين ولا يخلو الأمر من صفحات مسيئة تستخدم كدعاية سوداء ضمن بعض المرشحين. ويعتبر المشير عبد الفتاح السيسى هو المرشح الأبرز على ساحة العالم الافتراضى من حيث عدد الصفحات التى عملت على تأييده ويعتبر أبرزها السيسى رئيسى وحملة السيسى رئيسا للجمهورية لعام 2014 وغيرها من حملات التأييد على الفيس بوك. والأمر لم يخل من بعض الدعاية الشخصية لبعض الشخصيات المرموقة أو لفئات معينة مثل حملة اسكندرية ترشح السيسى أو حملة جمعية رجال الأعمال ترحب بالسيسى رئيسا لمصر وعندما تستعرض بعض التعليقات التى وردت على تلك الصفحات تجد منها نريد أن ننتخب السيسى لأنه الأفضل على الساحة وهو من سيحقق الأمن والآمان وغيرها من عبارات الترحيب واستعراض لقوات المرشح، كما أن الأمر لم يخل من التهكم من بعض المرشحين الآخرين مثل بوست على صفحة السيسى رئيسى يسخر من حمدين صباحى فى شكل فكاهى بإبداء تعجبه من تأييد الحزب الناصرى للسيسى. وكما أدرك المرشحون أهمية مواقع التواصل الاجتماعى للوصول إلى قطاع كبير من الناخبين خاصة الشباب اطلقت حملة المرشح عبد الفتاح السيسى موقعها الإلكترونى الرسمى، وذلك للإعلان عن كل أخبار الحملة والمرشح هذا بالإضافة إلى أن الموقع يعرض خطابات المرشح ولعل أبرزها خطاب إعلان استقالته من القوات المسلحة وإعلان ترشحة لرئاسة الجمهورية بالإضافة إلى مجموعة من التعليقات أو الظهور الأول للسيسى على صفحات التواصل الاجتماعى مثل الفيس بوك وتويتر وبلغ عدد المشتركين فى صفحة المشير السيسى على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك 20.834 مشترك، كما تضمنت أهم المعلومات عن الحملة الانتخابية للمشير. وتضمن الموقع الرسمى رقم الخط الساخن لحملة المشير عبد الفتاح السيسى، 16973، وبلغ عدد المتابعين لحساب المشير السيسى على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، حتى الآن، 3712 متابعًا، ونشرت الصفحة عناوين المكاتب الإدارية للحملة فى محافظات جمهورية مصر العربية. حمدين مرشح الثورة والأمر لم يبتعد كثيرا عن مؤيدى حمدين صباحى حيث توالت الصفحات المؤيدة لحمدين فى الانتخابات الرئاسية حيث أسس مؤيدوه صفحة باسم حمدين صباحى رئيسا لمصر واحد مننا هنكمل حلمنا و هناك أيضًا حمدين مرشح الثورة وحملة دعم حمدين صباحى مرشحا شعبيا للرئاسة ويتبنى مؤيدو هذه الصفحات وجهه نظر تعبر عن أن حمدين هو الحل وهو المرشح الأبرز الذى يتفق عليه الكثيرون ويبتعد عن اللغط السياسى إلى حد كبير بمعنى أنه مرشح مدنى منتخب لا ينتمى للقوات المسلحة او ينتمى إلى التيارات الإسلامية وبالتالى هو المرشح الذى سيريح أطرافًا سياسية كثيرة وسيقضى على الفتن، كما أن البعض ينظر إليه أنه مرشح الثورة وأنه الوجهة الوحيد المألوفة على الساحة السياسية منذ ثورة 25 يناير، وبالتالى فنجاحه يعنى نجاح الثورة الأولى والثانية معا. كما طالبت صفحة حمدين مرشح الثورة بمناظرة تليفزيونية بين المرشح عبدالفتاح السيسى وصباحى حيث قال أحد المشتركين بالصفحة من حقنا اننا نشوف مناظرة زى دى لأنها هتوضح حاجات كتير و الشعب يريد المناظرة، ولم تخُل صفحات المؤيدين من السخرية أيضًا حيث نشر أحد البوستات يقول توكيلك ضرورى لحمدين دى الثورة فى كمين، كما يقوم القائمون على تلك الصفحات أيضًا بمحاولة فرد مساحات كافية لكل أخبار حمدين وحملته وتحركاتهم فى المحافظات وغيرها سواء من وقفات تأييد أو المؤتمرات التى تقام من أجل شرح برنامجه الانتخابى بالإضافة إلى عرض بعض الأخبار والحوادث المهمة التى تحدث فى البلاد. كما حاول القائمون على صفحات حمدين رصد بعض المخالفات فى حملات المرشحين الآخرين وتسجيلها بالصور وبثها على الصفحة الخاصة بصباحى قائلين إن الاعلام الفضائى أو الرسمى يرفض تسجيل تلك المخالفات أو الإعلان عنها وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا وأن عالم الانترنت يسجل كل تلك المخالفات لتصل إلى من يهمه الأمر. والأمر لم يخٌل من بعض المشاحنات بين أعضاء الحملات المختلفة لتجد بعض التعليقات من بعض الناخبين على صفحات حمدين صباحى سأنتخب السيسى أو السيسى هو الأجدر وغيرها من تلك التعليقات. حملة توحيد الصف ولم يبتعد التيار الإسلامى عن المشهد كثيرا حيث قام بعض الناشطين بتفعيل صفحات من أجل دعم مرشح إسلامى ليعلنوا عن صفحة باسم "حملة توحيد الصف للإعلان عن مرشح اسلامى واحد" وهدف تلك الصفحة كما ذكرت على صفحتها أنه من الضرورى العمل على تجمع جميع الأصوات حول مرشح واحد يحقق الأهداف الإسلامية بدلا من نزول أكثر من مرشح يقوم بتفتيت أصواتنا. كما تقوم الصفحة أيضًا بالعمل على بث بعض البرامج من الجولات الانتخابية السابقة عن حازم صلاح أبو إسماعيل أو عبد المنعم أبو الفتوح مطالبين بأن يكون الرئيس القادم إسلامى .... إسلامى، كما تقوم الصفحة بالإعلان عن مبادرة جديدة اطلقت عليها واعتصموا الهدف منها جمع أصوات جميع الراغبين فى مرشح إسلامى ويستشهدون ببعض الأمثلة مثل أن فى باكستان صوت 80% من الناخبين للتيار الإسلامى ولكن كل مجموعة قامت بالتصويت لأحد المرشحين الإسلاميين، وفى النهاية 20% صوتوا ل (بينظير بوتو ) وهى التى فازت نتيجة تفتيت الأصوات وغيرها من تلك الأمثلة. تشويه بوسترات المرشحين على عكس حملات التأييد السابقة أصدر بعض الشباب صفحة على الفيس بوك باسم حملة وقلماه للشخبطة على بوسترات مرشحى الرئاسة والهدف منها كما قال القائمون عليها حملة تعبيرية تهدف لتفريغ طاقات الشباب فى المساحات الفارغة من بوسترات مرشحى الرئاسة ويجتمعون من أجل النزول فى حملات إلى الشارع لتشويه بوسترات المرشحين حيث تعتبر تلك المجموعة من الشباب أن جميع المرشحين على الساحة السياسية غير جديرين بالمنصب الرفيع لذلك أعلنوا مقاطعتهم لجميع المرشحين حتى يعلن شخص يكون جديرًا بتلك المسئولية الكبيرة. ومن جانبها قالت سهير الدهان أستاذ علم الاجتماع إن العالم الافتراضى الآن أصبح يلعب دورا مهما سواء فى الحياة اليومية أو السياسية والدليل على ذلك اهتمام المرشحين بتلك الفئة من التكنولوجيا وتدشين المواقع وإطلاق الصفحات على الفيس بوك من أجل التواصل مع تلك الفئة المهمة من الشباب مشيرة إلى أننا لا نستطيع أن ننكر الدور المهم الذى لعبه أثناء ثورة 25 يناير لدرجة أن السلطات قامت بحجبه لعدة ايام كما أن هناك بعض الدول القمعية تمنع دخول مواطنيها على تلك الأنواع من شبكات التواصل الاجتماعى. وأضافت نستطيع أن نقول إن تلك الصفحات هى عبارة عن نوع جديد من الدعاية الانتخابية مثل الملصقات وغيرها منا أنها بوق إعلامى يساعد مؤيدى مرشح معين أن يصلوا إليه بصورة غير مباشرة بالإضافة إلى وصولهم للإعلام أيضُا بطريقة سهلة ومتاحة للجميع، كما أننا نذكر الهاشتاج الشهير الخاص بالسيسى والذى احتل المركز الثالث عالميا والأول فى مصر فى استخدامه وذلك فور إعلان السيسى الترشح للرئاسة وذلك اعتراضا منهم على ذلك.